باتت البلاد على مسافة ساعات، يُمكن القول قليلة، من خروج الدخان الأبيض إعلاناً لاستواء طبخة التشكيلة الحكوميّة برئاسة سعد الحريري، بعدما بقيت البلاد 5 أشهر ونيف من دون حكومة.
وعلم موقع mtv أنّ التشكيلة صارت شبه محسومة مع إعلان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع قبوله، ولو على مضض، بالعرض الوزاري الذي تلقّاه من الرئيس المُكلَّف.
وبالنسبة إلى حصّة رئيس الجمهورية ميشال عون التي أثارت جدلاً خلال تجاذبات الأشهر الماضية، فإنّ وزارة العدل التي تمسّك بها عون رافضاً منحها لـ”القوات”، سيشغلها إسمٌ من إثنين: إمّا الوزير سليم جريصاتي أو أمين سرّ تكتل “لبنان القوي” ابراهيم كنعان.
أما وزارة الدولة لشؤون مكافحة الفساد فسيُكلّف بها أحد إسمين، إمّا فادي عسلي أو نزيه البزري، وكذلك الأمر بالنسبة إلى وزارة الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية التي قد تذهب إلى النائب السابق ناجي البستاني إرضاءً لرئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط أو يستمرّ الوزير بيار رفول في هذه المُهمّة الوزارية.
أمّا وزارة الدفاع الوطني، فيُرجّح أن يتولّاها النائب الياس بو صعب خلفاً للوزير يعقوب الصراف.
على الخطّ الشيعي، كما كان مؤكّداً فإنّ وزارة الصحة ستذهب إلى “حزب الله” وسيتولاّها النائب السابق جمال الطقش، لتتّجه الأنظار معه نحو التعاطي الأميركي مع الحزب على وقع العقوبات المُرتقَبة. حقيبة الشباب والرياضة ستبقى بيد الحزب ومن المتوقَّع أن يتولّاها نائب رئيس المجلس السياسي في “حزب الله” محمود قماطي، في حين سيكون الوزير محمد فنيش وزير دولة لشؤون مجلس النواب.
وفي حين كان محسوماً قبل بدء مفاوضات التأليف أن يبقى الوزير علي حسن خليل في وزارة المالية، تشير المعلومات الى أنّ حسن اللقيس سيتولّى حقيبة الزراعة، أما الإسم الذي سيشغل وزارة البيئة من حصّة “حركة أمل” فيتركه بري إلى ربع ساعة الأخير كي يحسم هويّته، مع العلم أنّه حُكيَ عن مُفاجأة وزارية قد يُثيرها بري في اللحظات الأخيرة قبل انتهاء التأليف.
ولدى “تيار المستقبل”، لم يتمّ حتى الساعة حسم أسماء الوزراء في الحكومة الجديدة، مع تكتّم شديد حول هويّة الشخصيّة التي ستتولّى وزارة الداخليّة والبلديّات.
وعلى الصعيد الدرزي، صار محسوماً تولّي النائب وائل أبو فاعور حقيبة التربية، في حين سيستلم النائب أكرم شهيّب وزارة الصناعة، على أن يكون الوزير الدرزي الثالث من اختيار رئيس الجمهورية ميشال عون بالتشاور مع رئيس “الحزب الديموقراطي اللبناني” طلال أرسلان.
إلى “لبنان القوي”، حيث سيبقى رئيسه جبران باسيل على رأس وزارة الخارجية. أمّا اللافت فسيكون تولّي العنصر النسائي وزارة الطاقة والمياه، عبر ندى البستاني التي شغلت منصب مستشارة الوزير سيزار أبي خليل، وهي مَن ينتظرها الإستحقاق الأصعب في ملف الكهرباء. مع التسجيل بأنّ الخيار حُسِم بالإبقاء على الوزير أفيديس كيدانيان في وزارة السياحة، بينما لم تُحسَم بعد أسماء وزراء الإقتصاد والتنمية الإدارية ووزارة الدولة من حصّة “التيار الوطني الحر”.
نصل إلى “القوات” حيث العقدة في الأيام الأخيرة، ففي المعلومات أنّ حقيبة الشؤون الإجتماعية سيتولاّها زياد حبيب، نجل النائب الراحل فريد حبيب، وحقيبة الثقافة ستشغلها الدكتورة مي شدياق.
أمّا حقيبة العمل، التي قبلت بها معراب كبديلة عن العدل، فسيتولّى زمامها ريشار قيومجيان، على أن يقع الإختيار، كما تشير المعلومات، على شخصيّة بقاعيّة لتولّي منصب نائب رئيس الحكومة.
يبقى السؤال الأهمّ: أيّ إنتاجيّة ستحقّق هذه الحكومة، وكم ستعمّر