إفتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بمشاركة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، واحة عصام فارس للتنمية والتراث في موقع حديقة البطاركة في الديمان، في حضور مدير مكتب فارس العميد وليم مجلي، وحشد من القيادات الروحية والزمنية. ونظمت رابطة قنوبين للرسالة والتراث احتفالا للمناسبة بدأ بقص الشريط التقليدي عند مدخل الواحة حيث رفعت معالم الزينة ولافتات الترحيب بالرئيس عون والبطريرك الراعي وفارس.
ثم كانت جولة في أرجاء الواحة الموسعة والمؤهلة لتشكل مركز الاستقبال العصري الأول للوادي المقدس المزود مطبوعات الارشاد السياحي ولوازم الاسعافات الطبية الاولية، في حضور الأدلاء لمرافقة المئات من زوار الموقع دوريا، والمجهز لتأمين الخدمات الأولية لهم بمن فيهم اصحاب الحاجات الخاصة. كما تم توسيع المساحات الخضراء في الواحة وجهزت بالمقاعد ولوازم الاستراحة.
مجلي
بعد جولة الاطلاع افتتح أمين النشر والإعلام في رابطة قنوبين الزميل جورج عرب اللقاء بكلمة شرح فيها مشروع واحة عصام فارس القائمة منذ سنة 2004 بعد إقامة حديقة البطاركة، والتي تواكب تطور موقع الحديقة وتحقيق أبعاده التاريخية والثقافية والتنموية. ثم ألقى مجلي كلمة فارس، وحيا فيها رئيس الجمهورية والبطريرك الراعي، وقال: “أملنا هو بمستقبل وطننا بالرغم من الصعوبات والتحديات، الامل الذي تعززه قيادة عماد البلاد رئيسها ورمز وحدتها المؤتمن على دستورها، العماد ميشال عون، وبحكمتكم يا صاحب الغبطة تنشرون ثقافة اللقاء والحوار والانفتاح، وتبشرون بقيم العدالة والحرية التي توحد جميع البشر”.
وأضاف: “إن العناية المتصلة بتراثنا الروحي والوطني تعزز فينا الامل بمستقبلنا على قاعدة ان من يجهل تاريخه وماضيه لا مستقبل له. وموقع حديقة البطاركة في الوادي المقدس هو أبرز المواقع اللبنانية ذات الابعاد التاريخية والثقافية، الذي يحتضن تراثا مشتركا لكل المسيحيين ولاخوانهم المسلمين. ونحن من التزامنا قيم هذا التراث، وما تشكله من مقومات أساسية في هويتنا الوطنية، وفي دورنا المشرقي، كان انخراطنا في هذه المسيرة المشرقة منذ اقامة حديقة البطاركة سنة 2004، وانطلاق مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، وها نحن نكمل الدور ببركة غبطة البطريرك الكاردينال الراعي. وتعزيزا لهذا العمل الثقافي غير المسبوق وضعنا أنفسنا في صميمه شركاء فاعلين مؤمنين برسالتنا كمسيحيين في لبنان والمنطقة”.
وختم فارس: “إنني بعميق المحبة والامل أجدد تحياتي لكم جميعا وأؤكد انني دوما معكم كأنني مقيم بينكم، وأنتم في قلبي وكل لبنان في قلبي”.
الراعي
ثم كانت كلمة للراعي بدأها “بتحية كبيرة لفخامة الرئيس الذي بالأمس عندما إلتقى الجالية اللبنانية في ستراسبوغ وجه إليهم كلمة طمأنينة، ونحن نقول من هذا المكان واحة دولة الرئيس عصام فارس كما نراها بتركيبتها الهندسية الجميلة، نحن في حالة طمأنينة، ولهذا نقول لفخامة الرئيس اننا كلنا نعمل معه من أجل ضمان شعبنا لأنه مهما إكفهرت الجواء وعصفت الرياح يبقى لنا سقف كما هنا نستظل تحته هو سقف الوطن اللبناني”. وأضاف: “أنهى دولته كلمته بقوله “أنا معكم ولو بعيدا وأنتم في قلبي وفي محبتي” هذا كلام لا يقوله من شفاهه بل يقوله من قلبه كما نحن نعرفه. عندما سمعت هذه الكلمة تذكرت الترتيلة التي نرتلها للعذراء “وإن كان جسمك بعيدا عنا فصلواتك تتبعنا”. نقول له وإن كنت بعيدا عنا يا دولة الرئيس فمحبتك معنا وترافقنا.
وأود باسم رابطة قنوبين للرسالة والتراث وبإسم الحضور وكل من يأتي الى هذه الواحة، واحة دولة الرئيس عصام فارس، أن نكن له كل الشكر مقرونا بالدعاء لكي يعضده الله ويحقق أمنيته الكبيرة”.
وتابع: “كم تمنينا مع الشعب اللبناني أن يكون في لبنان، وهو تمنى أيضا ذلك، ونحن نؤكد التمني أن يكون هنا وفي عداد المخلصين المحبين للبنان الذين يعملون في سبيله، وفي الخارج هو يحمل القضية اللبنانية في كل المحافل الدولية، وفي كل مكان إلتقيناه حديثه لبنان، همه لبنان، قلبه في لبنان، جسمه في الخارج لكن عقله في لبنان، نقول له شكرا على كل هذا من خلالك أيها العزيز العميد وليم مجلي. إسمك يبدو مجليا ومحبة دولة الرئيس فارس مجلية بشخصه، هذا الوجه الصبوح اللبناني. نحن هنا في مكان لم يره دولة الرئيس لكن حسبه أنه مكان يلتقي فيه اللبنانيون، انه يعطي من كل قلبه يضحي ويتفانى وهمه أن الناس تعيش بسعادة، لا يهمه أن يرى ما صنعت يداه، هذا مثل رائع في العطاء. لم ينتظر يوما كلمة شكر ولم يطلب يوما كلمة شكر. وعندما ألتقيه “وأقول له شكرا” يجيبني شكرا لكم، شكرا للبنانيين الصامدين في لبنان، قولوا لهم أن يصمدوا، أنا معهم بمحبتي وقلبي معهم. نحن الليلة نستحضرك معنا في الخاطر والذكرى والقلب والوجه الصبوح دولة الرئيس عصام فارس، ونحييك تحية كبيرة ونشكرك على هذه الواحة الجميلة بإسم كل من يطأ أرضها، فيشعر براحة بال وطمأنينة على كتف الوادي المقدس”.
بعد ذلك كان عشاء تخللته محطات فنية تراثية أداها الفنان ناصر مخول، والشاعران أنطوان سعادة ومنذر خيرالله.