قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إن اليمن ربما يكون على شفا تفشٍ جديد للكوليرا قد يزيد خلاله معدل الوفيات بسبب انتشار سوء التغذية.
وقالت المنظمة إن الأمم المتحدة تأمل في وقف إطلاق النار في شمال البلاد للسماح بالتطعيم ضد الكوليرا.
وقال مدير وحدة الاستجابة للطوارئ في المنظمة، بيتر سلامة، “ندعو كل أطراف الصراع… لتهدئة لمدة ثلاثة أيام… للسماح لنا بتطعيم المدنيين ضد الكوليرا”.
وكانت ميليشيا الحوثي الانقلابية، قد منعت إطلاق حملة التطعيم ضد وباء الكوليرا المنتشر في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، والتي تأخرت منذ عام، ولم تسمح لمنظمة الصحة العالمية بتنفيذها.
وكشفت مصادر يمنية أن المسؤولين الحوثيين يشترطون على منظمة الصحة العالمية، توفير أدوية لجرحاهم في جبهات القتال بدلا عن شحنات التطعيم، التي قالوا إنها ليس لها جدوى في ظل استمرار الحرب.
واستنكر القائم بأعمال رئيس بعثة مجلس التعاون الخليجي لدى اليمن، سرحان المنيخر، عرقلة الحوثيين للجهود الإغاثية، ومنع منظمة الصحة العالمية القيام بعمليات لقاح وباء الكوليرا في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وفق ما نقلته عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وأطلقت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، حملة التطعيم ضد الكوليرا في المناطق الواقعة تحت سيطرة الشرعية اليمنية، واكتفت بالقول إنها لم تحصل على إذن لتنفيذ الحملة في مناطق الحوثيين.
وبحسب مصادر في وزارة الصحة بصنعاء الخاضعة لسيطرة الميليشيا، فإن الوكلاء الحوثيين المعينين في وزارة الصحة، أبلغوا المنظمات الدولية وفي مقدمتها الصحة العالمية بحاجتهم إلى أدوية تختص بعلاج الجرحى، موضحين لهم أن اليمن في حالة حرب وقتال وليس بحاجة إلى مثل كذا أدوية تختص باللقاحات والتطعيم.
وأفادت أن مسؤولي المكاتب الأممية يفضلون الصمت وعدم إثارة ضجة على تلك التصرفات، خوفا من انتقام الميليشيا، واكتفوا بالتعليق على الموضوع قائلين: إن كبار المسؤولين الحوثيين اعترضوا على التطعيمات وقد أدى ذلك إلى تأخير البرنامج نحو عام تقريباً.
ووفق إحصاءات منظمة الصحة فإن هناك أكثر من مليون حالة يُشتبه بإصابتها بالكوليرا في اليمن و2275 حالة وفاة مسجلة نتيجة هذا المرض منذ نوفمبر 2016، وسط مخاوف من تفشي المرض بالتزامن مع موسم الأمطار، وينتشر الوباء بشكل لافت في مناطق سيطرة الميليشيا.