ليبانون اون تايم :
شكلت التظاهرة المنددة بقمع الحريات علامة فارقة في الحياة السياسية اللبنانية ، خصوصا وان لبنان عرف منذ نشأته ببلد الحريات المفتوحة على كل العالم ، ومحطة بارزة في تاريخ شعوب المنطقة ، ولكن ما يجري منذ بداية هذا العهد قد لا يبشر بالخير ، سيما وان هناك تخوف من تحول البلد من نظامه الديمقراطي القائم على احترام الحريات الى نظام سلطوي يمهد بمصادرة حرية الناس وكم أفواههم ومنعهم من التعبير عن رايهم بحرية حتى في أبسط حقوقهم المطلبية والمعيشية ، وحقهم العيش بحياة كريمة .
والامثلة على ذلك كثيرة ، بل لا تعد ولا تحصى ، بحيث لم يعد باستطاعة أي مسؤول القدرة على تحمل تغريدة أو رسالة عبر أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي ، ليبادر على الفور الى الادعاء على المغرد بتهمة القدح والذم ؟ فأي مسؤول هذا الذي لم يعد يتحمل عملية النقد وهي من أبسط حقوق المواطن الذي يئن تحت وطأة الازمات والمشاكل المتراكمة ؟ اي مسؤول هذا الذي لم باستطاعته سماع كلمة توجيه لمسيرته ، أو توضيح لموضوع ، أو قرار اتخذه يحمل بين سطوره بعض الاخطأ ،يفترض ألعمل على تصحيحه.
العالم كله حتى في الدولة التي حكمت بالقبضة الحديدية يخرج من التسلط الى أوسع مدى للحريات ، أما في لبنان الذي عرف قديما بانه بلد الحريات ويتغنى بالديمقراطية ، يحاول اليوم بعض المتسلطين عليه حشرة وتغيير صورته ، وأخذه نحو بلد قمعي تسلطي ، وحتما لن يكتب لهذا الاستثناء الاستمرار ، ولا يدوم أبدا ؟