برعاية الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري وحضوره، أقامت جمعية “كشافة لبنان المستقبل”، إفطارها السنوي، في الكراون بلازا، في حضور الشيخ مروان كصك ممثلاً مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس “تيار المستقبل” النقيب سمير ضومط، عدد من مستشاري الرئيس سعد الحريري وأعضاء من الأمانة العامة والمكتبين السياسي والتنفيذي، رئيس اتحاد كشاف لبنان القائد يوسف خداج والهيئة الادارية، وحشد من “كشافة لبنان المستقبل”.
كبريت
بعد تقديم من القائد اسماعيل بعاصيري، ألقى المفوض العام لـ”كشافة لبنان المستقبل” القائد جلال كبريت كلمة قال فيها :”يوم بعد يوم، نرى كم أن مجتمعنا بحاجة للحركة الكشفية. هذه الحركة كلها بركة لحماية المجتمع من حالات الشواذ، التي ازدادت مؤخراً، والتي تفرض علينا تحدياً كبيراً لمواجهتها، باللحم الحي، وبإمكانياتنا الكشفية المتواضعة، في غياب الدولة وأجهزتها المعنية”.
وإذ بارك بانتخاب رئيس و اعضاء هيئه ادارية جديدة لاتحاد كشاف لبنان، نوه كبريت بجهود السيدة بهية الحريري على رأس جمعية “كشافة لبنان المستقبل” قائلاً :”معها، لم نتعب يوماً من التعب، ولن نتعب، فـ”الكشاف دوماً مستعد” ليس مجرد شعار، بل هو بالنسبة لنا فعل إيمان بمسيرة نكملها من أصغر شبل لأكبر قائد، من أجل الرمز الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولبنان، و”تيار المستقبل””. وأضاف :”اللقاء اليوم هو مناسبة لنفول أن رايتنا ستبقى مرفوعة بالعالي، وأن شعلتنا لن تنطفىء، وأن المستقبل و”تيار المستقبل” سيبقون بوصلتنا، وأن كتاب رفيق الحريري سيكون كتابنا الذي سنكتب فيه صفحات جديدة كلها حياة واعتدال ومثابرة على الإنجاز”.
وختم متوجهاً إلى أحمد الحريري بالقول :”بعد الذي رأيناه معك في فترة الانتخابات وما قبلها، لا نستطيع إلا أن نقول أنك “الكشاف الأول” في ـ”تيار المستقبل” الذي كان “يخيم” في كل منطقة، ويعيش مع ناسها، ويرى كيف باستطاعته أن يكون معهم وإلى جانبهم”.
أحمد الحريري
ثم تحدث الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري مخاطباً الكشافة :”واجهنا الكثير في السنوات الماضية، لكننا ما زلنا هنا، ورأسنا مرفوع، وشوكة في عيون وقلوب كل من حاول أن يلغينا، كي يلغي مسيرة رفيق الحريري”.
وشدد على “أن “تيار المستقبل” قوي بناسه الذين أعطوا دروساً في الوفاء في زمن لم يعد فيه وفاء، وكانوا مدعاةً للفخر في زمن ساد فيه الغدر. ناسنا هم “الرقم الصعب” الذين أبقوا “تيار المستقبل” “الرقم الصعب” في انتخابات خضناها باللحم الحي، وحققنا فيها أكبر كتلة نيابية صافية بمجلس النواب”.
وتابع :”صحيح، ما قاله الرئيس سعد الحريري، الانتخابات أخذت من حصتنا لكنها لم تأخذ من قوتنا، لكن في المقابل، لا نريد أن نختبىء خلف اصبعنا، نريد أن نضع اصبعنا على الجرح، ونقول هنا قصرنا، هنا اخطأنا، هنا كان باستطاعتنا القيام بعمل أفضل. لذا، لا نريد أن نكذب على أنفسنا، ولا نريد أن نجلد أنفسنا حتى، جل ما نريده أن نحمي “تيار المستقبل” مع كل الناس التي تريده أن يبقى علامة فارقة في العمل السياسي في لبنان، وزهرة للاعتدال في هذا الشرق الذي يغلي بنار التطرف “.
