استقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي يحيط به نوابه العامون بولس صياح، جوزيف نفاع ورفيق الورشا ظهر اليوم، الرئيس السويسري الآن بيرسيه الذي يزور لبنان، يرافقه وزير الدولة لمكافحة الفساد في حكومة تصريف الاعمال نقولا التويني.
وشارك في الاستقبال ممثلون عن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ القاضي خلدون عريمط، رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عبد الامير قبلان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن القاضي الشيخ غمدان مكارم، البطاركة: يوحنا العاشر اليازجي، يوسف العبسي، اغناطيوس الثالث يونان واغناطيوس افرام الثاني، السفير البابوي في لبنان المونسينيور جوزيف سبيتوري، جلال الاسعد عن المجلس الاسلامي العلوي، القس سليم صهيون عن الطائفة الانجيلية، وعن اللجنة الوطنية للحوار الاسلامي المسيحي حارس شهاب والدكتور محمد السماك.
الراعي
وبعد ان حيا الرئيس بيرسيه وعقيلته مستقبليه، ألقى البطريرك الماروني كلمة قال فيها: “نستقبلكم ولنا الشرف مع كل صحبكم في الصرح البطريركي في الديمان بوجود جميع المكونات والطوائف اللبنانية، وهذه خصوصية لبنان بعيشه المشترك مع جميع الأديان، وهي تعبير واضح عن ذلك على الأرض اللبنانية الكنسية الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية تعمل بنصائح الكنيسة في الشرق الأوسط من خلال الإلفة والمحبة والحقيقة”.
أضاف: “على الأرض اللبنانية كذلك فإن جميع المذاهب، الشيعة والدروز والمسلمين يعيشون في روح من الأخوة والتعاون، ونحن المسيحيين نعيش مع إخوتنا على هذه الأرض تجمعنا الثقافة الواحدة والمصير الواحد على قاعدة احترام بعضنا البعض واحترام جميع الأديان. وهذا ما عبر عنه وقاله البابا يوحنا بولس الثاني عند زيارته لبنان بأن لبنان هو بلد الرسالة والتنوع. وفي هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الشرق بكامله نحن في لبنان نتعاون مسلمين ومسيحيين، بأمل كبير للخروج من هذه المحن الصعبة. ونحن جميعا نتعاون مع المجتمع الدولي للوصول الى حل مشكلة النازحين السوريين والعراقيين والفلسطينيين وعودة الجميع باحترام الى بلدانهم. وهذا الحق بالعودة هو من الأولوية في عملنا اليومي ويجب ألا ترتبط عودتهم بالحلول السياسية والتي يمكن أن تستغرق سنين طويلة وألا ترتبط بمصالح الكبار”.
وختم مرحبا بالرئيس السويسري، متمنيا له “تمضية ساعات أخرى متبقية في جو من السرور قبل عودته الى وطنه العزيز”.
بيرسيه
بدوره، قال الرئيس بيرسيه: “نشكركم كثيرا على هذه الميزات وهذا الإستقبال وهذه الضيافةالتي أحطتمونا بها. وإن زيارتنا الى بلدكم العزيز لبنان هي لإبقاء التواصل والتبادل الدائم بين بلدينا الحبيبين اللذين عاشا نفس التجربة من خلال الأزمات الصعبة التي مرت على كليهما”.
أضاف: “زيارتنا الى لبنان هي إشارة على احتضان سويسرا للبنان البلد العزيز علينا، وهي مناسبة لنهنىء فيها على الحوار والتواصل بين الجميع للوصول الى حل كل المشاكل. نحن نعرف أن هذه الطرق صعبة جدا ولكننا وإياكم أغنياء بتنوعنا وحواراتنا ونعيش معنى العذاب معكم. وعلينا ألا نعيش الإحباط بل أن نبذل مجهودا كبيرا للوصول الى السلام الدائم والشامل، وهذا ما كتبه الأديب أمين المعلوف. نحن نتمتع اليوم بلقائنا معكم على هذه الأرض التي تجمعنا بصداقة متينة، وانا أعتبر على الصعيد الشخصي أن لبنان هو نموذج للحوار والعيش المشترك”.
وتابع: “بالأمس زرت الجنوب وبالتحديد بلدة حاصبيا وقد استقبلنا بالحفاوة والترحيب، وأوضح لنا الأهالي أن في هذا اللقاء يجتمع أكثر من ثلاثين ممثلا للطوائف المتعددة. وهذا المثال التعايشي ينطبق على كل المناطق اللبنانية، وهذا الحوار والتعايش بين الجميع هو الحقيقة البارزة في هذا البلد”.
وأردف: “هذه الزيارة لا تقتصر فقط على تمتين العلاقة بين لبنان وسويسرا، بل لنذكر أن لبنان ليس البلد الوحيد المعني بقضية النازحين واللاجئين. وبالأمس كان اللقاء مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والمسؤولين تأكيدا على اهتمامنا بمساعدة لبنان وعدم تركه وحيدا. إن لبنان هو مركز عالمي للحضارات كلها والحوار بين الأديان والشعوب”.
وختم: “نحن نشكركم على هذا الإستقبال، وأؤكد لكم ان هذه الزيارة مهمة بالنسبة إلي، ونحن سنستمر بالتواصل في ما بيننا”.
مداخلات
ثم كانت مداخلات لجميع ممثلي الطوائف المسيحية والإسلامية، أكد فيها الجميع أهمية “دعم لبنان وشعبه لتخطي الظروف الصعبة التي يمر فيها لا سيما أن لسويسرا دورا أوروبيا مميزا”.
غداء
وأعقب اللقاء المطول غداء تكريمي أقامه الراعي على شرف الرئيس السويسري والوفد المرافق، بحضور البطاركة وممثلي الطوائف الإسلامية.
زوار
وكان الراعي استقبل صباحا الوزير السابق ابراهيم الضاهر، ثم الاباتي مارون ابو جوده الانطوني والاب جورج حبيقة.