من المنتظر أن تدير عودة الرئيس المكلف سعد الحريري محركات تأليف الحكومة، وأن تفتح البلد اعتبارا من اليوم، على مشاورات مكثفة في اكثر من اتجاه.
وكان الحريري قد رعى مساء الأحد حفل الإفطار المركزي الذي أقامه ‘تيار المستقبل” لأهالي بيروت ، بحضور الرئيسين تمام سلام وفؤاد السنيورة وعدد من الوزراء والنواب ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وسفراء عرب وحشد من أبناء العاصمة وفعالياتها.
وألقى الرئيس الحريري بالمناسبة الكلمة الآتية: رمضان كريم. وكل عام وبيروت واهل بيروت بألف خير.
مصادفة شهر رمضان المبارك بعد الانتخابات مباشرة، أمر مفيد للبلد. على الأقل لجهة التخفيف من حدة الخطاب السياسي ليس كثيرا لكنه يخف تدريجيا ومطالبة الجميع، التزام التهدئة والصوم عن التصعيد.
الانتخابات باتت وراءنا، وأنتم، أهل بيروت، الضمانة الدائمة لتبقى بيروت منارة العروبة والاعتدال والاستقرار. المهم، أن ندرك أن دور بيروت، وهوية بيروت، ومطالب بيروت، أمانة لدينا جميعاً، وكلنا مع كتلة نواب المستقبل، واجبنا أن نحمي هذه الأمانة.
والمهم أيضا أن تكون الانتخابات فرصة جدية لورشة عمل حكومية وتشريعية، تحدث نقلة نوعية بالأداء السياسي، وتعيد الثقة بدور الدولة والمؤسسات.
وأول خطوة صحيحة مطلوبة في هذا المجال، هي الإسراع بتشكيل الحكومة، والتوافق على فريق حكومي قادر أن يتحمل مسؤولية مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والوطنية.
كل اللبنانيين عيونهم علينا، على الحكومة وعلى مجلس النواب. في السنة ونصف السنة الماضيتين، نقلنا البلد من حالة عدم الاستقرار لحالة الاستقرار. الناس يريدون أن يشعروا بالأمان، لأنهم يرون ما يحصل في دول أخرى. والناس يريدون الخدمات، لأنه من المعيب على الدولة أن تقصر في تأمين الكهرباء والمياه والتعليم والطبابة في هذا الزمن.
كلنا نرى على بعد أمتار من هنا، كيف أنه حين يعطى الناس فرصة للفرح، يصبح قلب بيروت ينبض بفرح الناس. بدون استقرار ليس هناك اقتصاد ولا ضمانات ولا أسواق تعمل ولا أناس يشعرون بالاطمئنان.
عصب الحياة في البلد هو الاستقرار، وضمانة الاستقرار في قوة الدولة، وقوة الدولة هي بثقة العالم بها.
العالم ينتظر من لبنان إجراءات واضحة ليتمكن من أن يساعدنا. العالم ينتظر منا إصلاحات جدية لمصلحتنا نحن وليس لمصلحة أي أحد آخر، وقرارات جريئة بوقف الهدر، ومشروعا واضحا بأن يكون القانون فوق الجميع وأكبر من الجميع.
ليس هناك من خيار أمامنا سوى أن نسير بهذه الإصلاحات. البعض يراها خيارات موجعة، وانا أراها خيارات لا بد منها، لأن وجع ساعة أهون على البلد والناس من وجع كل ساعة.
أملي كبير أن تأخذ المشاورات حول الحكومة بعين الاعتبار هذه المواضيع، وحاجة البلد للإسراع بالتشكيل. الناس لا يكترثون لوزير بالزائد أو وزير بالناقص، فقد ملّوا. الناس تهمهم هيبة الدولة والاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
الناس يريدون فريق عمل للعمل وليس للنقار السياسي، وانا سائر على خط الناس، سائر على خطوط الوفاء الذي رأيناه في بيروت وكل لبنان.
أملنا كبير بأن الأيام المقبلة ستكون أفضل، كل عام وأنتم جميعاً بخير.