أصدرت مؤسسة “وودز هول” لعلوم المحيطات WHOI في ماساتشوستس، وهي أكبر منظمة غير ربحية مستقلة مكرسة لأبحاث المحيطات في العالم، تفاصيل جديدة حول استعادة كنوز سفينة سان خوسيه San José.
وهي سفينة تابعة للأسطول الإسباني غرقت عام 1708 بعد مواجهة سفن بريطانية في معركة بحرية ضمن ذروة حرب الوراثة الإسبانية حاملة معها ذهباً وفضة وزمرداً بقيمة حوالي 17 مليار دولار، وتم اكتشافها قبل ثلاث سنوات قبالة ساحل قرطاجنة في كولومبيا.
ووفقاً للمؤسسة، التي كانت بحاجة إلى الحصول على إذن لنشر المزيد من التفاصيل حول الاكتشاف من قبل خبراء الآثار البحرية MAC والحكومة الكولومبية، فقد اكتشفت السفينة التي تعود إلى 310 أعوام وتحمل كنزاً تقدر قيمته بما يصل إلى 17 مليار دولار على عمق 600 متر، 1968 قدماً، تحت سطح الأرض بواسطة روبوت يعمل تحت الماء يسمى Remus 6000وهو أحدث روبوت بحثي تحت الماء يتبع للمؤسسة.
يأتي هذا الروبوت على شكل طوربيد، بحيث إنه قادر على العمل ضمن أعماق تصل إلى 3.73 ميل، أي 6 كيلومترات، ويزن 1900 رطل، أي 860 كيلوغراماً، وضمن مثل هذه الأعماق فإن إشارات النظام العالمي لتحديد المواقع GPS والإشارات اللاسلكية تصبح عديمة الفائدة إلى حد كبير، وهنا يأتي دور هذا الروبوت الذي يستخدم مقاييس السرعة وأجهزة الجيروسكوب لقياس الحركة في ثلاثة اتجاهات.
وتسمح هذه القياسات للروبوت بتحديد السرعة اللازمة والمسافة الواجب قطعها، كما يستخدم أيضاً النبضات الصوتية، والتي ترتد من الأسفل لتحديد الارتفاع، وتساعد نبضات السونار المنفصلة المرسلة في تحديد اتجاه السير للروبوت من أجل تجنب العقبات، ويمكن للمشغلين على السطح توصيل الأوامر المهمة والحصول على التحديثات عبر نبضات قصيرة من الصوت، والتي تعمل مثل شفرة مورس.
ويجري بناء Remus 6000 بالاعتماد على عمود فقري من التيتانيوم، وذلك من أجل إعطاء الروبوت قدرة التحمل المطلوبة والسماح له بالعمل تحت قوة الضغط الساحقة في الأعماق، مع جسم غير قابل للتلف تقريباً ولا يمكن اختراقه حتى على عمق 6 كيلومترات، بحيث عملت المؤسسة على تصميم هذا الروبوت البحري ليكون قادراً على البحث في الأعماق بأقل تكلفة مطلوبة، إلى جانب عمله كجهاز مراقبة للبيئة البحرية.
وتعد الروبوتات البحرية Remus قابلة للتخصيص فيما يتعلق بالمهام المختلفة، حيث إنها متنوعة وقوية للغاية، مما يجعلها المفضلة لمجموعة متنوعة من المنظمات المختلفة، إذ إلى جانب قيامها بالواجبات المنتظمة في جميع أنحاء العالم، فقد تم استخدامها من قبل البحرية الأميركية فيما يخص البحث عن الألغام، كما تم استخدامها للعثور على بقايا طائرة شركة الخطوط الجوية الفرنسية Air France 447 عندما تحطمت قبالة سواحل البرازيلية.
واعتمد الجيش الكولومبي على Remus 6000 لتحديد حطام السفينة الغارقة، وتألف فريق البحث من علماء ومهندسين وخبراء دوليين من مؤسسة WHOI وخبراء الآثار البحرية والحكومة الكولومبية، حيث تم العثور على الحطام بعد بحث شبكي دقيق في منطقة كبيرة كان من المحتمل أن يتواجد ضمنها الحطام، وكان أداء الروبوت مثالياً.
العربية.نت