كتب طوني رزق في صحيفة “الجمهورية”: في شكّل القرار الأميركي بالانسحاب من الاتّفاق النووي الذي كان وُقّع في العام 2015 الحدث الابرز و المؤثر الاكبر في الاسواق المالية العالمية امس. اما في السوق المحلية فاستعادت بورصة بيروت بعض الانتعاش وحافظت سوق القطع على استقرارها فضلاً عن اعلان مصرف لبنان عن وضع خطة لاستبدال ديون حكومية بالليرة بسندات دولارية تنفيداً لقرارات حكومية في وقت سابق من العام الجاري بهدف تخفيض كلفة الدين.
ارتفعت اسعار النفط امس الى اعلى مستوى في ثلاثة اعوام ونصف العام بعدما انسحب الرئيس الاميركي من الاتفاق النووي مع ايران. فزادت الاسعار اكثر من 2% الى 76.73 دولاراً للبرميل.
وفي حين تبقى ايران المتضرّر الاكبر من هدا القرار، الّا انّ ذلك انسحب ايضاً على مستهلكي النفط في مختلف انحاء العالم من افراد وشركات ودول وخصوصاً تلك المستوردة للنفط. كذلك تضرّرت الشركات العالمية الكبرى التي كانت عقدت اتفاقات تجارية بمئات ملايين الدولارات مع ايران.
وتدهور سعر الريال الايراني مقابل الدولار الى 75 الف ريال للدولار مقارنة مع 65 الف قبيل القرار الاميركي، ومع 43 الف في نهاية العام الماضي. الامر الدي سوف يرفع نسبة التضخم ويضر بمستويات المعيشة.
السوق اللبنانية
ومع استمرار استقرار الليرة اللبنانية في سوق القطع المحلية على المستويات المعتادة وبالتوازي مع اتّجاه مصرف لبنان المركزي لبيع سندات دولية بمليارَي دولار خلال عام تماشياً مع قرار الحكومة في آذار الماضي لمبادلة نحو 6 مليارات دولار اميركي ضمن خطة لتعزيز الموجودات بالعملة الصعبة من ناحية وتخفيض كلفة الدين العام من جهة اخرى.
واستعادت السوق اللبنانية للاسهم امس بعض الانتعاش والارتياح. فسجّل ارتفاع 4 اسهم، و تراجُع سهمين واستقرار 4 اسهم اخرى. في حين كان الاداء سلبياً في اليوم السابق. ويبدو أنّ السوق ارتاحت الى التدابير الامنية التي اعادت الى شوارع العاصمة اللبنانية الامن والاستقرار، ومن إبداء الجميع حرصهم على ابقاء الاجواء هادئة في البلاد. اما الاسهم المرتفعة فكانت اسهم سوليدير التي ارتفعت الى 8.50 دولارات واسهم شركة هولسيم الى 14.99 دولاراً.
وتفاوت أداء اسهم بنك بلوم. واستقرّت اسهم بنك بيبلوس. وبلغ حجم التداولات 173,113 سهماً قيمتها الاجمالية 1.36 مليون دولار. وارتفعت قيمة البورصة 0.05% الى 11.246 مليار دولار.
اسواق الصرف العالمية
مع تزايد عدد المستثمرين المراهنين على صعود الدولار بسبب أسعار الفائدة الأعلى نسبياً نزل اليورو إلى مستوى جديد هو الأدنى منذ بداية 2018، بينما وجدت العملة الأميركية دعماً أيضا في انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي العالمي مع إيران.
وبينما كان هناك حديث عن سعي المستثمرين وراء الملاذات الآمنة قبل إعلان الرئيس الأميركي، لم يسجّل الفرنك السويسري تحرّكاً يُذكر أمام اليورو بينما انخفض الين الياباني لأدنى مستوى في أسبوع مع ارتفاع الدولار النصف بالمئة.
ويقول بعض المحللين إنّ موجة صعود الدولار المستمرة منذ ثلاثة أسابيع، والتي عوّض فيها أداءه الضعيف على مدى شهور، لم تظهر بوادر تذكر على الانحسار. وانخفض اليورو 0.3% أمام العملة الأميركية إلى 1.1828 دولار، لتصل خسائره منذ بداية العام إلى 1.4%
وفقدت العملة الأوروبية الموحّدة بالفعل 2% من قيمتها في أيار في الوقت الذي هرع فيه المستثمرون المراهنون على انخفاض الدولار إلى تغطية مراكزهم، ما ساهم في دفع العملة الأميركية للصعود.
وزاد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة عملات، بنسبة 0.3% إلى 93.377 مسجّلاً أعلى مستوياته منذ أواخر كانون الأول. وارتفع الدولار أمام الين 0.6% إلى 109.68 ين. وانخفض الفرنك السويسري، وهو من الملاذات الآمنة التقليدية، 0.2% أمام الدولار لكنه زاد 0.1% أمام اليورو.
(الجمهورية)