ترأس رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع اجتماعا لتكتل “القوات” في معراب، حضره نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، النواب: جورج عدوان، ستريدا جعجع، أنطوان زهرا، إيلي كيروز، فادي كرم، أنطوان أبو خاطر، جوزيف المعلوف وشانت جنجنيان، النواب المنتخبون: بيار بو عاصي، إدي ابي اللمع، وهبة قاطيشا، فادي سعد، زياد حواط، شوقي الدكاش، جورج عقيص، طوني حبشي، جان تالوزيان، عماد واكيم، أنيس نصار، سيزار معلوف وجوزيف اسحق، الوزيران السابقان: جو سركيس وطوني كرم، الأمينة العامة شانتال سركيس ورئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور.
وأصدر المجتمعون بيانا على الأثر، تقدم فيه “رئيس حزب القوات بالتهنئة من اعضاء التكتل المنتخبين، متمنيا لهم ولاية نيابية مزدهرة ومكللة بالنجاحات يجسدون من خلالها تطلعات اللبنانيين، ويكونون دائما صوتهم والى جانبهم في كل شؤونهم وشجونهم”.
كما تقدم التكتل من جميع النواب المنتخبين بالتهنئة، متمنيا لهم “ولاية نيابية مزدهرة ومكللة بالنجاحات”. وأشار الى أن “المجتمعين اتفقوا على تسمية تكتلهم “تكتل الجمهورية القوية”، وعلى اعتماد النائب فادي كرم أمين سر التكتل”.
ووجه رئيس الحزب “تحية خاصة الى الرأي العام البطل في الكورة والذي أعطى الرفيق فادي كرم رقما فاق رقم نائبين من النواب الفائزين، شاكرا للرفيق النائب فادي كرم جهده وسهره ومثابرته، مؤكدا له بأن مسيرته مع القوات اللبنانية لم تبدأ مع مقعد نيابي، بل بنضال طويل على الأرض وفي أصعب الظروف، وستستمر. كما وجه التكتل شكرا خاصا لكل الذين اقترعوا لصالح القوات اللبنانية وحلفائها، فردا فردا، وعاهدهم البقاء على قدر هذه الأمانة الغالية والسعي بكل ما أوتينا من قوة لترجمة هذه الثقة الى افعال سياسية وانمائية ووطنية ملموسة. وشكر التكتل الحكومة اللبنانية ووزارة الداخلية. كما وجه شكرا خاصا للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى على توفيرها كل مستلزمات الاستقرار الأمني لإنجاح الاستحقاق النيابي”.
وأبدى التكتل أسفه “الكبير لما حصل في بلدة الشويفات منذ يومين”، مطالبا “الجيش والقوى الامنية بالحؤول دون تكرار مثل هذه الحوادث، ومنع تكرار المسيرات الاستفزازية التي حصلت في أكثر من منطقة حتى لا تكون سببا في اشتعال الفتن وحصول حوادث مماثلة”.
وأكد ان “أولوياته للمرحلة المقبلة تتمحور بشكل اساسي حول أهداف ثلاثة أساسية وهي:
1- العمل للوصول الى دولة فعلية كاملة الصلاحيات، تبسط سيادتها على كامل ترابها الوطني من دون شريك مضارب، وتعامل بالعدل والمساواة، وتحت سقف القانون، كل ابنائها من دون تفرقة او تمييز، ويرى التكتل ان الدولة الحالية منتقصة الصلاحيات ولا تطبق القوانين على ابنائها سواسية، فلا يمكن لدولة ان تتعايش مع دويلة، فيما تبقى المساكنة الحالية مؤقتة بانتظار ان تستعيد الدولة كامل مقوماتها السيادية.
من هذا المنطلق، لا يوجد في قاموسنا غير معادلة واحدة وهي “شعب ودولة وجيش”، فهذه المعادلة الماسية والذهبية في آن، واي معادلة تنتقص من حضور الدولة ودورها مهما كانت التبريرات لا مكان لها في الإعراب في قاموسنا، وعلى الحكومة ان تضع في مرحلة أولى قرار استخدام “حزب الله” لسلاحه على أولويات داخل مجلس الوزراء، على أن يكون هذا السلاح البند الأساس في جدول أعمال هيئة الحوار التي سيدعو إليها فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون.
