هل تكون الحكومة بوابة لمصالحة أرسلان – جنبلاط؟

برزت أمس تطورات مهمة بالنسبة للعقدة الدرزية من شأنها أن تسهّل تشكيل الحكومة، تمثّلت باجتماع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وقبله مع رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان لفكفكة عقدة الدرزي الثالث. فتسلم صباحاً من ارسلان ‏لائحة بأسماء درزية غير حزبية، وبعد الظهر اخرى من جنبلاط، على ان يتم اختيار ‏اسم ممن تتقاطع حولهم اللائحتان بالتفاهم بين الرئيس عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري بتفويض من الطرفين‎.‎‎
فهل يكون الملف الحكومي بوابة لمصالحة ارسلان – جنبلاط بمسعى من الرئيس سعد الحريري كما تردّد؟
أمين عام الحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات أكد لـ”المركزية” “أن المير طلال أبدى كل استعداد لأي لقاء مع جنبلاط برعاية عون او الحريري لا مشكلة، ولكن المشكلة عند جنبلاط كما يبدو. فالحزب الديمقراطي مستعد للقيام بأي شيء في سبيل تسهيل تشكيل الحكومة وانقاذ البلد، لأنه معتاد على التضحية”.
وأضاف: “قدمنا طرحنا بانتظار البتّ نهائيا بكل الامور. النائب ارسلان سهّل حل العقدة الدرزية من خلال التخلي بالدرجة الاولى عن توزيره شخصيا وعن توزير حزبيين والاتجاه الى اختيار اسماء مناصرين ومؤيدين للخط السياسي الذي يمثله، والهدف الاساسي تسهيل عملية تشكيل الحكومة”. ورفض بركات التطرق الى الاسماء مشدداً “أنها في عهدة الرئيس وهو وحده له حق الاعلان عنها”.
وعن المعلومات التي ترددت عن عدم ورود أي اسم مشترك بين اللائحتين، وهل سيؤدي هذا الامر الى خلاف، قال: “الاسماء في عهدة فخامة الرئيس وهو يقرر. ولكن اي قرار يجب أن يكون على قاعدة عدم الغاء طلال ارسلان ومن يمثله في المعادلة السياسية، على المستويين الشعبي والسياسي، ونأمل ان يكون الوزير الثالث من الاسماء التي سلمناها لرئيس الجمهورية”.
ماذا عن طرح اسم نبيل ابو ضرغام كوزير ثالث؟ أجاب: “لم نتبلغ من الرئيس من هو الاسم الثالث الذي سيكون في الحكومة المقبلة لكن الاكيد ان هذا الدرزي الثالث سيمثل الخط السياسي لطلال ارسلان”. وأكد أنه لم يطرح عليهم أي حقيبة بعد، بانتظار حلحلة عقدة التوزير.
وأعرب بركات عن تفاؤله في حلحلة العقدة الحكومية، رابطاً أمله بقناعة الجميع بوجوب التضحية من اجل البلد. وتساءل “ما الذي يمنع ذلك؟” متمنياً أن يتوصل الحريري الى فكفكة كل العقد فتولد الحكومة في اقرب وقت، لأن البلد لم يعد يحتمل مهاترات ومراوغات من هذه الطبقة السياسية التي لا ترى الا مصالحها الخاصة وتناتش الحصص وتحقيق مكاسب وزارية إضافية، لا ترى ان البلد ينهار اقتصاديا وماليا واجتماعيا. هذه هي الفرصة الاخيرة امام اللبنانيين لبناء دولة.
ودعا بركات لإلقاء نظرة على المنطقة حولنا: “سوريا تخرج من الحرب، والحركة الاقتصادية والانمائية الى ازدهار، والعراق خرج من الحرب ويقوم بتشكيل حكومته، ونحن ماذا يفعل سياسيونا بالبلد؟ لذلك لم يعد من قيمة للوزارات والحصص، انما القيمة الحقيقية هي ان يبقى هذا البلد”.
وختم: “نأمل ان يتمكن الحريري من تشكيل الحكومة قريبا على قاعدة وطنية صحيحة وعلى قاعدة الانتاجية وليس على قاعدة المناكفات وعرقلة مسار بناء الدولة التي يقودها الرئيس ميشال عون بكل صبر ورغبة للوصول الى دولة حقيقية

المركزية