في التأليف الحكومي موضع أخذ ورد، بحيث تلاشت معها موجة التفاؤل بإمكان إنجاز التشكيل في مُـدّة الأيام العشرة التي كان الحريري حددها يوم الخميس الماضي، أو على الأقل انحسرت لا سيما مع مغادرة الرئيس برّي بيروت اليوم إلى سويسرا لمدة أسبوع، وهو طلب من نائبه ايلي الفرزلي ترؤس الجلسة النيابية العامة الثلاثاء المقبل لتجديدانتخاب هيئة مكتب المجلس واللجان واستعداد الرئيس الحريري بدوره للسفر إلى لندن، بحيث بات مستبعداً صدور مراسيم الحكومة ضمن مهلة الأيام العشرة، على الرغم من ان أوساط برّي شددت على عدم الربط بين زيارة سويسرا للمشاركة في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي، وبين عدم إمكانية تأليف الحكومة.
وبحسب ما هو متوافر من معلومات، فإن العقد باتت محصورة في عملية توزيع الحقائب بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار «المردة»، وتتركز اساساً على من يشغل حقيبة الاشغال التي يطمح إليها الجميع، فيما «القوات» لم تعد محمسة للثقافة، وتضع عينها على التربية التي باتت محسومة للاشتراكي أو العدلية التي يريدها التيار العوني لنفسه، فيما الصحة باتت محسومة لـ«حزب الله».
وفي السياق، اعلن نائب تكتل الجمهورية القوية جورج عقيص في تصريح لـ«اللواء» ان القوات اللبنانية لم تلمس حتى الآن اي طرح جدي قدم لها في ما خص مشاركتها في الحكومة.
واذ لفت النائب عقيص الى انه حتى اللحظة ما من شيء جديد يمكن ان يدفع الى القول ان الملف الحكومي اصبح على السكة النهائية، اوضح ان الأمور تتبدل لكن حتى الآن لا شيء.
وقال ردا على سؤال عن تمسك القوات بحقيبة العدل او حقيبة اخرى ان ما من اصرار على حقيبة معينة انما ننتظر عرضا من سلة متكاملة بما يتناسب مع حجمنا.
واضاف: لم يعرض علينا اي شيء رسمي كي نرفضه او نقبله وما يعرض علينا قابل للنقاش، مشيرا الى اننا نسمع الكثير في الإعلام لكن ما من تقدم جدي يدعو الى الكم الكبير الى التفاؤل اقله في ما خص القوات والمشاركة في الحكومة.
وكان نائب رئيس «القوات» النائب جورج عدوان قد اتهم رئيس «التيار الحر» الوزير باسيل بالتعدي على صلاحيات رئيس الحكومة، متسائلاً ما دوره إذا أرادوا ان يقولوا انه شكل الحكومة التي يريدون؟
باسيل
اما الإطلالة الإعلامية لرئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، عبر برنامج «صار الوقت» الذي يقدمه الزميل مارسيل غانم على شاشة M.T.V، فكانت تبريرية توضيحية لمواقف سابقة أعاد تكرارها، لكنها لم تكن إيجابية، بمعنى تسهيل ولادة الحكومة، وان كان اعتبر التيار تساهل في التخلي عن حقيبتي المالية والداخلية، والتخلي عن تمثيل السريان والعلويين، معلناً انه لا يمانع في إعطاء «القوات اللبنانية» حقيبة سيادية، وانه سبق ان عرض ان تأخذ «القوات» حقيبتي الخارجية، أو الدفاع، فقيل له ان هناك ممانعة، فطرح على الرئيس الحريري اعطاءهم الداخلية وليأخذ هو الخارجية لكن الأمر لم يتم.
ولفت الى ان كثيرين يتمنون حصول مشكلة بينه وبين الرئيس الحريري، لكن الأمر لن يحصل، معتبراً ان مؤتمره الصحفي الأخير لم يعرقل تشكيل الحكومة، مكرراً استعداده لعدم المشاركة في الحكومة، و«اننا إذا كنا خارج الحكومة لن نخرب».
ونفى باسيل ان يكون هو من يضع معيار تأليف الحكومة، بل ان واجبه ان يقترح، مؤكداً ان لا حكومة من حصة رئيس الجمهورية، وان حصة «القوات» في رأيه هي ثلاثة وزراء، ولكن لا مانع ان يعطيهم غيرنا من حصته، داعياً للعودة إلى روحية اتفاق معراب، مشيراً إلى ان هدفه ليس أحد عشر وزيراً أو أي رقم آخر، ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لا يحتاجان للثلث المعطل، معتبراً ان هذا الطرح اخترعوه لالهاء النّاس.
وأشار إلى ان «اتفاق معراب تحدث عن تقاسم الوزارات المسيحية بيننا وبين «القوات» بعد احتساب حصة الرئيس ومع حفظ تمثيل الآخرين»، وقال ان «روحية اتفاق معراب هو ان نتعاون مع بعض من أجل العهد وليس من أجل ان نقاتل بعضنا بعضاً»، معتبراً ان ما رأيناه بين الطلاب لا أريده ابداً ولا اقبل به، واتوجه إلى كل الطلاب بأننا جيل يبني السلام وقوتنا بتنوعنا».
وأكّد باسيل، الذي توجه ليلاً إلى أرمينيا للانضمام إلى الرئيس عون في لقائه مع الرئيس ماكرون، انه ليس مرشحاً لرئاسة الجمهورية احتراماً للرئيس عون أولاً ولنفسي ثانياً، وقال انه «يفهم ان يقوم الغير بمعركته لبعد 6 سنوات، لكن هذه الرئاسة مع فريقنا، ما المنطق حتى ان أكون رئيساً للجمهورية، فهذا الموضوع يجب ان يطرح بعد انتخابات العام 2022. ولفت إلى انه إذا كان سليمان فرنجية قادراً على مسامحة من قتل عائلته، فسيكون قادراً ان يسامح من يعتبر انه أخذ الرئاسة من دربه، في إشارة إلى جعجع، معتبراً ان أكثر من يعرقل خطة الكهرباء الآن هم «القوات»، معلناً انه ضد بواخر الكهرباء لكنها حل مؤقت حتى إنجاز بناء المعامل، كاشفاً بأن الحكومة أخذت قراراً ببناء معمل دير عمار منذ ستة أشهر وحتى الآن لم يبدأ البناء».