فرض اشتراط “حزب الله” توزير أحد حلفائه من النواب السنة الستة المنضوين في “اللقاء التشاوري” الذي يرفضه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري وامتناع الحزب عن تسليم أسماء وزرائه الثلاثة إلى الحريري، بهدف الحؤول دون صدور مراسيم الحكومة، إيقاعا جديدا لأزمة التأليف التي دامت 5 أشهر وأسبوعا. وهي قد تطول مدة إضافية في وقت لا يبدو أن المخرج من العقدة الجديدة سيجد طريقه إلى النهاية السعيدة في خلال أيام كما أمل بعض المواقف المعلنة.
وقالت بعض الأوساط المتابعة لاتصالات تذليل العقبات من أمام ولادة الحكومة لـ”الحياة” إن العقدة الجديدة تهدف إلى إطالة أمد الفراغ الحكومي، أكثر من الإصرار على توزير سنة 8 آذار، بسبب المستجد في موقف الحزب بعدم تسليم أسماء وزرائه، لأن هذا الشرط برز بعد أن تمت حلحلة عقدة الحقائب التي ستسند إلى حزب “القوات اللبنانية” الذي تعاطى بمرونة فقبل “بالظلم” كما قال رئيسه سمير جعجع.
إلا أن تأخير الحكومة لقي صدى سلبيا لدى بعض فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفي “التيار الوطني الحر”، وفق مصادر سياسية مطلعة، خصوصا أن الأول كان يأمل بإنجاز الحكومة قبل حلول الذكرى الثانية لانتخابه التي تصادف اليوم حيث سيظهر في ندوة تلفزيونية ليتحدث عن إنجازات العهد والخطط التي يعول على تنفيذها عبر الحكومة الجديدة. ورأت هذه المصادر أنه بقدر ما شكل الشرط الجديد للحزب صفعة للحريري الذي لم يكن يتوقع امتناعه عن تسليمه أسماء وزرائه، فإنه صفعة لحليف الحزب رئيس الجمهورية أيضا، الذي حرص على أن تولد الحكومة مع الذكرى. وكان عون أبلغ الحريري سابقا ومن يعنيهم الأمر أنه يرفض تمثيل سنة 8 آذار من حصته الوزارية، لأن لديه مرشحا للوزارة من الطائفة السنية بعدما تنازل الحريري عن وزير سني من حصته مقابل أن يسمي وزيرا مسيحيا.
والتأزيم الذي نجم عن هذه العقدة في الربع الساعة الأخير أدى إلى اجتماع الحريري مع الرئيس عون بعيدا من الأضواء غروب أمس، للبحث في هذا التطور، بعد أن أجل الأول اجتماع كتلة “المستقبل” النيابية الأسبوعي من دون سابق إنذار واستعاض عنه بزيارة غير معلنة للقصر الرئاسي دامت ساعة ونصف الساعة من دون أن يصدر أي موقف عنه أو عن الرئاسة إثر انتهائها. وقالت مصادر كتلة “المستقبل” إن الحريري بقي متكتما عما دار في لقائه مع عون. لكن بعض هؤلاء قال لـ”الحياة” إنه أكد لعون رفضه المعروف لتمثيل سنة 8 آذار وعدم استعداده للتنازل عن هذا الرفض بعدما قدم تضحيات كثيرة لأجل إخراج الحكومة.
وكان “تكتل لبنان القوي” الذي يضم نواب “التيار الحر”، أعلن بعد اجتماعه برئاسة الوزير جبران باسيل عصرا أنه “توقف بكثير من الإيجابية أمام قرار “القوات اللبنانية” المشاركة في الحكومة، آملا بأن يمهد لأداء منتج يشمل الجميع، وبأن تكون هناك حلول للمشكلات المتبقية وأن تكون الحركة السياسية مثمرة وألا تطول ولادة الحكومة أكثر من أيام”.
وأكد “التكتل” أن يده ممدودة لجميع الكتل لتكوين حكومة منتجة، لا سيما أن عنوان المرحلة المقبلة هو الإنتاج.
واجتمع وفد من اللقاء التشاوري للنواب السنة الستة الحلفاء لـ”حزب الله” أمس مع كل من بري والمعاون السياسي للأمين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل. وقال النائب الوليد سكرية (عضو في كتلة نواب حزب الله في الوقت نفسه): “أكدنا موقفنا الثابت في حقنا بوزير من السنة المستقلين وفقاً لنتائج الانتخابات”. ونقل عن بري تأييده لهذا المطلب. وأوضح أن “موضوع تمثيلنا من أي حصة هو أمر يقرره رئيس الحكومة”.
وقال النائب فيصل كرامي بعد اللقاء مع الخليل أن الوفد شكر السيد حسن نصر الله على تأييد مطلبهم، فيما اعتبر الخليل أن مطلبهم محق وعلق على ما نقل عن الحريري قوله “فتشوا عن غيري” (في حال الإصرار على تمثيل سنة 8 آذار): “الأمر غير مطروح لدينا”.
من جهة أخرى اشاد الرئيس الحريري بتحرك النيابة العامة التمييزية بعد نشر صحيفة “الديار” مقالا تضمن عبارات لا تمت الى أخلاق اللبنانيين وصحافتهم بصلة، موجهة الى ولي العهد السعودي والقائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان.
وقال الحريري وفق بيان مكتبه الإعلامي إن “هذا العمل المدان محاولة فاضحة لضرب علاقات لبنان مع المملكة وخرق موصوف للقوانين التي ترعى الحرية الاعلامية التي نحرص جميعا عليها”.
(الحياة)