رياح التسوية في محافظة درعا السورية كان وما زال لها التأثير الأكبر على مساعي التشكيل الحكومي. وهو ما يتوقع أن تظهر نتائجه قريبا، فيما كان التعثر الحكومي حاضرا وبقوة على طاولة مباحثات الاجتماع الرباعي لرؤساء الحكومات السابقين في بيت الرئيس سعد الحريري مساء اول من امس والذي تناول الى جانب التعثر الحكومي الردود المتبادلة حول صلاحيات تشكيل الحكومة والتي اثارت حفيظة القيادات السنية.
وضم الاجتماع الى الحريري كلا من الرؤساء نجيب ميقاتي وتمام سلام وفؤاد السنيورة، وغاب عنه الرئيس سليم الحص لدواع صحية، وبعد استعراض الاوضاع السياسية في لبنان والمنطقة، وكانت وجهات النظر متطابقة حيال مختلف الملفات، وأكد الجميع على اهمية التعاون مع الرئيس المكلف والتضامن في دعمه بمهمة تأليف الحكومة، وما يلي التأليف من مسؤوليات كما جاء في البيان الصادر عن الاجتماع.
وكان الحريري الذي غادر بيروت امس الى باريس طرح ملاحظات في اجتماعه الاخير مع الرئيس ميشال عون، مؤكدا انه لا يعترف إلا بعرف واحد هو توزيع الرئاسات الثلاث على الطوائف، معتبرا ان الامور الاخرى خاضعة للتوافق السياسي وفق الظروف وليست عرفا، وشدد على انه لن يتنازل عن صلاحيته في تأليف الحكومة لأي جهة، مشيرا الى تحمله الكثير من الانتقادات نتيجة التسوية السياسية التي عقدها حول رئاسة الجمهورية، موحيا انه لن يتساهل حيال الطروحات والمطالب التي يقترحها وزير الخارجية جبران باسيل.
الرئيس السابق نجيب ميقاتي دعا الى الاسراع في تشكيل الحكومة والى اعلان خطة طوارئ لمواجهة التحديات والمخاطر الداهمة، خصوصا على الصعد الاجتماعية والمالية والاقتصادية، وحذر مرة اخرى من مغبة تكريس اعراف جديدة تمس بالصلاحيات الدستورية لأنها لن تؤدي الا الى المزيد من التوترات التي لا طائل منها.
اوساط ديبلوماسية غربية استغربت انعدام الانسجام بين الاطراف اللبنانية مع ضرورة التقاط فرصة الدعم الدولي الذي اتيح للبنان.
ويقول القيادي في تيار المستقبل د.مصطفى علوش ان الرئيس الحريري وضع رؤساء الحكومة وكل المعنيين امام الامر الواقع.
واضاف ردا على سؤال حول التلويح بإمكانية سحب التكليف بتشكيل الحكومة من الحريري: لا مجال دستوريا لذلك، والامكانية الوحيدة هي ان يعتذر الرئيس المكلف شخصيا، وهذا ليس واردا بالنسبة للرئيس الحريري، مضيفا ان معايير تأليف الحكومات واحدة، هو ذلك المنصوص عليه في دستور الطائف: رئيس الحكومة يؤلّف الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية وليس اي امر آخر.
(الأنباء الكويتية)