كشَفت شخصية سياسية رفيعة لـ”الجمهورية” أنّ مجموعة مِن العقبات ما زالت ماثلةً في طريق التأليف، وهي التي قد تجعل من مهمّة الرئيس المكلّف عندما يبدأ بها شديدةَ الصعوبة، حيث تتوزّع هذه العقبات كما يلي:
عقبة تمثيلِ “القوات اللبنانية”، ومطالبتها بسِتّ وزارات ومنصبِ نائب رئيس الحكومة. وكان اللافت في الساعات الماضية بلوغ العلاقة بين القوات والتيار الوطني حداً كبيراً من عدم الانسجام، خصوصاً في ما خصَّ التمثيل في الحكومة. وبَرز في هذا السياق قولُ رئيس حزب القوات سمير جعجع «لا أحد قادر على إحراجنا لإخراجنا من الحكومة»، مشدّداً على أنّ «القوات لن تقبل بالحصول على أقلّ من حجمها الذي أفرَزته الانتخابات في الحكومة العتيدة».
عقبةُ تمثيلِ التيار الوطني الحر، ومطالبتُه بالحصّة المسيحية شِبهِ الكاملة في الحكومة الجديدة.
عقبة الحصّة الرئاسية، التي تبدو وحدها التي حسِمت حتى الآن، على اعتبارها أنّها كما يصفها التيار الوطني الحر «حصّة ميثاقية تعويضية عن الصلاحيات الرئاسية التي انتزَعها اتّفاق الطائف.
عقبة التمثيل الدرزي التي تبدو محسومةً للحزب التقدّمي الاشتراكي باعتباره يملك كلّ التمثيل الدرزي تقريباً في مجلس النواب باستحواذِه على 7 من أصل 8 نوّاب دروز في المجلس. إلّا أنّ هذه العقبة ما زالت قيد التجاذب الشديد على المستوى الدرزي وكذلك بين الحزب الاشتراكي وبين حلفاء جُدد للتيار الوطني الحر.
عقبة التمثيل السنّي، وكيفية اختيار أسماء الوزراء قبل الحقائب، وهل سيقتصر التمثيل على سنّة تيار المستقبل أم أنّه سيَشمل سنّةً من خارج التيار وتحديداً من قبَل النواب السنّة الذين فازوا في الانتخابات وغالبيتُهم من سنّة 8 آذار؟
في السياق، كشف نائب من كتلة “الثنائي الشيعي” عن مشروع حل للعقدة الدرزية في الحكومة المقبلة، يقضي بتوزير أرثوذكسي هو النائب السابق مروان أبو فاضل من الحزب الديموقراطي اللبناني الذي يرأسه النائب طلال أرسلان، ولكن من حصة رئيس الجمهورية، ويعهد إليه في الوقت نفسه بمنصب نائب رئيس الحكومة.
الى ذلك، تتحدث معلومات عن عقدة أرمنية في تشكيل الحكومة المقبلة. ففي حين سيكون المقعد الأول من حصة حزب “الطاشناق”، لايزال المقعد الثاني موضع تجاذب حول هوية الجهة المخولة تسميته. إذ تفيد المعلومات أن الرئيس سعد الحريري يطالب بأن يتولى بنفسه تسمية الوزير الأرمني الثاني أسوة بالحكومة الحالية.
وفي هذا الإطار، أكدت مصادر حزب “الطاشناق” أن البحث لم يصل الى النقطة المتصلة بالوزير الأرمني الثاني، كون “الطاشناق” هو الحزب الأرمني الوحيد الممثل في مجلس النواب عبر 3 نواب، فيما البقية يتوزعون على أكثر من جهة سياسية.
وشرط “الطاشناق” الوحيد هو الإلتزام بتمثيل أرمني أرثوذكسي في المقعدين، وبالتالي رفض الطرح الذي يقضي بتجيير المقعد الثاني للأقليات.