قبل انهيارها بنحو 100 عام، عرفت امبراطورية الأزتيك والتي امتدت على مناطق واسعة من المكسيك تغييرات هامة جعلت منها تدريجيا واحدة من أكثر الإمبراطوريات دموية خلال القرن الخامس عشر.
أثناء تلك الفترة أقدم تلاكايليل وهو ابن إمبراطور الأزتيك، في حدود سنة 1428 على رفع منزلة إله الحرب ويتزيلوبوتشتلي، وجعل منه أبرز آلهة لدى حضارة الأزتيك، لتشهد الإمبراطورية إثر ذلك تحولا جذريا، حيث أصبحت القرابين البشرية أهم ركائز مجتمع الأزتيك ما تسبب في إرسال مئات الآلاف نحو الموت.
وتطلب إرضاء إله الحرب ويتزيلوبوتشتلي عددا هائلا من القرابين البشرية التي كانت تقدم بشكل منتظم بالمعابد المنتشرة في مختلف المدن، ومن أجل تلبية هذا العدد المتزايد من الأضاحي البشرية لم يتردد الأزتيك في شن حروب مدمرة سعيا منه للحصول لاغتنام أسرى يكونون وقود العمليات المقدسة التي كانت تقام على شرف إله الحرب ويتزيلوبوتشتلي.
ومثلت مدينة تلاكسكالا وضواحيها أبرز أهداف إمبراطورية الأزتيك، حيث شنّ تينوتشتيتلان (عاصمة الأزتيك) عمليات عسكرية عديدة على هذه المناطق منذ إقرار تغييرات تلاكايليل.
أما أسرى الحرب والمجرمون، فلم يتردد العديد من الأزتيك في ترشيح أنفسهم لهذه المهمة المقدسة ليقدموا لاحقا كقرابين فبالنسبة لهؤلاء مثّل الموت لأجل الآلهة شرفا كبيرا.
ولم تستثنِ عمليات تقديم القرابين البشرية الأطفال، فخلال تلك الفترة عمدت العديد من العائلات إلى بيع أبنائها كعبيد مقابل كميات كبيرة من الذرة، وفي حال كان الطفل غير ملائم للعمل فسيتم بيعه مرة ثانية.
وحسب قوانين الأزتيك، يقدم العبيد ضمن القرابين البشرية في حال بيعهم أكثر من مرة.
وفي سنة 1487، أنهى الأزتيك بناء المعبد الكبير Templo Mayor، بعاصمتهم تينوتشتيتلان حيث استمر العمل على هذا المكان المقدس سنوات عديدة.
وعمد الأزتيك للاحتفال بنهاية الأشغال وتدشين المعبد الكبير، إلى إقامة حفل ديني استمر لأربعة أيام تم خلاله تقديم أكثر من 80 ألف شخص كقربان بشرية للآلهة.
وعلى مدار هذه الأيام الأربعة، تكفّل الرهبان بمهمة إراقة الدماء البشرية والتي كانت تلقب حينها بالماء المقدس.
وبحسب عدد من المؤرخين، يعزى السبب الرئيسي في ارتفاع عدد القرابين البشرية خلال تلك الفترة إلى مجاعة سنة 1450 والتي عصفت بالمنطقة، ونسبة لمعتقدات الأزتيك تسبب تراجع كمية الدماء البشرية المقدمة للآلهة في إغضابها، إثر ذلك قررت الأخيرة معاقبة سكان الإمبراطورية بمجاعة قاسية حصدت عشرات الآلاف من الأرواح.
جاء ذكر هذا العدد المرتفع من القرابين البشرية خلال عملية تدشين المعبد الكبير سنة 1487 من قبل الرهبان الأزتيك الذين تفاخروا بذلك.
فيما يشكك العديد من المؤرخين المعاصرين بحقيقة عدد الأضاحي البشرية مرجحين أن يقارب العدد الحقيقي 20 ألفا.
إلى ذلك، قدّم عالم الأنثروبولوجيا الأميركي مايكل هارنر سنة 1977 من خلال كتاباته بعنوان ‘ The Enigma of Aztec Sacrifice ‘ أرقاما مرعبة.
وبحسب ما أكده هارنر عمد الأزتيك خلال النصف الثاني من القرن الخامس عشر، وبعد انتهاء المجاعة إلى تقديم ما يقارب 250 ألف قربان بشري سنويا. وحسب بعض الإحصائيات يقدم طفل من كل 5 أطفال كقربان للآلهة.
(العربية.نت)