يسعى من يريد خسارة وزنه وراء كل ما يمكن مساعدته في ذلك، فيلجأ البعض لأخصائيي التغذية للحصول على الوصفة الأفضل، فيما يتبع آخرون نصائح من جربوا قبلهم نظاما غذائيا معينا.
ومع انتشار استخدام منصات التواصل الاجتماعي، استغل أشخاص وجهات وشركات هذه الوسائل للترويج لأفكار وطرق، وأحيانا لمستحضرات وأعشاب للتخسيس، ويقولون إنها تساهم في خسارة نسبة عالية من الوزن وبشكل سريع.
سلبيات وإيجابيات
وتباينت آراء من جربوا هذه المنتجات عبر موقع التواصل الاجتماعي حول الفوائد التي حصلوا عليها، بين مؤيد ومعارض.
وفي هذات السياق، تقول دعاء دبوبي لـ”عربي21″ إنها “جربت منتجا لتخفيف الوزن ضمن مجموعة من منتجات الرعاية الصحية، وساعدني بفقدان 5 كيلو من وزني، ولم يكن له آثار جانبية سيئة”.
في المقابل، يصف الشاب أحمد ردايدة تجربته مع الأدوية التي يُروج لها على التواصل الاجتماعي بـ”السيئة”، وأكد على أنه “لم يكن هناك مصداقية في تسويق المنتج الذي جربه”.
ووافقته ريم البوريني في رأيه وقالت: “جربت أمي دواء اشترته عبر مجموعة في “فيسبوك”، وساهم بتنحيفها بشكل كبير، ولكن ما إن نفد الدواء حتى عاد لها وزنها السابق لا بل زاد أكثر، وعانت من مشاكل صحية بالمعدة والمفاصل”.
“خداع تسويقي”
خبراء التغذية من جهتهم يؤكدون على ضرورة تجنب اتباع برامج التنحيف المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي، “حيث يفتقد معظمها للمصداقية، وهي غير صحيحة وغير علمية”، وفق أخصائي التغذية معز الإسلام فارس.
وتابع فارس في حديث لـ “عربي21”: “أجرينا بحثا في الأردن حول برامج التنحيف والحميات المنتشرة على السوشال ميديا، واكتشفنا أنه من بين 23 حمية يوجد واحدة فقط تطبق المعايير العلمية”.
وأوضح فارس “أن هذه الحميات لا تنطبق عليها المعايير والمواصفات الصحية وهي التوازن والتنويع والحصول على جميع العناصر الغذائية”.
وعن طريقة معرفة الحمية المفيدة صحيا وكيف يفرق الناس بينها وبين الضارة قال فارس: “ببساطة أي حمية تدّعي النزول السريع للوزن أو خسارة وزن لا يعقبها رجوعه أو تطالب بحذف مجموعة غذائية بعينها، هي غير صحيحة وغير علمية، وهي عبارة عن خداع تسويقي لا أكثر”.
وختم حديثه بالقول: “يجب على من يريد تخفيف وزنه استشارة أخصائي التغذية، فهو لديه الخبرة العلمية والعملية الكافية، والحمية التي يصفها تحتوي على جميع العناصر الغذائية ويتوفر فيها التوازن، والأهم تدرجها إضافة لضرورة تغيير سلوكيات غذائية معينة”.
“خطيرة وتسبب مشاكل”
من جهتها وصفت أخصائية التغذية العلاجية أمل حداد إعلانات برامج وأدوية التنحيف المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي بـ”المبالغ بها”، واعتبرت أن هدفها الحقيقي فقط “البيع وليس العلاج”، وأكدت على عدم “مصداقيتها”.
وتابعت أمل في حديث لـ”عربي21″: “برامج التنحيف الجاهزة والتي يتم وصفها لكل الأشخاص، ولا تراعي تنوع مشاكلهم الصحية واختلاف طبيعة أجسامهم، هي خطيرة وتسبب مشاكل صحية لهم”.
وأشارت إلى أن “استخدام أدوية التنحيف دون استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية، يمكن أن تسبب مشاكل صحية في الكبد والكلى، وأيضا ستؤثر على السلوك وقد تسبب الاكتئاب، وأما الأعشاب فيمكن أن تسبب الحصى”.
وختمت حديثها بالقول: “يستطيع الإنسان التمييز بين الحمية الصحية والضارة عبر زيارته لأخصائي التغذية، والذي يصف له ما يناسبه وذلك حسب جنسه ووزنه وطوله وحالته الصحية ككل، والابتعاد كل البعد عن حميات وبرامج التنحيف على السوشال ميديا”.