تساءلت أوساط مسيحية بارزة عما بقي من “تفاهم معراب” بعدما بلغ التراشق بين قطبيه، “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، حدوداً غير مسبوقة، فاقمت من أزمة تشكيل الحكومة التي قاربت دخول شهرها السادس، على وقع الوعود التي تتآكل مع توالد العقبات ووضع المزيد من الشروط والشروط المضادة.
وقالت الأوساط لـ”السياسة”: إنه “إذا كان الطرفان ضنينين فعلاً بهذا التفاهم، فليتوقفا عن المهاترات الإعلامية القائمة، ويستجيبا لنداء العقل ويبادرا إلى التنازل لبعضهما من أجل تسهيل ولادة الحكومة، والكف تالياً عن الاستمرار في هذه السجالات العقيمة التي لن تقودهما إلى مكان”.
وبانتظار الزيارة التي سيقوم بها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى قصر بعبدا، للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون في الأيام المقبلة، وإطلاعه على نص صيغة حكومية جديدة تراعي ملاحظاته، كشفت معلومات لـ”السياسة”، أن الحريري يضغط من خلال الاتصالات المكثفة التي يجريها، لإنجاز حكومته، ولو تجاوز مهلة العشرة أيام التي وضعها وانتهت أمس، لأنه مصمم على أن تكون هناك حكومة، ولن يتوقف عند شروط هذا أو ذاك، باعتبار أن مصلحة البلد تتجاوز كل الاعتبارات، وسيصارح الرئيس عون بأنه ما عاد ممكناً الانتظار ولا بد من حسم الأمور. ورد النائب عماد واكيم على هجوم رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل على “القوات” في خطابه في ذكرى 13 أكتوبر، فكتب على “تويتر”، قائلاً، إن “الوزير باسيل نسي أن النظام السوري هو الذي هاجم قصر بعبدا في 13 أكتوبر وخدمةً لهذا النظام ركز هجومه على القوات اللبنانية”.
من ناحيته، أشار رئيس حركة “التغيير” ايلي محفوض إلى أن “من احتفل بذكرى 13 أكتوبر أخطأ بالشكل والمضمون، بالشكل هو ليس احتفال كي نحييه بمهرجان خطابي وجرت العادة أن نستذكر المناسبة بقداس على نية الشهداء، أما بالمضمون فالكلام عن عرقلة الحكومة مردود لصاحبه حيث كانت تعرقل الحكومات كرمى عينيه وإن نسيتم لم ننس وكفى استغباء لذاكرة اللبنانيين”.
وقال: إن “التركيز في الاحتفال على مهاجمة القوات اللبنانية من دون أي إشارة الى عسكر الاحتلال السوري وما ارتكبه نظام الأسد من مجازر وفظائع واحتلال لمقري ورمزي الشرعية وأعني القصر الجمهوري ووزارة الدفاع وخطف الرهبان والضباط لهو دليل كاف على مدى التواطؤ واعلموا أن حرب الإلغاء على القوات اللبنانية لم تتوقف”.