قام الامين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري بجولة في عكار، استهلها من بلدة المحمرة، حيث زار النائب الحاج وليد البعريني في مكتبه، وكان في استقباله الى جانب البعريني، النائب هادي حبيش، منسق عام “تيار المستقبل” في عكار خالد طه، رئيس اتحاد بلديات جرد القيطع عبد الاله زكريا، وعدد من الشخصيات العكارية.
تلحميرة
ثم انتقل احمد الحريري يرافقه نواب كتلة “المستقبل” في عكار، الى بلدة تلحميرة، واطمئن إلى صحة محمد جودات وفارس محمود المحمود وشقيقه محمد وحسين خضر الذين اصيبوا في اشكال شهدته البلدة مؤخراً، واتخذ بعداً مذهبياً تم تطويق تداعياته.
وكانت كلمات خلال الزيارة لكل من الشيخ عبدالكريم الزعبي الذي شدد على أن “أحداً لا يستطيع التفريق بين السنة والاخوة العلويين في سهل عكار”، في حين شدد رجل الاعمال حسن سلوم على “أن ما حصل حادثة فردية، ولن تتكرر بوجود الطيبين باذن الله”.
أما أحمد الحريري فشدد على “اصلاح ذات البين”، ودعا إلى “السلام والمصالحة وتقريب وجهات النظر”، مؤكداً أن “ما يجمعنا كلبنانيين ليس المذاهب والطوائف، إنما القيم الانسانية، ولا سيما في عكار، والتي من واجبنا الحفاظ عليها، وعدم السماح للشيطان بأن يهدم ما بناه اجدادنا من اواصر وعلاقات محبة وخبز ملح بين بعضنا”، شاكراً كل من عمل للمصالحة.
غذاء رئيس بلدية مشمش
ثم زار أحمد الحريري دارة الشيخ خضر علوان في بلدة الشيخ علي، قبل أن يلبي دعوة رئيس بلدية مشمش محمد بركات، إلى مأدبة غذاء تكريمية، في مطعم الديوان في العبدة، حضرها النواب: هادي حبيش، وليد البعريني، محمد سليمان و طارق المرعبي، عضو المكتب السياسي سامر حدارة، منسق عام عكار خالد طه واعضاء من مكتب ومجلس المنسقية، لمفتي الشيخ زيد بكار زكريا، رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية الشيخ مالك جديدة، الخور اسقف الاب الياس جرجس، محافظ عكار عماد لبكي، رئيس قسم محافظة لبنان الشمالي لقمان الكردي، قيادات أمنية، رؤساء اتحادات البلديات وبلديات وروابط المخاتير ومخاتير وفعاليات اجتماعية وتربوية واقتصادية.
بعد ترحيب من بلال بركات، تحدث صاحب الدعوة، رئيس بلدية مشمش محمد بركات وطالب “بالانماء المتوازن الذي يتطلب انفاقا غير متوازن، فمحافظتي عكار وبعلبك الهرمل بحاجة الى مجالس انماء وصناديق تنمية لكي تتساوى مع بقية المناطق بعد حرمانها لزمن طويل”، مشدداً على “ضرورة تشكيل حكومة تواجه كل الأخطار، وان تكون عكار ممثلة في هذه الحكومة”.
وألقى عضو كتلة “المستقبل” النائب وليد البعريني كلمة أكد فيها “أن هناك عناية خاصة بمشاريع عكار من قبل الرئيس الحريري، وهي أصبحت على سكة التنفیذ الحقیقي بفعل الاولوية التي يوليها اياها الرئيس الحريري لتبصر النور”. وأضاف :” نترقب اليوم تشكیل الحكومه العتیدة، لتنطلق عجلة المشاریع و الخدمات بوتیره أكبر و أسرع، وسنكون معكم جنبا الى جنب من أجل انصاف عكار ونيل حقوقها، وما بعد تشكیل الحكومه لن يكون كما قبلها، وننتظر الوعود من جمیع الوزراء بدون استثناء، ولا سيما على صعيد أن تكون عكار محافظ بكل ما للكلمة من معنى، وعلى كل المستويات”.
من جهته، شدد أحمد الحريري على “أننا مع الرئيس المكلف سعد الحريري في تفاؤله لتأمين ولادة الحكومة بأقرب فرصة، ونعتبر أن الخلاص الحكومي يكون في البناء على الايجابيات وتدوير الزاويا، وليس على السلبيات أو النكايات، والاهم أن الرئيس الحريري حازمٌ بأن يكون للبنان حكومة وفاق وطني، وان تكون حكومة متجانسة ومتآلفة”.
وإذ أكد “أن الكرة اليوم في ملعب الجميع”، أشار إلى أن “مسؤولية التأخير لا يتحملها فقط الرئيس المكلف، لأن المسؤولية مشتركة في حماية لبنان”، مشدداً على أن “البلاد لم تعد تحتمل التأخير في التأليف، وطالما أن الجميع يقول بأنه يريد حكومة، فهذا يعني أن الجميع يجب أن يساعد في التأليف، لا أن يتم وضع العصي في الدواليب”، منوهاً بثبات الرئيس الحريري “على ثوابته في التأليف، وبأن التأليف يتم وفقاً لشروط الدستور وليس وفقاً لشروط أحد، وأنه يكون على مقاس المصلحة الوطنية وليس على مقاس أحد، وأن معايير الدستور لا تباع ولا تشترى في سوق عكاظ للاجتهادات”.
