استيقظ البريطانيون صباح الجمعة على انهيار وشيك لحزب الاستقلال (UKIP) الذي يتزعم منذ سنوات الحملة الداعية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد أن فقد أغلب المقاعد التي كان يستحوذ عليها في المجالس المحلية في أعقاب انتخابات هامة تشكل مؤشراً مهماً على المزاج العام قبل شهور من تنفيذ الخروج الفعلي من الاتحاد الأوروبي.
وشهدت بريطانيا الخميس انتخابات محلية شاركت فيها كافة الأحزاب بفعالية كبيرة، حيث أغلقت صناديق الاقتراع عند الساعة العاشرة من مساء الخميس، ليبدأ الفرز على الفور وسط حالة ترقب شديدة لمسار هذه الانتخابات بسبب كونها تأتي بعد الانتخابات العامة المبكرة وقبيل تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي (Brexit) المقرر الانتهاء منه قبل نهاية مارس من العام المقبل، أي يتوجب إتمامه خلال الشهور العشرة المقبلة.
وتشهد بريطانيا جدلاً متزايداً حول مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي بسبب التداعيات الاقتصادية المحتملة على البلاد، والمخاوف من الانزلاق نحو الركود أو ارتفاع معدلات البطالة أو تسجيل الجنيه الإسترليني مزيداً من الهبوط.
وبحسب النتائج الأولية للانتخابات المحلية التي جرت الخميس والتي رصدتها “العربية.نت” فقد مني حزب الاستقلال الذي يتزعم الدعوة للخروج من الاتحاد الأوروبي ويدعو أيضاً لوضع قيود على دخول الأجانب إلى البلاد، مني بخسارة فادحة في هذه الانتخابات، إذ تأكد صباح السبت خسارته لـ92 مقعداً من مقاعد المجالس المحلية واحتفاظه بمقعدين فقط، بينما حصد كل من حزب العمال وحزب الديمقراطيين الأحرار أغلب المكاسب في هذه الانتخابات.
أما حزب المحافظين الحاكم الذي تتزعمه رئيسة الحكومة تيريزا ماي فاحتفظ بمركزه وشعبيته تقريباً في هذه الانتخابات، حيث فقد مقعدين فقط وظل بحوزته 884 مقاعد.
وحسب النتائج الأولية التي رصدتها “العربية.نت” فقد حصد حزب العمال بزعامة جيرمي كوربن 37 مقعداً إضافياً ليصبح الحزب الأول من حيث عدد المقاعد التي يهيمن عليها في المجالس المحلية وبواقع 1467 مقعداً، أما حزب “الديمقراطيين الأحرار” فحصد 40 مقعداً إضافياً ليصبح بحوزته 326 مقعداً في كافة أنحاء بريطانيا.
وعاد إلى الواجهة مجدداً الحديث عن انهيار كامل لحزب االـ(UKIP) الذي يدور حوله الجدل منذ سنوات، عندما حصد بشكل مفاجئ في العام 2014 أكثر من 17% من أصوات الناخبين، وتمكن في صيف العام 2016 من إقناع البريطانيين بالتصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، لكنه بدأ يتهاوى في أعقاب استقالة زعيمه التاريخي نيجيل فاراج بعد استفتاء العام 2016.
وقالت النائبة السابقة لرئيس الحزب سوزانا إيفانز صباح الجمعة إن النتائج الجديدة للانتخابات المحلية والتي فقد فيها الحزب العشرات من مقاعده يتوجب أن تفتح النقاش مجدداً حول احتمالات أن ينهار ويتلاشى ويختفي.
يشار إلى أن أكثر من نصف البريطانيين صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام جرى في يونيو من العام 2016، وهو الاستفتاء الذي أدى إلى استقالة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون من منصبه في اليوم التالي، كما أحدث انقساماً وجدلاً واسعاً في المجتمع البريطاني.