جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / الصيام 18 ساعة.. كلمة السر للوقاية من أمراض خطيرة
671939156
671939156

الصيام 18 ساعة.. كلمة السر للوقاية من أمراض خطيرة

إذا رغبت في خفض ضغط الدم والوقاية من الإصابة بمرض السكري والسيطرة على الشهية والرغبة في تناول الوجبات الليلية، يمكنك الصيام لمدة 18 ساعة أو أن تتناول جميع وجباتك قبل الساعة 3 عصراً، في غير أيام رمضان.

وفقاً لدراسة جديدة، نشرتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، تم اكتشاف ميزة فريدة للانقطاع في وقت مبكر عن تناول الطعام حيث ساعدت الرجال من ذوي الوزن الزائد على فقدان الوزن، وتحسين صحتهم بشكل عام.

بدأت الدراسة، التي أجرتها جامعة ألاباما في برمنغهام، اختباراً سريرياً لهذا النوع من الصيام المتقطع المعروف باسم التغذية المقيدة بالتوقيت المبكر للإنسان المعروفة اختصارا بـeTRF.

لحظة الإمساك عن تناول الطعام

وكان هدف الفريق البحثي هو تحديد السبب في تعزيز الأنظمة الغذائية، التي تعتمد على الصيام، لعملية الأيض والصحة – سواء كان ذلك بسبب استهلاك سعرات حرارية أقل أو التوقف عن تناول الطعام في وقت مبكر. وأشارت نتائج الاختبار إلى أن نقطة الإمساك عن تناول الطعام هي المفتاح السحري لهذا النظام الغذائي.

ووفقاً للباحث الرئيسي كورتني بيترسون، فمن المرجح أن الفائدة تتوقف على الالتزام باتباع نظام غذائي صيامي يضبط إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعية للأشخاص.

وتصل مستويات الكورتيزول، وهو هرمون الإجهاد، في الشخص السليم إلى قمتها حوالي الساعة الثامنة صباحاً، ما يعطينا، من الناحية النظرية، دفعة من الطاقة لإيقاظنا. ثم تنخفض هذه المستويات إلى أدنى مستوى لها في الساعة الثالثة من صباح اليوم التالي، قبل أن تعاود الارتفاع لتصل إلى ذروتها بعد 5 ساعات، أي في الساعة الثامنة صباحاً مرة أخرى.

من الناحية المثالية، سوف يتم بلوغ تلك النقطة، في الساعة الثامنة صباحاً، بالتعرض لأشعة الشمس أو صوت جرس المنبه. عندما يحدث ذلك، ستبدأ الغدد الكظرية والمخ في ضخ الأدرينالين.

قبل الظهيرة، تبدأ مستويات الكورتيزول في الانخفاض، في حين يستمر الأدرينالين (من أجل الطاقة) والسيروتونين (وهو العامل المؤثر في استقرار الحالة المزاجية) في الضخ.

أسباب للشعور بالجوع

وفي منتصف النهار، تنشط عملية التمثيل الغذائي وترتفع درجة حرارة الجسم الأساسية، ما يجعلنا جائعين ومستعدين لتناول الطعام.

وبعد الظهر، تبدأ مستويات الكورتيزول في انخفاضها المستمر، ويبطؤ الأيض ويحل التعب. وتدريجياً، يتحول السيروتونين إلى ميلاتونين، ما يؤدي إلى النعاس. وتنخفض مستويات سكر الدم لدينا، وعند الساعة 3 صباحاً، عندما نكون في منتصف نومنا، تصل مستويات الكورتيزول إلى أدنى مستوى لها على مدار 24 ساعة.

نظام eTRF الغذائي

في هذه الدراسة، أمضى 8 رجال ممن يعانون مرض السكري 5 أسابيع في نظام غذائيeTRF ، ثم تعرض 5 آخرون لنظام أكل أميركي “تقليدي”.

وفي النظام الغذائي الصيامي، تم تناول وجبة الإفطار بين 6.30 صباحاً و8.30 كل صباح، وتناولوا العشاء في موعد لا يتجاوز الساعة الثالثة عصراً، أي بعد 6 ساعات. ثم صاموا لبقية اليوم، وهي فترة بلغت حوالي 18 ساعة.

النظام الأميركي التقليدي

أما في النظام الغذائي الأميركي التقليدي، فقد تناول الآخرون وجباتهم خلال فترة 12 ساعة.

وكانوا يستهلكون بالضبط نفس الأطعمة، بنفس الكمية بالضبط من السعرات الحرارية، والكربوهيدرات، والبروتينات والدهون، والمغذيات، فيما قام الباحثون بمراقبة كافة المؤشرات والتحاليل والقياسات بعناية فائقة.

نتائج مذهلة

وكانت النتائج مذهلة، حيث أدت حمية eTRF إلى تحسين الحساسية إلى الأنسولين بشكل كبير. وقامت بحماية من خضعوا لهذا النظام من التغيرات الخطرة في مستويات السكر في الدم.

كما انخفض ضغط الدم لديهم ومستويات الإجهاد التأكسدي. ولدهشة المشاركين، فقد انخفضت بشدة الشهية لتناول الوجبات الخفيفة في المساء.

الصيام المتقطع

وتشير هذه النتائج، على وجه التحديد، إلى أن تناول الطعام في وقت مبكر من اليوم قد يكون شكلاً مفيداً بشكل خاص للصيام المتقطع.

في ضوء هذه النتائج الواعدة، تقول بيترسون إن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث حول الصيام المتقطع وتوقيت الوجبات لمعرفة كيفية تأثيره على الصحة وللتعرف على الأنماط التي يمكن إتاحتها لمعظم الناس.