نظمت الامانة العامة لمجلس النواب، في مناسبة احتفالية اليوم العالمي والوطني للاعنف الذي اقرته الجمعية العمومية للامم المتحدة في 15 حزيران 2007، وفي يوم ولادة المهاتما غاندي في 2 تشرين الاول، لقاء حواريا، بالتعاون مع لجنة حقوق الانسان ومؤسسة “وستمنستر للديموقراطية” والكلية الجامعية للاعنف في لبنان، مع حفيده ارون غاندي، في مكتبة المجلس، في حضور رئيس اللجنة النائب ميشال موسى والنواب: ياسين جابر، علي بزي، قاسم هاشم، نواف الموسوي، جورج عقيص، الياس حنكش، محمد خواجه وادكار طرابلسي.
وحضر اللقاء سفير الهند سانجيف ارورا، المستشار الاعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، علي حمدان، ممثلون لجمعيات ومؤسسات حقوق الانسان.
موسى
بداية النشيد الوطني، ثم كانت كلمة للنائب موسى، قال: “يسعدنا ان نرحب بضيفنا الاتي من حضارة شبه القارة الهندية، سليل العائلة التي اعطت بلادها والعالم، شخصيات فذة لا تزال منذ القرن الماضي، رمزا للتحرر اللاعنفي لدى الشعوب المقهورة.
ونرحب بجميع الضيوف والشخصيات والناشطين والناشطات المنخرطين في دعم ثقافة اللاعنف وحقوق الانسان.
واضاف: “اجتماعنا في مجلس النواب للاحتفال باليوم العالمي والوطني للاعنف الذي كرسته الامم المتحدة في يوم مولد المهاتما غاندي، واعتمده مجلس الوزراء يوما وطنيا، هو خطوة واعدة على صعيد تعميم ثقافة اللاعنف في مناهجنا وتراثنا الثقافي، ومن اولى من وطن الارز بحمل هذا المشعل، وهو وطن التعددية والسلام والقيم والحق والعيش المشترك بين الاديان والثقافات، والذي نتطلع الى جعله مركزا امميا لحوار الحضارات، وداعية سلام بين امم الارض وشعوبها، على رغم كل ما تحيط به من بؤر ساخنة تتوسل العنف لغايات واهداف مختلفة؟”.
وتابع: “اخذ مجلس النواب الكريم برئاسة دولة الرئيس نبيه بري على عاتقه في العقدين السابقين، مسؤولية اقرار سلسلة تشريعات مناهضة للعنف على انواعه، ولا سيما منه العنف المنزلي ضد المرأة، وصادق على الخطة الوطنية لحقوق الانسان التي اعدتها لجنة حقوق الانسان، بالتعاون مع عدد من اللجنة البرلمانية والادارات الرسمية والمنظمات الدولية وهيئات المجتمع المدني، ومن ضمنها لجنة مناهضة التعذيب التي اخذت طريقها الى التنفيذ العملي.
كذلك يقدم لبنان مراجعات دورية في لجنة حقوق الانسان ولجنة مناهضة التعذيب في الامم المتحدة في سبيل تعزيز ثقافة السلام وحقوق الانسان ومناهضة العنف، ومواكبة التوجه الاممي اللاعنفي.
والمجلس النيابي على استعداد دائم لمواكبة التشريعات التي تصب في خدمة التوجه نحو ثقافة اللاعنف، بالتعاون مع الادارات والاجهزة المعنية”.
وقال: “نحن نقدر زيارة ارون غاندي، حامل مشعل المهاتما عاندي، للبنان ونعتبرها فرصة كبيرة في اليوم العالمي للاعنف يحظى بها لبنان ومجلس النواب اللبناني. ولا بد لنا من ان نحيي مؤسسي اول مؤسسة للتعليم العالي لاختصاصات اللاعنف الاكاديمية AUNOHR الناشطين وليد صليبي واوغاريت يونان، على مسيرتهما تعميم ثقافة اللاعنف في المؤسسات التربوية والمجتمع اللبناني. ونشيد بدعوتهما الى هذا الملتقى الجامع، والى تدشين النصب التذكاري للمهاتما غاندي في بيروت ام الشرائع”.
وختم: “ان لبنان الذي مر بظروف قاسية وحروب داخلية وخارجية، هو اليوم في طليعة الدول التي تنادي بالسلم الاهلي والاستقرار الذي يتمناه لدول الجوار والمنطقة، وهو ملتزم اللاعنف وحقوق الانسان ويسعى الى تطوير ذاته وقدراته في هذا الشأن، من اجل ان يليق به وبشعبه وتاريخه، موقعه الدولي المنشود”.
