نجح الرئيس سعد الحريري في مؤتمر «سيدر» بإعادة ثقة المجتمع الدولي ودول الخليج بلبنان بعد تمكنه من جمع 11.8 مليار دولار أميركي بين هبات وقروض مُيسرة تهدف إلى دعم اقتصاد لبنان واستقراره.
ولكن أين أصبح مؤتمر «سيدر» اليوم؟ وهل ستنعكس أزمة التأليف على نتائجه المرجوة؟
يؤكد مستشار الرئيس سعد الحريري، نديم المنلا لـ«المستقبل» «أن لبنان لا يزال ضمن المهلة المعقولة لما بعد سيدر»، وأن التأخير الحاصل بتشكيل الحكومة «لم يؤثر بعد على النتائج المرجوة من مؤتمر سيدر».
وفي حال طالت أزمة التأليف؟ يجيب: «لا أعتقد أن هناك خطورة على نتائج مؤتمر سيدر، هناك بعض النشاطات والقرارات لمجلس الوزراء يمكن أن تتأخر لا أكثر ولا أقل».
وتابع المنلا: «الشيء الوحيد الذي ينعكس سلباً على نتائج مؤتمر سيدر هو عدم استطاعة الحكومة المقبلة الالتزام بالوعود التي قطعها لبنان أمام المجتمع الدولي، ما دامت الحكومة الحالية التي تصرف الأعمال والحكومة المقبلة مستمرة بالرؤية والالتزامات نفسها ستسير الأمور في الطريق الصحيح».
ويختم المنلا حديثه بالقول: «في حال تألفت الحكومة خلال هذا الصيف سنلمس في الـ 2019 حركة اقتصادية وإعمارية اسرع بكثير من الوتيرة السابقة».
من جهته، يؤكد رئيس نقابة مقاولي الأشغال العامة والبناء مارون الحلو لـ«المستقبل» أن «الأزمة الاقتصادية الموجودة في لبنان لن تُحل إلا بعودة النمو الاقتصادي مجدداً ومؤتمر سيدر سيكون عاملاً مشجعاً لهذا النمو وليس مسؤولاً عنه».
مشكلة لبنان اليوم، بحسب الحلو، تكمن في غياب الثقة والتأخير في تشكيل الحكومة، إضافة إلى الأزمات المتراكمة التي ساهمت في إضعاف الاقتصاد اللبناني على مدى عشر سنوات.
يقول الحلو: «لا يمكننا أن نتغاضى أيضاً عن الخلافات السياسية التي أثرت بطريقة أو بأخرى على الوضع الاقتصادي». ويؤكد أن «لبنان ليس على شفير الإفلاس أو الانهيار كما يروج اليوم رغم الصعوبات الاقتصادية التي تعصف بنا ولكن لا نستطيع في الوقت نفسه أن نعيش بجو إحباط».
ويرى الحلو أن «الحل الوحيد اليوم هو إعادة ضخ أموال في لبنان لتعود الدورة الاقتصادية إلى حركتها الطبيعية وترتفع معها معدلات النمو كي تعود الأمور إلى نصابها كما يجب. ونحن نعول كثيراً على النتائج الإيجابية المنتظرة من سيدر، ولكن الأهم اليوم هو العمل على تشكيل حكومة جديدة منسجمة ومتجانسة تتولى تطبيق مقررات مؤتمر سيدر»..
(المستقبل)