يمثل اعتماد الأجيال الحالية على الأجهزة الإلكترونية خطرا على صحتهم العامة، وتحديدا على الجهاز البصري الذي قد يتأثر سلبا بقضاء أوقات طويلة يوميا أمام هذه الأجهزة.
وقد سجلت حالات إصابة موقتة بالعمى في بريطانيا، نتجت عن استخدام الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة دون استراحة، حيث اتضح أن استخدام الأجهزة الإلكترونية في وضع الاستلقاء لمدة طويلة يمكن أن يؤدي إلى مشكلات معقدة في البصر، ما دفع العلماء البريطانيين إلى إجراء دراسة متعمقة ومفصّلة حول العمى الموقت، الذي أصيبت به فتاة (22 سنة)، نتيجة استخدامها للهاتف الذكي لفترة طويلة، وشكت من أنها لم تعد ترى بعينها اليمنى خلال الفترة المظلمة من اليوم، وهي حالة عانت منها لمدة سنة.
ولم يتمكن الطبيب من تشخيص الحالة، حيث أن جميع الأوعية الدموية داخل العين كانت بحالة سليمة، ولم تكشف الاختبارات التي أجراها عن أي مشكلة في العين، كما أن نتائج الفحوص الشاملة التي أجرتها الفتاة كانت طبيعية.
وفي حالة أخرى تشير إلى الأضرار الجسيمة التي قد تنتج عن الأجهزة الذكية، عانت امرأة أخرى (40 عاما) من فقدان الرؤية بإحدى العينين عند الاستيقاظ، لمدة 6 أشهر، وبعد مضي 15 دقيقة من الاستيقاظ، كانت حاسة البصر تعود إلى طبيعتها، وعجز الأطباء هنا أيضا عن تشخيص هذه الحالة.
وبينما حاول الأطباء تحديد العوامل المسببة لهاتين الحالتين، اكتشفوا أن العمى الموقت كان يظهر دائما بعد أن تقضي كل منهما وقتا طويلا في النظر إلى هاتفها الذكي في وضع الاستلقاء، حيث تكون إحدى العينين عمليا مغطاة بالمخدة، ما دفعهم إلى استنتاج أن هناك رابطا بين فقدان البصر وعادة الاستلقاء وتغطية العين بالوسادة، حيث تتكيف العين المغطاة بالمخدة مع الظلام، في الوقت الذي تتكيف فيه الأخرى مع الإشعاع الساطع من شاشة الهاتف الذكي، وعندما تنطفئ الشاشة، تفقد هذه العين الرؤية مؤقتا، حتى تتكيف العين الثانية مع الضوء.
وبإجراء هذه التجربة على أنفسهم، شعر الأطباء بضعف البصر بعد فترة وجيزة من استخدامهم للهاتف الذكي بنفس الطريقة.
يؤكد الأطباء على أن هذه الأعراض المرضية مرشّحة للانتشار وفقا للاحتياج المتنامي والاعتماد على هذه الأجهزة، وكذلك سطوع الشاشات الذي يزداد مع تطور التكنولوجيا، لذلك ينصح الأطباء بخفض سطوع شاشات الهواتف الذكية لتخفيف ضررها على شبكية العين أثناء الليل.