استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني، وجرى عرض الاوضاع الراهنة.
وقال حاصباني بعد اللقاء: “الزيارة للتهنئة بسلامة العودة من السفر ولوضع غبطته في الاجواء العامة للقطاع الصحي في البلد. وناقشنا الوضع الحالي والامور العامة ولا سيما القطاع الصحي والمستجدات التي تحصل في هذا الموضوع. وشكرت غبطته ومن خلاله اعضاء السينودس على موقفهم الداعم للآلية العلمية التي وضعت لتوزيع سقوف المستشفيات، للمرة الاولى، وفيها كامل الشفافية وتزيل الاجحاف عن المستشفيات التي كانت تعاني اجحافا في حقها في السابق وتضع آلية في تصرف الوزراء المتعاقبين، إن شاء الله في المستقبل لاعتمادها لأنه لم تكن هناك أي آليات لتوزيع موازنات المستشفيات في السابق”.
أضاف: “تطرقنا الى الاوضاع الحالية والتطورات الاخيرة، وتمنينا ان تشكل الحكومة سريعا وان تكون هناك ايجابيات في هذا الموضوع لكي نحافظ على الاستقرار الاقتصادي والامني والاجتماعي الذي ينعم به لبنان على المدى البعيد. وتمنينا ان يستمر هذا الحوار والنقاش الدائم. وشكرت صاحب الغبطة على مواقفه الدائمة والداعمة للعمل الايجابي في الشأن العام اللبناني”.
وردا على سؤال عن الآلية الصحية لتشكيل الحكومة، قال: “يجب ألا نتغاضى اليوم عن ان هذه الحكومة هي حكومة مشاركة وطنية يجب ان تمثل ما يطمح اليه الشعب اللبناني. وما يطمح اليه الشعب وضعه في صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية. وعلى هذا الاساس، يجب ان نأخذ في الاعتبار ما يريد الشعب وما وضعه في صناديق الاقتراع لكي نشكل حكومة تمثل تطلعات الجميع وتمثل ايضا المكونات بأحجامها الحقيقية التي نتجت من الانتخابات”.
سئل: هناك من يقول ان “القوات اللبنانية” تعرقل تأليف الحكومة من خلال رفع السقف، وانتم تطالبون اليوم بخمسة وزراء؟
اجاب:” لا اعتقد ان الموضوع متوقف عند “القوات اللبنانية”. “القوات “وضعت طروحاتها بشكل واضح جدا للمشاركة في هذه الحكومة. واليوم نحن ندعو من مبدأ الشراكة الفعلية وليس من مبدأ المحاصصة، مبدأ المشاركة أن يكون هناك وجود وازن وفاعل يمثل ما أوكل به المواطن اللبناني الفئات المختلفة منها “القوات اللبنانية”. ولكن “القوات” لا تعرقل أي شيء، هناك عوامل عديدة تحول دون التشكيل السريع، ولكن اعتقد ان جميعها تذلل، وتأليف الحكومة هو في يد الرئيس المكلف، ونحن حرصاء واكيدون انه سيتخذ القرارات الصائبة والسليمة للمضي قدما في هذا التأليف”.
سئل: ما هي المعوقات؟
اجاب: “هناك معوقات كثيرة ليست محصورة في موضوع واحد، ولكن ليس هناك من هذه المعوقات ما لا يمكن تذليله اذا وضعت الامور في نصابها الصحيح وبطريقة علمية وعملية للمضي في تأليف هذه الحكومة”.
سئل: هل برأيك سيكون هناك لقاء قريب بين الدكتور جعجع والوزير باسيل لتذليل العقبة المسيحية، كما قيل؟
اجاب: “لا اعتقد ان هناك عقبة مسيحية ولا علم لي بأي لقاءات محددة، اعتقد ان اي عقبات تقف امام هذه الحكومة قد تكون متعددة. ولكن كلنا لنا ملء الثقة بالرئيس المكلف سعد الحريري وبفخامة رئيس الجمهورية بأن يبذلا الجهد المطلوب لتذليل كل هذه العقبات كراعيين لهذا التشكيل وان تشكل الحكومة بسرعة”.
سئل: هل الحملة على وزير الصحة والوزارة لها علاقة بتأليف الحكومة؟
اجاب: “لم تعد لدينا شكوك ابدا بأن هذه الحملة موجهة الى وزير الصحة ووزارة الصحة تحديدا، والتي ظهرت فجأة في الاسابيع الاخيرة ولها علاقة بتأليف الحكومة، طبعا لها علاقة بالسياسة بامتياز لأنها مليئة بالافتراءات والاكاذيب والمعلومات المضللة والتي قد تصل، ليس فقط الى الاذى لهذا الفريق، انما الى الرأي العام والشعب اللبناني لأنها تلعب بالشؤون الصحية وتضلل الرأي العام بالشؤون الصحية، وهي في غير محلها. نتمنى ان تنتهي هذه الحملة وان يعود الجميع الى رشدهم ويعلموا ان من يمثل في هذه الحكومة سيمثل وما سيحصل سيحصل. وهذه كلها حملات مغرضة والشعب اللبناني لديه وعي لهذه الامور”.
سئل: هل نقلت اي رسالة الى غبطته من الدكتور جعجع؟
اجاب:” الزيارة اليوم فقط محصورة في هذه النقاط”.
سئل: ماذا لمست من غبطته؟
اجاب: “مثل كل مرة، ألمس من غبطته الدعم الدائم لكل ما هو لمصلحة البلد ولكل عمل ايجابي يصب في مصلحة الانسان والمواطن اللبناني والاستقرار اللبناني. وفي كل مرة ازور غبطته أخرج بالانطباع الايجابي نفسه وبروح مليئة بالسلام والمحبة وروح العمل”.
البطريرك الراعي استبقى الوزير حاصباني على الغداء الى مائدة بكركي.
درغام وشخصيات
وكان البطريرك استقبل على التوالي: النائب الكندي فيصل الخوري والنائب اسعد درغام، سفير لبنان لدى الفاتيكان فريد الياس الخازن، ثم وفدا برلمانيا فرنسيا برئاسة النائب مارتين وونر.