وأوضح أحمد الحريري “أن البحث اليوم يدور حول كيفية تأمين تمثيل “القوات” كما يجب، وبإذن الله سيتم الوصول إلى خواتيم ترضي الجميع. أما العقدة المخترعة بما يسمى بالعقدة السنية، فلا وجود لها، مع تأكيدنا على حق الجميع بالمطالبة بالتمثيل، لكن من دون التذاكي على الناس، لان النواب السنة الستة الذين يطالبون بوزارة، أربعة منهم منخرطون في كتل نيابية ممثلة في الحكومة، وليس الهدف من مطالبتهم إلا وضع العصي في دواليب التأليف، وهم للاسف ارتضوا القيام بهذا الدور، ووفقاً لمنطقهم ومعيارهم، هناك في المقابل 19 نائباً مسيحياً من خارج الكتل المسيحية الرئيسية، ولا أحد يأتي على ذكرهم في هذا الموضوع”.
وتطرق إلى تمثيل “تيار المستقبل” في الحكومة المقبلة، وقال :”كل وزير من وزراء “تيار المستقبل” سيكون لكل لبنان، وبالنسبة لنا عكار تستحق حكومة باكملها، وليس وزيراً فقط، والرئيس الحريري زار عكار بلدة بلدة، ورأى بعينه كل المشاكل الموجودة، وكبر قلبه بمحبة اهلها”، مشيراً إلى “أن أسماء الوزراء ليست مهمة، وكذلك المناطق التي ينتمون إليها، لأن الأهم أن يكونوا فريق عمل متجانس ومتكامل في خدمة اللبنانيين، وفي خدمة أهلنا وناسنا في كل لبنان”.
وتوقف عند الزيارة الأخيرة للرئيس الحريري إلى المملكة العربية السعودية، وشدد على أن “التضامن مع المملكة العربية السعودية واجب في هذا الظرف، وهو أمر طبيعي بغض النظر عن حادثة الخاشقجي المؤلمة، والتي هي محل استنكار الجميع، وأولهم المملكة العربية السعودية التي تحقق بالموضوع، ومشاركة الرئيس الحريري في منتدى المستقبل للاستثمار الذي انعقد في المملكة امر طبيعي، لان لبنان لا يستطيع ان يغيب عن منتدى اقتصادي في المملكة العربية السعودية التي كان لها دورا كبيرا بدعم لبنان في مؤتمر سيدر”.
وأضاف :” لكن البعض لا يرغب بان تكون العلاقة مع المملكة جيدة، وبدأ يتكلم عن زيارة السعودية وفبركة الأخبار بأن الرئيس الحريري سيعود ليتشدد، لذا اطمئن الجميع بأن هذا الكلام لا قيمة له، وتأليف الحكومة يتم في لبنان وليس في أي مكان آخر في العالم، وموقف الرئيس الحريري ثابت على ضرورة التأليف باسرع وقت، والايام المقبلة ستثبت ذلك، ومن يبحث عن اسباب جديدة للتعطيل، “يخيط بغير مسلة””.
زيارات في قبة شمرا وعمار البيكات والقبيات
ثم قام أحمد الحريري بسلسلة زيارات لكل من رئيس بلدية قبة شمرا خالد الاسمر مقدما التعازي بوفاة عمه غازي خضر الاسمر، والمهندس نزار قاسم الذي انتخب حديثا كرئيس لبلدية عمار البيكات مقدما له التهاني، والمحامي روجيه سركيس في القبيات مقدما له التعازي بوفاة والده سركيس سركيس عضو مجلس اول منسقية في عكار ومن مؤسسي تيار المستقبل في عكار ايام الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
عشاء في اكروم
واختتم أحمد الحريري جولته العكارية بتلبية دعوة د. علي كنعان، إلى عشاء تكريمي، في “”مسايا اكروم”، حيث وجه صاحب الدعوة رسالة إلى الرئيس سعد الحريري جاء فيها :”يا دولة الرئيس ابقى كما انت صاحب حكمة وصاحب موقف فلا بد من الحكمة في الحوار والنقاش فهي دليل ثقافة وتربية وانتم اهلها ، واما الموقف فهو مبدأ الحق الذي لا تنازل عنه وهو الصلاحيات التي اعطاك اياها الدستور الذي كرسه اتفاق الطائف”، خاتماً بالقول :”عكار ثم عكار ثم عكار عليك بها فهي الوفية حين قل الوفاء وهي المعطاء حين جف العطاء”.
أما أحمد الحريري فاستهل كلمته بتوجيه التحية إلى “جبل اكروم، جبل الشهامة والعزة والعنفوان، ومن خلال أهل أكروم الى جميع الاهل في وادي خالد وعكار الوفية والمحبة والتي لها مكانة خاصة في قلوبنا ووجداننا”.
وأشار إلى أن “الرئيس المكلف يمضي بثوابت محددة، اولا انه يريد حكومة وفاق وطني، وثانيا يعتمد على ما اقره الدستور وليس على ما البدع والاعراف، ودستورنا هو الطائف الذي يؤخذ كمثال ونموذج للحل في الدول الملتهبة من حولنا، في الوقت الذي يحاول البعض التلاعب به او تعطيله”.
وأكد أننا “نسير من خلال التسوية التي قام بها دولة الرئيس الحريري تحت سقف مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وسيتم تشكيل الحكومة والبدء بتنفيذ مشاريع مؤتمر سيدر، وغالبية مشاريعه هي للمناطق المحرومة كعكار وبعلبك الهرمل والبقاعين الاوسط والغربي، وسنرى باذن الله الانماء والاعمار”.