ويؤكد التكتل في هذا المجال ايضا، التمسك بسياسة النأي بالنفس التي تشكل مصدر حماية للبنان واللبنانيين من اي مغامرات تدفع بلبنان نحو المجهول والخراب، إذ لا يحق لأي طرف ان يتلاعب بمصير لبنان واللبنانيين، والحكومة مجتمعة هي مسؤولة وحدها أمام الدستور والشعب اللبناني والتاريخ.
2- العمل الفوري على تحسين الأوضاع الحياتية والمعيشية للمواطنين، وعدم التهاون مع كل من يعمل على إبقاء الأوضاع الإقتصادية والمالية المتردية على حالها، والاستمرار في اتباع نهج الشفافية والنزاهة، والتشدد مع كل من تسول له نفسه مد يده الى المال العام والتلاعب بلقمة عيش الفقراء وذوي الدخل المحدود.
من جهة أخرى، هناك ممارسات ملتوية اعتادت على تجاوز القوانين والأصول، وهي غير مقبولة، وستتم مواجهتها من أجل تكريس ممارسة دستورية وقانونية وشفافة تختلف عن المراحل السابقة. ويعد التكتل الرأي العام بمواصلة النهج المتشدد لجهة الالتزام بالدستور والقوانين المرعية، وسيتمسك كخطوة أولى بتحويل كل المناقصات في الدولة ومن اي نوع كانت إلى إدارة المناقصات كما يقتضيه القانون وبعيدا عن الصفقات التي تعقد من تحت الطاولة ومن فوقها.
3- السعي الى الحفاظ على “تفاهم معراب” والتخلص من الشوائب التي اعترت تنفيذه حتى الآن بما يعزز الأمل والطمأنينة في المجتمع، والعمل بكل نوايا صادقة لإعادة تثبيت وتمتين اسس التفاهم وتنفيذ بنوده كما يجب”.
ويعتبر التكتل ان “المسيرة السياسية السيادية الإصلاحية الرائدة التي يقودها اليوم، ما هي سوى التتمة الموضوعية للعهد الرئاسي الذي بدأه الرئيس الشيخ بشير الجميل خلال 21 يوما من انتخابه ومنعته يد الاغتيال من متابعته تحقيقا لآمال اللبنانيين التي كانت معقودة عليه. ويؤكد التكتل ان الأمل بقيام دولة فعلية لم ولن يفارقنا يوما، وسنواصل جهودنا ونضالنا من أجل الوصول إلى هذه الدولة والانتقال إلى إدارة رشيدة خالية من اي فساد.
وأخيرا، يهدي التكتل هذا الانتصار الى ارواح شهداء المقاومة اللبنانية ويعاهدهم بأن تبقى القوات اللبنانية كما تكتل “الجمهورية القوية” والتكتل العين الساهرة على حماية السيادة والحرية والاستقلال، والسد المنيع بوجه الفساد والرشوة والزبائنية، والحناجر الصادحة بالحقيقة مهما كانت صعبة”.
جعجع
وعقب انتهائه من تلاوة البيان، رد جعجع على اسئلة الصحافيين، فأكد أن “تسمية تكتل الجمهورية القوية لم تأت ردا على تسمية تكتل لبنان القوي”، مذكرا بأن “الجمهورية القوية هو عنوان برنامجه الرئاسي عندما رشحه حزب القوات اللبنانية للانتخابات الرئاسية منذ ثلاث سنوات، وبالتالي هذه التسمية اتت استكمالا لهذا البرنامج”.
وردا على سؤال عما إذا كان يعتبر اليوم حجم “القوات” يوازي حجم “التيار الوطني الحر” شعبيا، قال جعجع: “أترك هذه المسألة للرأي العام والمحللين. أما إذا ما أردنا الإستناد إلى نتائج الإنتخابات النيابية، فبمقارنة الأصوات التفضيلية نجد أن الجواب هو نعم”.
وعن سبب ثقة الناس ب”القوات اللبنانية التي أظهرت تنظيما وحرفية في إدارة المعركة الإنتخابية”، عزا جعجع هذه الثقة إلى “إرادة الناس في نقل هذا التنظيم والحرفية إلى داخل مؤسسات الدولة”.
وختم متوجها للقواتيين، بالقول: “كان بدا وبالفعل كنتوا أدا”.