عروس المصايف… القلب النابض للضنية

فرح فتفت-

“عروس المصايف”، وجنة القرى اللبنانية، التي جمعت بين التنوع الطبيعي والتاريخي والسياحي في آن معًا. انها “سير” القلب النابض لمنطقة الضنية التي أكرمها الله وأنعم عليها بجمال رائع، وطبيعة خلابة تسحر العين وتسلب القلب ويعجز اللسان عن وصفها، واكثر ما يميزها صيفًا مناخها المنعش والمعتدل، ومياهها العذبة النقية، وفاكهتها النادرة المذاق.

وتُعد قرية سير من أجمل القرى، الواقعة في قضاء المنية- الضنية. وتتميز بموقع جغرافي هام، حيث يحيط بها شرقًا قضائي الهرمل وبعلبك وغربًا مدينة طرابلس وجنوبًا قضائي زغرتا الزوايا وبشري وشمالًا قضاء عكار. وتقع على ارتفاع ما يراوح ما بين 900 و1150 مترا عن سطح البحر، وتبعد عن العاصمة بيروت 110 كيلومترات وعن طرابلس 27 كيلومترا. كما احتلت المرتبة الاولى في العام الماضي بمسابقة القرية المفضلة لدى اللبنانين والتي تنظمها جريدة “لوريان لوجور اللبنانية” للسنة الثانية على التوالي.

وتشتهر هذه القرية التي تسحر الناظرين بجمالًا خلابًا صعب الوصف، حيث تتزين المنطقة بالمناظر الطبيعية التي تُدخل البهجةَ على نفوس الزائرين، فمن الطبيعة الخضراء إلى مغارة الزحلان والجلول الممتدة مرورًا بالكثير الكثير وجلها ربانية الصنع.

فمغارة الزحلان أعجوبة الطبيعة التي تكمن وسط 3 تلال بين بلدة سير والقطين وبخعون، وتنفرد بصفات ومميزات قلة نظيرها. لما تحتوي من تكوينات فائقة الجمال تعود إلى آلاف السنين، وتتميز بالكثير من التجاويف والهياكل والقاعات ورواسب المجسمة بالصواعد والنوازل التي نحتتها الطبيعة عبر الزمن وحولتها إلى عقود وشلالات تتخللها المياه العذبة. وكلما تتقدم في أعماقها تكتشف المزيد والمزيد من سحرها ورونقها وروعتها وتقف حائرا عاجزًا عن وصفها.

فزحلان آية من آيات الجمال والبهاء أخفتها الطبيعية في أحضانها وأكتسبت سحرها منها، وما زالت تحتفظ بسرها الذي عجزه الجميع عن حله حتى يومنا بمعرفة نهايتها التي تحاك حولها الروايات و الأساطير لم يستطع أحد إثبات أي منها. ويقصدها الزائرين لالتقاط الصور التذكارية، وسط مشهد بانورامي في أحضان الطبيعة الخضراء.

وعلى غرار ذلك، تشتهر سير أيضا باللقمة الشهية حيث تضم الكثير من الفنادق والمطاعم التي تقدم اشهي المأكولات اللبنانية.

وفي حديث خاص لموقعنا قال المحامي راغب رعد “أحد مالكي مطعم نبع سير” والذي يعد أحد أقدم واشهر المطاعم في البلدة والذي يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1952 على يد والده الراحل فيصل رعد. ولا يزال منذ ذلك التاريخ يحافظ على طابعه التقليدي والجمالي الذي أنشأ عليه ويعمل مالكيه على الدمج بين الطابع التقليدي والعصري حيث تتدلى المياه من اطرافه لتشكل شلالات صغيرة تسبح فيها البط لتمنح المكان مظهرًا خلابا يضفي عليه رونقًا خاصًا.

وقال رعد:” ان سير بلدة جبلية تتميز بجمالها وطبيعتها الخلابة ومناخها المنعش والمتميز ومياهها العذبة والوفيرة. لا ينقص هذه البلدة الا القليل من الاهتمام لتصبح وجهة سياحة مهمة اسوتاً بباقي المناطق. وان عملية التنمية السياحة فيها تعود في الدرجة الاولى إلى اهلها ومن ثم المتمولين والمقتدرين فيها لجذب الاستثمارات والعمل على إنشاء مشاريع حيوية. ولافتاً إلى اهمية تكاتف وتظافر جهود ابناء البلدة للعمل على الارتقاء بها ووضعها على الخارطة السياحية وجعلها مقصداً للسياح…

ويضيف: ان الامور تبدا من المبادرات الفردية ومن ثم البلديات ولا ننكر ان للبلديات دور مهم واساسي حيث تقوم بدور التنظيمي والقانوني. ولا يجب ان نضع اللوم الدائم على الدولة فاذا كانت الدولة تغيب سير عن الخريطة السياحة لا يجب ان نقف مكتوفي الايدي بل نعمل جاهدين بالتعاون مع البلدية واتحاد البلديات والاهالي لتحسين الاوضاع كانشاء سوق اثري للبلدة على سبيل المثال…

ومن جهة اخرى يؤكد، انه قبل ان يكون هذا المطعم باب رزق لي ولعائلتي، اعتبر انني اساهم في خدمة منطقتي لابقائها وجهة للزائرين واعمل دائما على تجميلها وتحسينها.

وفي الختام اثنى رعد على الدور المهم الذي يقوم به رجل الأعمال محمد جواد فتفت على صعيد السياحية في الضنية من خلال المشاريع التي يعمل على تنفيذها ومنها مغارة الزحلان وسلسلة مشاريع أخرى…”

فعروس المصايف تختزن في طياتها تاريخًا شاهدًا على عراقتها.

افلا تستحق بعض الاهتمام والالتفات من قبل الدولة ووزارة السياحة؟

آملين بتضافر الجهود من قبل الجميع لحجز مكاناً لها يليق بها على الخارطة السياحية.