ترفع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، اليوم، الستارة عن الفصل ما قبل الأخير من ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مع انطلاق جلسات المرافعات الختامية لمرحلة المحاكمة، بعد انتظار دام منذ العام 2007 موعد إقرار المحكمة في مجلس الأمن، وما رافقه من اغتيالات وانقسامات لم تمنع مسار المحكمة من الاستمرار حتى مرافعاته الختامية «من أجل الحقيقة» تمهيداً لصدور الحكم المتوقع العام المقبل.
مثله مثل «أهالي الضحايا» أم طارق العرب وغنى الغلاييني وكليمانص طراف وزوجة طلال ناصر وأولاده، حضر الرئيس سعد الحريري إلى لاهاي ليشهد على انطلاق المرافعات الختامية من هذه المحاكمة، تماماً كما فعل مع انطلاق أعمالها في منتصف كانون الثاني 2014، حيث سيحضر اليوم افتتاح مرافعة المدّعي العام.
وكان رئيس الحكومة المكلّف قد وصل مساء أمس إلى لاهاي حيث يُشارك اليوم في افتتاح جلسات المرافعة الختامية للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمُخصصة للاستماع إلى المرافعة الختامية للمدعي العام نورمان فاريل. ويرافق الرئيس الحريري الوزيران مروان حماده وغطاس خوري والنائب السابق باسم السبع.
ويُفترض أن تراجع جلسات المرافعات الختامية التي تنطلق اليوم كل الأدلّة التي قُبِلت خلال السنوات الأربع الماضية بأعلى معيار للإدانة، بحيث لا تحتمل الإدانة أي شكّ معقول. فتتمّ مراجعة كل الأدلّة التي تشمل إفادات الشهود (307 شهود) والمواد الجرمية (3113 مادة) والقرائن والمستندات التي قدّمت (4781 مستنداً) وإفادات المتضرّرين وعددهم 72 متضرّراً حضر منهم 43 إجراءات المحاكمة، ناهيك عن 1500 قرار صدر خلال مسار المحاكمة.
تخصّص الأيام الأولى من جلسات المرافعات الختامية للمدّعي العام، تليها جلسات أهالي المتضرّرين قبل أن تختتم بالجلسات المخصّصة للدفاع، ويمكن للمدعّي العام بعدها أن يردّ على شكوك الدفاع تماماً كما يحقّ للدفاع الردّ، لأن هدف هذه الجلسات أساساً السماح لكل الأفرقاء الإدلاء بدلوهم والدفاع عن أدلّتهم أمام غرفة الدرجة الأولى.
وفور اختتام جلسات المرافعات الختامية، تؤكد مصادر معنيّة لـ«المستقبل»، تبدأ مداولات في الغرفة للبت بالتبرئة أو بالإدانة ضدّ أيّ من المتّهمين، تمهيداً للشروع بصياغة الحكم وإصداره في جلسة علنية، فور جهوزه، يرجّح أن تكون العام المقبل.
(المستقبل)