أكد الرئيس سعد الحريري أنه ورئيس مجلس النواب نبيه بري «على الموجة نفسها، ويجب علينا الإسراع في تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، فوضع المنطقة يحثنا على أن نقوم بذلك»، مشدداً على وجوب «أن يدرك الجميع أن تشكيل الحكومة هو أولوية الأولويات». وأشار الى أنه «يجب التركيز على أن ننجز هذه الحكومة ونشكلها والباقي كله تفاصيل»، معتبراً أن «على الأفرقاء السياسيين الآخرين أن يكون التركيز الأساسي لديهم ليس على الحصص بل على البلد. فبالنسبة اليّ ان البلد أهم من حصصهم وأهم من حصص أي فريق سياسي». ولفت الى أن «التوافق الذي وصلنا اليه يجب على الجميع أن يضحي من أجله ويفهم أن هذه التضحية ليست لفريق دون آخر بل هي للبلد»، رافضاً «أن يتعدى أحد على صلاحيات رئيس الوزراء، كما لا أقبل أن يتعدى أحد على صلاحيات رئيس المجلس النيابي أو رئيس الجمهورية».
كلام الرئيس الحريري جاء بعد زيارته الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة أمس، يرافقه وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال غطاس خوري وباسم السبع، في حضور وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل.
بعد اللقاء الذي استمر ساعتين وتخللته مأدبة غداء، قال الرئيس الحريري «ناقشنا ودولة الرئيس الوضع في البلد وموضوع تشكيل الحكومة، وأنا والرئيس بري على الموجة نفسها، ويجب علينا الإسراع في تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، فوضع المنطقة يحثنا على أن نقوم بذلك. كما أنه بالنسبة الى الوضع الإقتصادي علينا أن نحرك العجلة الإقتصادية. البعض اليوم يتكلم عن أن الوضع الإقتصادي ليس جيداً وقد يكون محقاً في مكان ما لكن في الوقت نفسه لدينا فرصة ذهبية لنتمكن من تطبيق مؤتمر سيدر، فكل المجتمع الدولي حريص على استقرارنا وقد أعطانا ما أعطانا في مؤتمر باريس، وعلينا نحن أيضاً أن نقوم بالاصلاحات اللازمة. كما ناقشنا بعض القوانين في مجلس النواب والرئيس بري حريص على الإسراع بها، ويجب على الجميع أن يدرك أن تشكيل الحكومة هو أولوية الأولويات. أعرف أن هناك بعض الخلافات بين بعض الأحزاب ولكن علينا جميعاً أن نترفع عنها وأن ننظر الى مصلحة البلد، وعلى كلٍ منا أن يضحي، وبرأيي ان التضحية لمصلحة البلد واقتصاده هي تضحية يجب القيام بها. كما اتفقنا على حث الجميع على العمل للإسراع في تشكيل الحكومة وستكون لي لقاءات عديدة خلال اليومين أو الثلاثة المقبلة لكي نسرع في تشكيلها».
سئل: هل ما زالت العقد هي نفسها؟، فأجاب «برأيي العقد ما زالت كما هي والأمر الإيجابي الذي حصل اليوم أن الأفرقاء قرروا أن يخففوا السجال بين بعضهم البعض وإن شاء الله هذا الشيء يسرّع في تشكيل الحكومة».
سئل متى ستزور بعبدا؟، فأجاب «لدي سلسلة لقاءات وان شاء الله قريباً جداً».
سئل الرئيس بري تكلم عن نيته الدعوة الى جلسة لانتخاب اللجان النيابية وأخرى للمناقشة العامة، هل هذا موجه لك أم لأفرقاء آخرين؟، فأجاب «لا أبداً، الرئيس بري حريص على أن يبين أن مؤسسات الدولة تعمل خصوصاً أننا خارجون من حكومة كان فيها وفاق وطني وقد أنجزت الكثير. قد تكون حصلت خلافات في أمكنة معينة بين بعض الأفرقاء ولكن لا نستطيع أن نقول ان الحكومة التي استمرت سنة ونصف السنة لم تنجز موازنات أو انتخابات أو مؤتمر سيدر أو مؤتمر روما أو لم تقم بمشاريع مثل الانتهاء من موضوع دير عمار، كل هذه الأمور كانت إيجابية. وبرأيي يجب علينا أن نكمل على هذا المنوال وأن يكون في الحكومة الجديدة أكبر جزء من الأحزاب السياسية. الرئيس بري في موضوع جلسة اللجان أو الجلسة العامة لم يكن موجهاً هذا الأمر نحوي، وكان صريحاً وواضحاً بأنه يركز على الإسراع في تشكيل الحكومة».
سئل أليس هذا ضغطاً عليكم؟، فأجاب «لا، هو ضغط على الجميع».
