رأى مسؤول خليجي في حديث إلى«الحياة» أن نتائج الانتخابات في لبنان مثلت تراجعاً كبيراً لمصلحة «حزب الله» الذي عزز وجوده في البلد في أخطر موقع من خلال تعزيز حضوره في مؤسسات الدولة اللبنانية.
وقال المسؤول الخليجي إن على دول الخليج أن تتعامل مع لبنان بالمنطق نفسه لتعاملها مع العراق، إذ «نتعامل مع جميع الأطياف وليس على أساس طائفي، فليس جميع الشيعة مؤيدين لإيران». وأضاف: «دول الخليج يجب أن تتخلص من الخطاب الطائفي مع لبنان كما مع العراق، من خلال تعزيز التوجه العربي الذي يحتاج وقتاً ونتائج الانتخابات اللبنانية كانت معلومة مسبقاً. فالجميع عرف أنه مع قبول رئيس الوزراء سعد الحريري التسوية وقانون الانتخاب كان متوقعاً أن تكون هذه النتيجة وهذا ما حصل».
وأوضح أنه «تبقى بعض العلامات المشجعة منها النتيجة الإيجابية التي حققها حزب القوات اللبنانية لأنها تشير إلى رفض مسيحي للتحالف الكبير بين كتلة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحزب الله وهذا يجب البناء عليه. لكن في ظل تصنيف حزب الله من الولايات المتحدة ودول الخليج إرهابياً والعقوبات ضد إيران، ومع فوز الحزب وحلفائه في الانتخابات، كل ذلك يسبب ظروفاً صعبة جداً للبنان. والعقلاء والحكماء فيه يفترض أن يركزوا على سياسة النأي بالنفس والابتعاد عن الأزمات الأقليمية».
ورأى المسؤول الخليجي أن «ردود فعل الحريري بمحاولة إصلاح البيت الداخلي هي ردود فعل طبيعية لخسارته ٣٠ في المئة من المقاعد في البرلمان وكان يجب ان يستمع إلى أصوات العقل التي نبهت من قانون الانتخاب كي لا يصل في هذه الانتخابات إلى هذا الموقع الضعيف».
وتابع: «لا بد من أن تبقى دول الخليج متابعة للوضع وتتواصل مع لبنان لمحاولة التأثير، ويجب أن يكون ذلك على أساس غير طائفي، بل مع كل الفئات التي ترى أهمية الدولة والتي تعتبر أن موقع لبنان ليس أن يكون منصة إيرانية. لبنان يجب ان يكون مستقلاً. ومن البداية كان خطأ أن يتسلم الحريري هذا المنصب في مثل هذه الظروف، مع أنه جرى تسويق الموضوع على أنه لم يكن هناك من خيارات إلا الحريري والأمل كان ضئيلاً بأن نتائجه ستكون افضل وظهرت غير ذلك».
وأشار إلى أن «العتب لدى الدول الخليجية تجاهه موجود، لكن هذا لا يعني عدم التواصل، مع أن الثقة بقدرته على اتخاذ القرار الحكيم تأثرت بالنتائج. وكل النصائح له كانت حتى من العقلاء القريبين منه بعدم قبول قانون الانتخاب.»
واعتبر المسؤول الخليجي أن لبنان بلد معقد ومبني على طوائف وزعامات. فمن المهم جداً ان يتم التشديد على سياسة النأي بالنفس من مختلف القوى في لبنان. وهناك استحقاقات مقبلة تتعلق بإيران فماذا سيكون دور لبنان. هل يكون في المعسكر الإيراني ضد الأميريكيين؟ هناك فترة مقبلة صعبة جداً تتطلب الحكمة وأيضاً تعزيز المؤسسات». وقال المسؤول إن السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على التوجه نفسه حول الوضع في لبنان. ورأى أن في لبنان العديد من الأصوات، سواء من السنة أم الدروز أم المسيحيين وحتى بعض الشيعة الذين يرون أهمية مؤسسات الدولة وعدم التدخل بالشوؤن العربية لأن ذلك يضر بلبنان ويجب تكثيف التواصل مع هؤلاء وهذا يجب أن يكون دور الدول الخليجية الصديقة في الفترة المقبلة.
(الحياة)