فيما يواصل الرئيس المكلف سعد الحريري اتصالاته لحلحلة عُقد تشكيل الحكومة، علمت “السياسة” من مصادر قريبة منه أن الساعات المقبلة “ستكون حاسمة” على صعيد التأليف، لاسيما أن “أفكاراً جديدة” تُطرح لإخراج الأزمة من عنق الزجاجة.
من جهته، يتابع رئيس الجمهورية ميشال عون الجهود المتواصلة لتشكيل الحكومة، حيث تلقى أمس سلسلة اتصالات، أكد خلالها ضرورة تذليل كل العقبات التي تحول دون التوافق على تشكيلة حكومية في أسرع وقت، مستنداً إلى المواقف التي صدرت أخيراً عن الأطراف المعنية.
وفي حين شدّد الرئيس عون على أن الظروف الراهنة تفرض الإسراع في التشكيل وتقديم المصلحة الوطنية على ما عداها، كشفت أوساطه لـ”السياسة” أن الحكومة “ستولد في وقت قريب، ولا مصلحة لأي فريق باستمرار الأزمة وإبقاء الفراغ قائماً”.
بدوره، أكد الرئيس الحريري، في دردشة مع الصحافيين أمس، أن “تشكيل الحكومة ليس أمراً مستحيلاً. كل العقد قابلة للحل، ولا وجود لعقدة سنّية، ومن يريد أن يطالب بالتمثيل فهذا شانه”. وأضاف: “المسألة ليست وزارة العدل، والموضوع ليس موضوع حقائب وغيره، لكن الأساس هو في تركيبة الحكومة، وكيف ستكون الحصص في الحكومة… وخلال أيام ستتوضح كل الأمور”.
واستغربت مصادر مقرّبة من الرئيس المكلف محاولة الإيحاء بأن مشكلة الحكومة هي بين بعبدا وبيت الوسط، مشددة على أن الحريري “يواصل العمل بالتعاون مع رئيس الجمهورية للوصول إلى حكومة وفاق وطني تضم جميع الأطراف الرئيسية”. وأوضحت المصادر أن “العمل يجري لحل العقدة الوحيدة المتبقية، وهي العقدة المستجدة بشأن تمثيل القوات اللبنانية”.
ومجدداً، أكد النائب طوني فرنجيه تمسّك “المردة” بوزارة الاشغال، وقال: “مصرّون على وزارة الأشغال، والبحث خارج هذا الإطار غير مطروح، كذلك نتمسّك بالوزير فنيانوس”. وفي هذا السياق، أكدت مصادر “القوات” أن “أفكاراً جديدة تُطرح لا بد من أن تؤدي إلى نتائج ايجابية”، لافتة إلى أن مسألة وزارة العدل “لن تكون سبباً لصدام مع الرئيس عون”.
إلى ذلك، يعقد نواب سُنّة 8 آذار اجتماعاً غداً في منزل النائب فيصل كرامي في بيروت، لاتخاذ موقف وُصف بـ”المهم” في شأن تمثيلهم بالحكومة. وشدد عضو لقاء النواب السنّة المستقلين عبدالرحيم مراد على ضرورة تمثيلهم بوزير في الحكومة، معتبراً أن هذا “حق لهم، وصوتهم يجب أن يُسمع داخل الحكومة”.
ودعا مراد الرئيس الحريري إلى “إعادة النظر” في موقفه، موضحاً أن لقاء النواب السنّة المستقلين “سيستمر، لأن هدفهم ليس فقط أن يتمثلوا في الحكومة”.
ومساء أمس أصدر اللقاء التشاوري لـ”النوّاب السُّنّة المستقلين” بياناً ردَّ فيه على تصريح الرئيس المكلّف الأخير. وجاء في البيان: “نتوجّه إلى رئيس تيار المستقبل، بصفته السياسية والحزبية، ونقول له: إننا نوّاب نمثّل الطائفة وشرائح وطنية واسعة من الشعب اللبناني، وإن الخفّة في كيل الإهانات لنا هي إهانة للطائفة ولمن نمثّل”.
وأضاف البيان: “نتمنى عليه (الحريري) أن يخفّف من توتّره، ويواجه الحقيقة بصلابة، وبحكمة رجل دولة مسؤول. وقد تكون الحقيقة مرّة عليه، لكنَّ هذا لا يقلّل على الإطلاق من كونها حقيقةً عليه التعامل معها بهدوء وروّية تحفظان لموقع رئاسة مجلس الوزراء هيبته التي نحرص عليها جميعاً”.
إلى ذلك، أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش أن “التفاؤل” الذي ساد أخيراً بين اللبنانيين حول قرب تأليف الحكومة “تلاشى مع بروز عقد جديدة قديمة، ومحاولة فرض بعض القوى السياسية شروطها على مستوى نوعية الحقائب”. وقال: “لا يجوز تعطيل البلد ومصالح اللبنانيين وتأخير تشكيل الحكومة، إرضاء لفريق سياسي يبتز اللبنانيين”.