سئل يقال إنك لن تعتذر وستستمر مهما طال الوقت؟، فأجاب «أظن أن المشكلة التي لدينا قابلة للحل، وبرأيي أن على الأفرقاء السياسيين الآخرين أن يكون التركيز الأساسي لديهم ليس على الحصص بل على البلد. فبالنسبة اليّ ان البلد أهم من حصصهم وأهم من حصص أي فريق سياسي. اذا ركزنا على ما الذي سيحصل عليه كل فريق فإننا لن ننتهي. يجب التركيز على أن ننجز هذه الحكومة ونشكلها والباقي كله تفاصيل».
سئل: سبق أن التقيت قبل سفرك الأفرقاء، ما الذي سيتغير في اللقاءات التي ستجريها مجدداً؟، فأجاب «سبحان الله أحياناً الوقت يغير النفوس ويهدئها، فإذا أوقفنا كل السجالات الإعلامية سيصبح الجو أفضل بكثير».
سئل هل برأيك ان المشكلة هي مشكلة حصص أم تحجيم البعض؟، فأجاب «أنا برأيي مشكلة حصص هذه هي المشكلة الأساسية، وأريد أن أقول في هذا البلد لا أحد يلغي الآخر، وبرأيي جرّبنا جميعاً خلال 13 عاماً أن يقوم كل منا بالأمور كما يريدها وفشلنا نحن وغيرنا، لذلك أمام ما حصل في السابق فلنتعقل ونرى أن مصلحة البلد هي في جمع كل الناس حتى نستطيع أن نقوم به، لأن التحديات التي تواجهنا إن كانت داخلية أو اقليمية أو اقتصادية أو بالنسبة الى محاربة الفساد والإصلاح البنيوي للدولة وللعاملين فيها، هناك مشكلة لا نستطيع أن نكمل في الإستمرار في توظيف الناس ويجب أن يكون التوظيف الأساسي في القطاع الخاص. اذا لم يكن لدينا اقتصاد فهل علينا أن نضع اللوم كله على موضوع النازحين؟ لا، المشكلة عندنا بطريقة عملنا، كان هناك خلاف والآن لم يعد هناك خلاف، حتى المشكلات في موضوع الكهرباء انتهت وصارت لدينا خطة كهرباء وخطة نفايات وخطة انماء، كل الخطط موضوعة وعلينا الآن أن ننفذها لكن التنفيذ يجب أن يكون بشفافية كاملة، لذلك فان محاربة الفساد أو الإصلاحات هي تحديات كبيرة ويجب ألا يقول أحد انه يريد أن يحارب الفساد ونقطة على السطر، الفساد هو مصالح والمطلوب كسر هذه المصالح».
سئل أنت الرئيس المكلّف لماذا تساير الجميع ولا تتخذ موقفاً حازماً؟، فأجاب «لدي ايمان بأن هذا البلد يدار بين كل الأطراف، فإذا كنا نعتقد أن فريقاً سيلغي فريقاً آخر أو يدوس على آخر فلن يمشي البلد. برأيي أننا اذا نظرنا الى التجربة التي خضناها خلال السنة ونصف السنة رغم بعض المشكلات التي اعترتها فنرى أنها نجحت بشكل كبير جداً. كانت هناك خلافات أساسية وقلنا علينا أن نضعها جانباً ولنجرب، وركزنا كيف ننهض بالبلد وبرأيي لدينا تجربة جيدة قد يكون فيها بعض الشوائب فهل نرميها ونعود الى تجربة فشلنا فيها، أم نأخذ بتجربة نجحت في البلد وقمنا بأشياء كثيرة وأقرينا موازنات وسط الخلافات ونجحنا؟. ما أريد أن أقوله أنا مقتنع وقلتها في السابق ان التوافق الذي وصلنا اليه يجب أن نضحي من أجله، وعلى الجميع أن يضحي من أجله ويفهم أن هذه التضحية ليست لفريق دون آخر بل هي للبلد. يمكن أنني قمت بتضحية وأرسينا تسوية بإنتخاب رئيس الجمهورية ولكن لم أعتبر أن هذه التسوية لي بل هي للبلد، لذلك يجب علينا أن نفكر بهذا الأسلوب وبالمواطن اللبناني ومصلحته وماذا يريد».
سئل جرى كلام كثير عن صلاحيات رئيس الحكومة؟، فأجاب «صلاحيات رئيس الوزراء موجودة في الدستور، وأنا لا أقبل أن يتعدى أحد على صلاحيات رئيس الوزراء، كما لا أقبل أن يتعدى أحد على صلاحيات رئيس المجلس النيابي أو رئيس الجمهورية. هذا أمر محسوم ولا أحد يزايد علينا به أو يمس بهذه الصلاحيات لأن من سيمسها سيجد أن هناك «بلوك» في وجهه وأنا جزء من هذا «البلوك»، فإذا أراد أحد أن يمس بصلاحيات رئيس مجلس النواب سيجدني أول من يقف في وجهه، أو اذا أراد أن يمس بصلاحيات رئيس الجمهورية فسأقف في وجهه أيضاً، كما أنني سأقف في وجه أي واحد يريد أن يتعدى على صلاحيات رئيس الوزراء. هذا موضوع محسوم ولا أحد يلعب به أو يضعه كمادة اعلامية».