يونان
ثم كانت كلمة للدكتورة اوغاريت يونان احد مؤسي الكلية الجامعة للاعنف، فطالبت بـ”اعتماد مجلس النواب اليوم الوطني لثقافة اللاعنف كما اعتمدته الحكومة”، ومشيرة الى ان “هذا اليوم جاء نتيجة نضال منذ التسعينات من مؤسسات عديدة من المجتمع المدني وقد نجحنا في تحقيق ما سعينا من اجله”. ودعت الى “اعتماد ثقافة اللاعنف في المناهج التربوية”.
ولفتت الى “اننا وقعنا اتفاقا مع وزارة التربية في 15 ايار الماضي لادخال هذه الثقافة في المناهج التربوية”.
سفير الهند
بدوره، تحدث سفير الهند عن “الاحتفال بهذا اليوم الذي يصادف مولد المهاتما غاندي”، مشيرا الى ان “الامم المتحدة اعتمدت قرار الهند بان يكون مولد غاندي في اليوم العالمي للاعنف”، مشيرا الى “البدء بالاحتفالات السنوية للعيد العشرين ما بعد المئة للمهاتما غاندي”.
وشكر رئيس مجلس النواب الذي “اطلق هذه المبادرة تجاوبا مع تمنياتنا”.
غاندي
من جانبه، تحدث غاندي عن “مسيرة جده الذي انطلق من ان اهم حقوق الانسان هو الحق في الحياة”، مستذكرا العديد من المحطات، وقال: “ان فلسفة اللاعنف التي بدأت معه منذ 125 عاما عندما كان في جنوب افريقيا عندما اهين وطرد من القطار بسبب لون بشرته، وفهم انه اذا لم نغير مسار حياتنا لن نكون وطنا. وقد طور ثقافة اللاعنف لمواجهة العنف الذي يسيطر على كل تفاصيل حياتنا”.
وقارن بين “فلسفة العنفف وفلسفة اللاعنف”، فقال: في ثقافة العنف نركز على العقاب عند الخطأ، وفي ثقافة اللاعنف نركز على معالجة المشكلة”، وأضاف: “ان السلام لا يأتي من المزيد من السلاح والقتل اذا سعينا الى عالم يعيش فيه الناس بكرامة”.
وابدى قلقه حيال حقوق الانسان في العالم، وقال: “لا يمكن ان تكون لدينا حقوق من دون مسؤولين”، وأضاف: “ان العالم لا يمكنه ان يعيش بسلام في ظل اسلحة الدمار الشامل وعلينا ان نفكر بالعالم كوحدة متكاملة للبشر”.
الموسوي
وتوجه النائب الموسوي الى ارون بالقول: “ارحب بك واحيي ذكرى جدك العظيم الذي ننظر اليه بتقدير عال لكونه رمزا من رموز مقاومة الاحتلال البربطاني. واذ اوجه التحية الى جدك واليك شخصيا، اريد ان الفتك الى ما هو ليس غائبا عنك وهو معاناة الشعب الفلسطيني الذي يعاني ويعيش في الشتات في ظروف صعبة”.
ودعاه الى “زيارة المخيمات الفلسطينية في لبنان”، متحدثا عن “معاناة الشعب الفلسطيني في سجون الاحتلال الاسرائيلي ومن بين المعتقلين رجال ونساء واطفال، كما ان الشعب الفلسطيني يعيش في غزة والقطاع ايضا في ظروف صعبة”.
وقال: “صدقني، ايها المقاوم السلمي، اننا لن نترك نحن والشعب الفلسطيني وسيلة للتخلص من هذا الاحتلال. ولكن كما ترى قادة الاحتلالات الغربية يتآزرون في ما بينهم، ولذلك قادة الاحتلال الاسرائيلي يحظون بالتأييد الاميركي المطلق في ظل ادارة ترامب”، داعيا اياه الى “تقديم أي مساعدة من اجل الشعب الفلسطيني”.
واوضح غاندي انه “زار فلسطين واسرائيل ولمس الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون”، مشيرا الى انه طلب من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عندما التقاه عام 2004 “تنظيم مسيرة سلمية ضخمة الى الحدود من اجل الضغط لاستعادة ارضهم”، وطلب منه عرفات “طرح الفكرة على البرلمان الفلسطيني”، موضحا ان “الاخير لم يبد رغبة، وبعد فترة توفي عرفات”