واوضح أحمد الحريري أن “القرارات التنظيمية التي صدرت في ما يخص المنسقيات والماكينة الانتخابية لم تسقط من المريخ، ولم تكن وليدة لحظتها، بل كانت قرارات مبنية على خلاصات من مرحلة ما قبل الانتخابات، أساسها النقد الذاتي والقراءة المتأنية للأداء، وصولاً إلى نتائج الانتخابات”، مشيراً إلى أن “هذه القرارات لم تأتِ لتنال من كرامة أحد، أتت لتحفظ كرامة “تيار المستقبل، ولم تأتِ لتصيب أحداً، أتت لتصيب تحصين “تيار المستقبل” وتحسين أداءه بالمرحلة المقبلة “، مشدداً على أن “كرامة الجميع في “تيار المستقبل” هي من كرامة “تيار المستقبل”، وكرامة “تيار المستقبل” خط أحمر”.
وقال :” إذا كان “تيار المستقبل” غير قابل للكسر، مثلما قال الرئيس سعد الحريري، فثقة الناس بـ”تيار المستقبل” لا يجب أن تكون قابلة للكسر أيضاً، لأنه عندما تنكسر ثقة الناس بـ”تيار المستقبل”، يعني أن قوتنا انكسرت، وقوتنا ممنوع تنكسر، وكما كان يقول الرئيس الشهيد رفيق الحريري :”ما حدا أكبر من بلده”، سنقول جميعاً أن لا أحد في “تيار المستقبل” أكبر من “تيار المستقبل” ونقطة على السطر”.
وأضاف متوجهاً للكشافة: “طبعاً تسمعون الكثير من القيل والقال عن قيادات وكوادر، كل هذا الكلام تضليل وافتراءات، ومردود لأصحابه ولا يعنينا. لا تصدقوا شيئاً، صدقوا ما يقوله لكم دولة الرئيس سعد الحريري، وابقوا قلوبكم وعقولكم معه، لأن قلبه وعقله معكم، ومستعد لأن يقدم كل غالي من أجلكم، وهو الذي قدم اغلى ما عنده وعنا، الرئيس الشهيد رفيق الحريري “.
وأشار إلى أن “اللجان المؤقتة في بيروت والبقاع الغربي وراشيا والبقاع الأوسط هي لجان تشكلت من جمهور “تيار المستقبل” وأصدقائه لدراسة أوضاعنا في هذه المناطق، وتقديم الاقتراحات خلال فترة زمنية محددة، وليست بديلاً عن المنسقيات التي سيعاد تشكيلها لاحقاً بما يعالج الخلل الذي كان موجوداً. يعني، بكلام آخر مستوحى من المشهد اللبناني ، في ـ”تيار المستقبل” هناك تنظيم، وهناك جمهور واسع وأصدقاء من خارج التنظيم، وهؤلاء هم المجتمع الذي لديه ملاحظات على أداء التيار واقتراحات لتحسين الأداء لا بد من أخذها بعين الاعتبار”.
وشدد أحمد الحريري على أن “ما نشهده هو انصهار بين “تيار المستقبل” ومجتمعه ، وهذا الانصهار أكثر من ضروري للتأكيد للجميع أن “تيار المستقبل” لكل الناس، وليس لفئة من الناس، وأكثر من ضروري لتعزيز الثقة بين التيار وناسه، وتحصين هذه الثقة بحيث لا تكون قابلة للكسر أبداً”.
وتطرق إلى مسار تأليف الحكومة، وقال :”نأمل بتشكيل سريع لحكومة وفاق وطني تشبه بلد اللا غالب ولا مغلوب، في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها البلد، داخلياً واقليمياً”، مشيراً إلى أن “الثقة بالرئيس الحريري، هي ثقة بدوره الوطني كضمانة للمستقبل وعنوان للاستقرار، وهي ثقة بالثوابت التي بمثلها، ولا يساوم عليها، وأساسها اتفاق الطائف والدستور والنظام الديموقراطي وهوية لبنان العربية والنأي بالنفس وأفضل العلاقات مع الأشقاء العرب”.
وشدد على “الثقة بالرئيس الحريري ومرجعيته في تشكيل الحكومة، وبحرصه على الثوابت والتصدي لأي محاولة لفرض أعراف أو معادلات خارجة عن المنطق الوطني وأحكام الدستور “، مؤكداً أنه “لن يشكل حكومة إلا على أساس التوازنات الوطنية والتفاهمات التي تحمي الاستقرار، وتعلي راية الدولة والمؤسسات فوق أي راية ثانية، وتجهض منطق الغلبة أو الاستكبار أو الاستئثار، وتخلق دينامية اقتصادية تعيد زهرة البلد الطبقة الوسطى الى الحياة”