قد يكون اختار أن ينهي حياته، طالب الطب الأردني في سنته الرابعة عبدالله كشورة ابن الـ22 عاما. وقد تكون الأسباب أقسى من ضحكته البريئة المهيمنة على معظم صوره الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد لا تكون موجبة لأن يقدم على تناول كمية كبيرة من الأدوية في حمام غرفته لولا أن في خاتمة حكايته سطراً لا زال مفقوداً. ويبقى الثابت في رحيله مقعده الشاغر منذ اليوم بين طلاب الطب في مجمع الحدث في الجامعة اللبنانية، غرفته التي ستبقى مظلمة كثيراً، وحرقة قلب أم تنتظر عودة ابنها طبيباً بعدما غادرها في العام 2015، فإذا به يعود محملاً في نعش وعلامات استفهام كبرى تُطرح عن سبب الرحيل المفاجئ وتلك الورقة الوداعية التي كتبها بمزاج لا يدل على يأس أو كآبة بدلالة الوجه الضاحك الذي رسمه والملاحظة الأخيرة التي خطها عن زميله الذي أوصى بترك ممتلكاته له.
وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة لما كتبه الشاب، متوجهاً إلى والدته بالآتي: «أنا آسف يا أمي أنا بحبك لكن الحياة صعبة، راح روح وخليكي وناضلي انتي، بحبك بحبك بحبك باي»، وتوجه إلى والده باللغة الانكليزية: «وداعاً إبقَ كما أنت»، وأضاف: «للجميع أنا آسف لكن وداعاً».
وأوصى في الرسالة نفسها: «أنا عبدالله عبدالرحمن كشورة بكامل إرادتي وقواي العقلية أسلم كل ممتلكاتي لطارق عمر بيطار كي يتصرف بهم وفق وصيتي»، مرفقا الوصية بملاحظة: «إذا بتصعبولو شي للبيطار، بدي قوم من القبر ودعوسكم.. إلى اللقاء». وكان آخر ما نشره على حسابه على سناب شات «الى اللقاء» باللغة الصينية.
وقد حضرت القوى الأمنية والأدلة الجنائية والطبيب الشرعي إلى المكان، وباشروا التحقيقات لمعرفة أسباب الوفاة.
(المستقبل)