أعلن “تحدي محمد بن راشد لاستيطان الفضاء”، الذي أطلقه مركز محمد بن راشد لأبحاث المستقبل التابع لمؤسسة دبي للمستقبل، انتقاء 36 بحثا علميا لتمويلها.
وتنافست في التحدي الذي نظمه المركز بالتعاون مع منصة الأبحاث العلمية “جوانا”، فرق عمل أكثر من 200 جامعة من 55 بلدا حول العالم، قدمت 260 مقترحا بحثيا، وسيحصل أصحاب الأبحاث الـ 36 التي اختيرت على تمويل لبدء العمل في تنفيذ أبحاثهم، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية.
وستحظى الأبحاث التي لم يتم اختيارها بفرصة للمراجعة من قبل لجنة تقييم متخصصة للوقوف على جوانب التحسين والتطوير وتقديم الدعم المناسب ومنح أصحابها فرصة لتطبيق أبحاثهم على أرض الواقع.
ويسعى التحدي العالمي إلى توفير منصة لدعم الأبحاث المتخصصة بما يعزز ويسرع توليد أفكار، وابتكار حلول تدعم تأسيس مجتمعات متكاملة صالحة لحياة الإنسان في الفضاء.
ونقلت الوكالة عن خلفان بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، قوله إن النتائج التي حققها تحدي محمد بن راشد لاستيطان الفضاء عكست اهتمام الجيل المستقبلي من طلبة الجامعات حول العالم في علوم الفضاء وما تنطوي عليه الأبحاث في هذا المجال من إمكانيات وفرص.
وأوضح بلهول أن تطوير بيئة البحث العلمي ودعم وتشجيع العلماء ليواصلوا مسيرة التجربة والاختراع تشكل مؤثرا أساسيا في حياة الإنسان وأداة تغيير مهمة ومساهما فاعلا في بناء مجتمعات معرفية مزدهرة من خلال توظيف نتائج البحوث والدراسات والتجارب العلمية وتطبيقها على أرض الواقع.
ومن بين المشاريع الـ 36 التي تم اختيارها مشروع “الاستيطان الفضائي المستدام: تحليل الاستقرار لقنوات الحمم البركانية” الذي قدمته جامعة بوردو التي تضم مركز أبحاث يعمل على تطوير الاكتشافات في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وتركز فكرة البحث على المرونة والاستدامة في بيئة متعددة المخاطر مثل تقلبات درجات الحرارة والأشعة الكونية المجرية وتأثيرات النيازك والمجسمات الشمسية وكيفية تطويع التكنولوجيا في مواجهة هذه التحديات.
واستند البحث إلى الاكتشاف الأخير لبعثة وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” التي رسمت خريطة لدقة جاذبية القمر، وتوصلت إلى وجود شبكة من الأنابيب الجوفية الكبيرة الفارغة في تدفقات الحمم القمرية يبلغ طول كل منها عشرات الكيلومترات ويوفر اكتشاف هذه الأنابيب فرصة لحماية لسكان الأرض من التغيرات في درجات الحرارة والإشعاع وتأثيرات النيازك.
أما المشروع الثاني فجاء بعنوان “الفطر في كوكب المريخ: نظام فرعي لدعم الحياة البشرية” وقدمته جامعة روتجرز في ولاية نيوجيرسي الأميركية، وتتمثل فكرته في تطوير نظام دعم للحياة البيولوجية المتكاملة في كوكب المريخ.
أما البحث الثالث فتناول موضوع “المياه الرمادية القائمة على أنظمة الايروبونيك”، وقدمه فريق من جامعة وروكلاو للعلوم والتكنولوجيا في بولندا، ويهدف إلى التحقق من إمكانية استخدام المياه الرمادية بشكل مباشر لري وزراعة النباتات خارج كوكب الأرض.
أما البحث الرابع بعنوان “احتراق المواد الكيميائية الأصلية لكوكب المريخ للتنقل الكوكبي” فقدمته جامعة ليفربول في المملكة المتحدة وتتمثل فكرته في استخدام جزيئات المغنيسيوم المعدنية داخل غرفة مليئة بهواء ثاني أكسيد الكربون في بيئة مخبرية تحاكي الضغط الجوي لكوكب المريخ وإضاءة جسيم واحد فقط وحساب الوقت اللازم لاحتراق جميع الجسيمات وتأثر المجسمات المشتعلة بالمجسمات المجاورة “التي لم تشتعل بعد” وتسجيل العوامل التي تسهم في عملية الاحتراق بناء على نسبة الوقود ودرجة الحرارة الإشعاعية والتبريد وغيرها من العوامل.
وتناولت الفكرة البحثية الخامسة موضوع “مواقع الإنزال البشرية للمريخ: الموارد السلامة وعودة العلوم” وقدمها فريق من المعهد الوطني للفيزياء الفلكية، المرصد الفلكي في بادوفا بإيطاليا، وقد نتج عن هذا البحث اقتراح مطور قدمته جامعة كارولينا الجنوبية حول “أول خلية شمسية بيونيك تنتج موارد دعم الحياة البشرية باستخدام ثاني أكسيد الكربون وأشعة الشمس”.
وتبنى “تحدي محمد بن راشد لاستيطان الفضاء” آلية تقييم مبتكرة تمثلت في تقييم فرق العمل المشاركة أعمال بعضها البعض، وتم اجراء تقييم الأبحاث على مرحلتين، وطلب في المرحلة الأولى من المشاركين مراجعة ثلاثة مقترحات وتمت الموافقة مباشرة على تمويل المشاركات الحاصلة على أفضل تقييم.
جدير بالذكر أن التحدي أطلق ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات في فبراير 2018 وضمت قائمة الجامعات والمؤسسات الأكاديمية المتقدمة للتحدي جامعات عالمية مرموقة مثل كامبردج وأوكسفورد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا “أم.آي.تي بوسطن”، إضافة إلى مشاركة كبيرة من المؤسسات الأكاديمية في دولة الإمارات.