لا تقدّم في مشاورات تأليف الحكومة. وفيما غادر الرئيس سعد الحريري إلى الرياض لإظهار تأييده لمحمد بن سلمان بعد الورطة التي أوقع الأخير نفسه فيها نتيجة قرار اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، دقّ الرئيس نبيه بري ناقوس الخطر، محذراً من أن أسابيع تفصل البلاد عن انهيار اقتصادي. ولم يتضح ما إذا كان بري يستند إلى معطيات موجودة في حوزة غيره من المراجع، أو أنه يريد الحث على الإسراع في تأليف الحكومة
وكان بري قد استقبل أمس وزير الإعلام ملحم رياشي، فعلّق رئيس المجلس على الزيارة، للإعلاميين، بالإشارة إلى أن «القوات بحسب ما نقل رياشي تتمسّك بحقيبة العدل لكن، وإن لم يكُن هناك إمكانية للتنازل عنها، فهي لن تقبل في مقابلها إلا بحقيبة وازنة». ولفت بري إلى أن «الحكومة مسكرة حالياً ولا جديد»، مؤكداً أنه «سيساعد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إذا طلب الأخير المساعدة فقط»، وأنه «لن يتدخل إذا ما طلب إليه من أي طرف آخر». وقال: «لن ألعب دور رئيسي الحكومة والجمهورية، فتأليف الحكومة هو من صلاحيتهما»، معتبراً أن «المشكلة هي في أن تأليفها لا ينحصر بين الحريري وعون، بل هناك أكثر من طرف يتدخل في عملية التأليف».
مصادر جنبلاط تؤكد رفضه استقبال الحريري مرتين، لا مرة واحدة
وقال رياشي بعد اللقاء: «وضعت الرئيس بري في أجواء اللقاء الأخير مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، والنقاشات مفتوحة». وتابع: «القوات اللبنانية لا تريد حقائب معينة، لكن الافتئات على القوات غير مقبول»، على حد تعبيره. وأضاف: «سنكمل بعملنا كما يلزم والحكومة مش واقفة علينا ولن تسهل القوات أكثر من ذلك»، مؤكداً أن «القوات ما رح تتحجم».
على صعيد آخر، نفى النائب وليد جنبلاط بعد ظهر أمس ما نشرته «الأخبار» في عددها الصادر أمس، عن أنه رفض استقبال الرئيس سعد الحريري في منزله، قبل أكثر من أسبوع. بدوره نفى الحريري ما نُشر، علماً بأن مصادر جنبلاط تؤكد أن الأخير رفض استقبال رئيس حكومة تصريف الأعمال مرتين، لا مرة واحدة! وتجدر الإشارة إلى أن ما نشرته «الأخبار» رفع أمس من منسوب التوتر القائم أصلاً بين الحريري وجنبلاط. وقد ألغى رئيس الحكومة موعداً كان محدداً للقاء النائب وائل بوفاعور، بحجة توجهه إلى السعودية. وتدخّل وسطاء بين الفريقين للعمل على تهدئتهما.