أعرب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عن تفاؤله المستمر بالوصول لفريق عمل حكومي يضع مصلحة البلد قبل المصالح الخاصة والمصالح الحزبية، معتبرا أن التحديات الاقتصادية التي أمامنا، ومخاطر الاشتباك الإقليمي، وأعباء النزوح السوري، لا تعطي أحدا منا حقوقا في تضييع الوقت، وممارسة الترف السياسي، وعرض العضلات.
وقال: “إن تأليف الحكومة مسؤولية مباشرة علي وعلى فخامة الرئيس ميشال عون، والقوى السياسية معنية بتقديم اقتراحاتها وتسهيل مهمة التأليف، والوصول لصيغة وفاق وطني، قادرة على تحقيق الإصلاحات الإدارية، ومكافحة كل وجوه الهدر والفساد، وتوجيه رسالة لكل الأشقاء والأصدقاء بالعالم، أن لبنان يستحق الدعم”.
كلام الرئيس الحريري جاء خلال رعايته غروب اليوم حفل الإفطار الرمضاني الذي أقامه تيار “المستقبل” على شرف قطاع المهن الحرة بالتيار، في مركز سي سايد بحضور الوزيرين غطاس خوري وجمال الجراح.
وقال الرئيس الحريري:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل رمضان وأنتم بخير…
قبل أن يكون لتيار المستقبل حزب، كان للتيار مهن حرة، كما كانت هناك جمعية بيروت للتنمية، ومؤسسة الحريري، وجمعية الخريجين، وكشافة المستقبل، ومكاتب الخدمات الاجتماعية، وفرق عمل جامعية وشبابية ونسائية ورياضية، في كل لبنان. وقبل أن يكون في تيار المستقبل حزب، كان هناك شباب وشابات من كل الطوائف والمناطق، أحبوا رفيق الحريري، وآمنوا بمشروعه، وأقاموا معه ورشة للإعمار، نقلت البلد من الخراب للعمران، ومن الفوضى للنظام، ومن الحرب للحوار.
المهن الحرة تعني نخبة الشباب والشابات في تيار المستقبل. نخبة أبناء وخريجي رفيق الحريري في كل النقابات ومجالات العمل. والمهن الحرة تعني القوة التي تجعل من تيار المستقبل أن يكون بالفعل والقول، أهم تيار سياسي عابر للطوائف في زمن اجتاحت فيه الطوائف كل الأحزاب والتيارات، وصارت الممارسة الطائفية عنوانا للحياة السياسية في لبنان.
رفيق الحريري، أسس لوقف الحرب الأهلية في لبنان، وأطلق أكبر مشروع إعماري في المنطقة العربية. ورسالة تيار المستقبل اليوم، كيف نحمي لبنان من حروب المنطقة ونعمل على أهم مشروع من عشرين سنة، للنهوض الاقتصادي والاجتماعي في البلد. وحتى نحمي البلد، يجب أن نحمي تيار المستقبل، ويجب أن تكونوا أنتم، في الخط الأول لحماية التيار، كما أن للتيار مسؤولية أن يكون في الصف الأول، لمنع سقوط لبنان في حرائق المنطقة.
لقد كشفت الانتخابات للجميع وجوه الخلل والضعف في التنظيم، ووضعتنا أمام مراجعة للمرحلة الماضية. المشكلة لم تكن في نتائج الانتخابات، بل كانت في إدارة الانتخابات، وغياب مجموعات أساسية من التيار عن هذه الإدارة.
وفي هذا المجال، يجب أن أقول أمامكم أنني أنا أول المسؤولين، لأن ما قمت به آخر شهر قبل الانتخابات، كان يجب أن أقوم به قبل سنة وسنتين. والماكينة التي بدأت بالعمل قبل ثلاثة أشهر، كان يجب أن تبدأ قبل سنة. والمحاسبة التي قمنا بها قبل أسبوعين كان يجب أن نعرف أسبابها قبل شهرين وثلاثة من الانتخابات.
المهم اليوم، أن التيار ما زال في منطقة الأمان، وجمهور التيار في كل لبنان، كان قمة بالوفاء، تجعلني أقول أن نتائج الالتفاف الشعبي حول تيار المستقبل كانت أفضل من نتائج الانتخابات. وهذا أساس في رصيد تيار المستقبل، رغم كل الصعوبات والمشاكل التي واجهته.
رهاني كبير عليكم، على كل النخب في تيار المستقبل، لانطلاقة جديدة ولعمل تنظيمي جديد. هذا الأمر يعطيني قوة وثقة، لإنجاز تشكيل الحكومة، وتذليل أي مصاعب في طريق التأليف.
في هذا الموضوع، تفاؤلي مستمر بالوصول لفريق عمل حكومي يضع مصلحة البلد قبل المصالح الخاصة والمصالح الحزبية. التحديات الاقتصادية التي أمامنا، ومخاطر الاشتباك الإقليمي، وأعباء النزوح السوري، لا تعطي أحدا منا حقوقا في تضييع الوقت، وممارسة الترف السياسي، وعرض العضلات.
تأليف الحكومة مسؤولية مباشرة علي وعلى فخامة الرئيس ميشال عون، والقوى السياسية معنية بتقديم اقتراحاتها وتسهيل مهمة التأليف، والوصول لصيغة وفاق وطني، قادرة على تحقيق الإصلاحات الإدارية، ومكافحة كل وجوه الهدر والفساد، وتوجيه رسالة لكل الأشقاء والأصدقاء بالعالم، أن لبنان يستحق الدعم.
اللبناني لا يريد كلاما وشعارات، اللبناني يريد عملا، ويريد أن يرى بعينيه، أن الدولة مسؤولة عن أمنه وكرامته وخدماته. الامور التي اعتدنا ان نقوم بها بشهرين أو ثلاثة، نستطيع أن نقوم به بأسبوع وأسبوعين.
الكلام عن الحصص، بالشكل الذي نسمعه، آخر هم لدى الناس، لأنه في النهاية كلنا، أحزابا وقيادات وطوائف، كلنا في حصة البلد، وعملنا أن نخدم المواطن والدولة، ولا أن نكون عبئا على المواطن والدولة.
ندعو الله أن يقدم كل خير… وكل عام وأنتم بخير وبلدنا بخير.
وكان الرئيس الحريري قد استقبل في “بيت الوسط” القاضي أنطوان عيسى الخوري.