تستأنف لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي في الرابع من ايلول المقبل نشاطاتها بعد العطلة الصيفية، وتستهلّها باجتماع تعقده في الكونغرس، ستخصصه لبحث الوضع في الشرق الاوسط في ضوء التقارير الدبلوماسية والامنية والاستخباراتية الواردة الى دوائرها.
وبحسب ما أشارت مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإنه سيتوقف المجتمعون امام التطورات في سوريا في شكل خاص، وقضايا المنطقة، من الملف النووي الايراني الى أزمات اليمن والعراق، في شكل عام، وذلك غداة قمة هلسنكي التي جمعت الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في تموز الماضي، وقبيل لقاء يتردد انه قد يجمعهما مجددًا في الاسابيع القليلة المقبلة على هامش وجود بوتين في نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة.
المصادر تشير الى ان الملف اللبناني سيكون حاضرًا على طاولة اللجنة الاميركية، وذلك من زوايا متعدّدة، أهمّها الدعم الذي تقدّمه واشنطن للجيش اللبناني. ففي وقت لم تتعرّض هذه المساعدات لاي تخفيضات من قِبل إدارة ترامب، خلافًا لموازنات مخصصة لدول أخرى أُخضعت للترشيق في الاشهر الماضية، وذلك بفضل أداء الجيش وإنجازاته الواضحة في مكافحة الارهاب وضبط الامن في لبنان، تقول المصادر ان التعويل الاميركي كبير على دور المؤسسة العسكرية اللبنانية، التي تتطلّع واشنطن الى ان تصبح الجهة الوحيدة الممسكة بالسلاح في الداخل، وهي تعتبر ان الاستثمار فيها ضروري لتعزيز قدراتها وسحب الذرائع من امام من يعتبرون انها لا تستطيع الدفاع وحيدة عن لبنان، وان إبقاءهم على سلاحهم بالتالي ضروري.
والواقع، بحسب ما تقول المصادر، ان واشنطن تصوّب بذلك، في اتجاه “حزب الله”، فتطويق “الحزب” بشتى الوسائل، المالية منها والسياسية والدبلوماسية والعسكرية، يحتل أولوية الاولويات الاميركية لبنانيًا، من ضمن سياستها لإضعاف ايران في الشرق الاوسط. ومن غير المستبعد في السياق، دائما وفق المصادر، ان تستمع لجنة “الشؤون اللبنانية” في الكونغرس- وهي لجنة مصغرة منبثقة من لجنة الشؤون الخارجية- الى المسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية، عن الوضع في لبنان عمومًا ومعضلة سلاح “حزب الله” وكيفية معالجتها خصوصًا، في الايام المقبلة.
على أي حال، ستشهد الدبلوماسية الاميركية في المرحلة المقبلة تعيينات جديدة، فقد علمت “المركزية” ان السفير ديفيد هيل الذي عمل في السفارة الاميركية في لبنان كقائم بالاعمال مع السفير فنسنت باتل، ومن ثم تولى رئاسة البعثة الاميركية في لبنان كسفير، قبل أن يُنقل الى عمان، ويدير بعدها مكتب هيلاري كلينتون يوم كانت وزيرة للخارجية، تم تعيينه مساعدا لوزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى. واذ ينتظر هيل انتهاء العطلة وعودة اعضاء الكونغرس الى واشنطن ليمثل امام لجنة الشؤون الخارجية للاستماع الى شهادته قبل تثبيت تعيينه في هذا المنصب، من المتوقع ان يكون لبنان من ضمن مهامه الجديدة، كما انه قد يزور بيروت في إطار زيارة للمنطقة لمتابعة التطورات فيها.
الى ذلك، قال مسؤولان أميركيان أمس إن الدبلوماسي المخضرم ديفيد ساترفيلد الذي يملك خبرة واسعة في شؤون الشرق الأوسط، يتصدر المرشحين لمنصب سفير الولايات المتحدة إلى مصر التي لا وجود لسفير فيها منذ اكثر من عام. وأعلن المسؤولان اللذان طلبا عدم نشر اسميهما أن منصب ساترفيلد كأكبر دبلوماسي أميركي معني بشؤون الشرق الأوسط سينتهي إذا أكد مجلس الشيوخ الأميركي ترشيح ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، للمنصب.
وكالة الانباء المركزية