دعا الرئيس نجيب ميقاتي الى “تشكيل الحكومة الجديدة بعيدا عن الاستعجال أو التأخير، وأن تتماشى مع التحديات التي تحيط بالبلاد، وتكون خطوة أساسية نحو بناء الدولة التي نحلم بها جميعا”. وشدد على “ان القرار في هذا الموضوع هو في يد الرئيس المكلف، وفق الدستور الذي أعطاه هذا الحق”.
وقال ميقاتي، خلال لقائه وفدا من منسقية “تيار العزم” في عكار: “نحن اليوم أمام استحقاقات عدة ، بدءا بالحكومة التي ينبغي أن تؤلف في الوقت المناسب، بعيدا عن الاستعجال أو التأخير، والقرار هو في يد الرئيس المكلف، وفق الدستور الذي أعطاه هذا الحق. ورغم تمنياتنا أن تؤلف الحكومة سريعا، ولكننا نتمنى أن تتماشى هذه الحكومة مع التحديات التي تحيط بالبلاد، وأن تكون خطوة أساسية نحو بناء الدولة التي نحلم بها جميعا، الدولة التي تحمينا جميعا، وتقف بوجه الفساد والهدر الحاصل اليوم، وهذا ما أنا متأكد أنه هدف جميع القيمين على البلاد. أقول هذا الأمر لأن هدفي هو الدولة، وغايتي هو إيصال الإنماء المطلوب إلى مناطقكم. لن أقول الإنماء المتوازن، فقد شبعنا كلاما وشعارات، وما نريده هو انماء هذه المناطق، وهذا ما لن يتحقق إلا بجهود الدولة، فلا يمكن أن يقوم بذلك فرد. ربما نستطيع أن نؤمن بعض الخدمات الصحية والمنح التربوية، ولكن خيارنا يبقى هو الدولة القوية”.
وسأل: “كم أعطت عكار للدولة، وماذا أخذت بالمقابل؟ لقد أعطت عكار دماء شبابها ورجالها، ولكن ماذا أخذت منها؟ لست أذكر أن وزيرا للأشغال زار عكار بقدر ما فعلت إبان تولي الوزارة، وقد لمست مدى طيبة هذا الشعب، وكيف يرضى بالقليل من الانماء والخدمات، ويقابل ذلك بالكثير من الشكر والعرفان”.
وقال: “عندما أخذنا القرار بفتح مكتب “تيار العزم” في عكار كان ذلك نموذجا للعمل، ونحن بصدد إعادة هيكلة العمل، تحت مظلة العزم، مع فتح باب الانتساب، واقرار كافة الأمور التنظيمية، والعمل بإخلاص لرسالة واحدة هي إنماء الإنسان ورفاهيته، خصوصا في عكار التي ينقصها الكثير”.
وتطرق ميقاتي الى الانتخابات النيابية الاخيرة، وقال: “لقد كان قرارنا، بعد التشاور مع القيمين على المنسقية في عكار، بعدم خوض هذا الاستحقاق، لأننا اعتبرنا أن الأفضل للانسان أن يتراجع خطوتين ليقفز قفزة صحيحة بإذن الله، وهذا ما نأمل أن يحصل من خلال اللقاءات المتكررة معكم، والعمل سويا. الفشل ممنوع لأن نيتنا طيبة، فلا نريد للفشل أن يحدث نتائج عكسية لدينا أو أن يحبط من عزيمتنا. بإرادتنا، سنصل إلى ما نريد، ولكن لو خضنا المعركة الانتخابية وفق القانون النافذ، فإن النتيجة ربما أتت لغير مصلحتنا. نحن لا نرى أن يفرض علينا أحد أي امر، بل علينا أن نصنع قرارنا بمعيتكم، وبتعاوننا جميعا. علينا ان ننشئ خلية في كل قرية للتفاعل المباشر مع الناس، قبل الدخول في المشاريع الكبيرة. علينا الاستماع إلى صوت الناس ورغباتهم، لأن نسبة الاقتراع كانت خفيفة، وهذا يعني أن الذين لم يقترعوا، وقد بلغت نسبتهم اكثر من ستين في المئة، يرفضون هذه الطبقة السياسية برمتها ولا حافز لديهم للتوجه إلى صناديق الاقتراع”.
وهنأ الفائزين في الانتخابات، “لأن الهدف هو إنماء المنطقة، ونحن معهم وندعمهم في هدفهم، فنحن لا نعمل وفق سياسة أنا أو لا أحد، بل نضع يدنا في يد كل مخلص، لا سيما في هذه المنطقة التي عانت الكثير، ودائما ما تستعمل سياسيا في البازارات الانتخابية ثم تنسى. نحن اليوم لقاؤنا بعد الانتخابات، لاستنهاض الهمم وإنشاء الخلايا، والبدء بالقليل الذي يتحول تدريجيا إلى الكثير بإذن الله، وندخل سويا إلى المنطقة. هناك مشاريع كثيرة، سيعمل على طرحها وفرضها على الدولة بكل معنى الكلمة. هذا أمر ضروري، أعدكم بلقاءات مستمرة، لنتابع سويا شؤون المنطقة، وسيكون لقاؤنا المقبل في عكار بإذن الله، خصوصا وأن عدة مشاريع ستفتتح في المنطقة”.
منسق عكار
وكان اللقاء استهل بكلمة للمنسق العام ل”تيار العزم” في عكار الدكتور هيثم عز الدين، الذي قال: “لقد سبق فتح مكتب العزم في عكار تقديم الكثير من الخدمات التي أقر بها الناس، والتي شكلت رصيدا شعبيا مهما للتيار، رغم وجود التباينات السياسية في المنطقة. لقد امتنعت عكار عن الانتخابات هذه المرة بشكل كبير، وانخفضت نسبة الاقتراع من سبعين في المئة الى ما دون الاربعين في المئة، وعبر الكثير من الناس عن قناعتهم بأنه إذا لم يخض “تيار العزم” المعركة في عكار، فهم غير معنيين بها”.