بدأ رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، بعد ظهر اليوم، جولة انتخابية في صيدا، استهلها من المسجد الذي يحمل اسم جده الحاج بهاء الدين الحريري، حيث قرأ الفاتحة عن روحه، في حضور الرئيس فؤاد السنيورة، النائبة بهية الحريري، مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، مفتي صور الشيخ مدرار الحبال، الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري ونادر الحريري وحشد من الفعاليات والمواطنين.
بلدية صيدا
وأمام مسجد الزعتري، كان في استقباله حشد كبير من المواطنين الذي أطلقوا هتافات التأييد ونحروا له الخراف، حاملين أعلام تيار المستقبل.
وترجل الرئيس الحريري من موكبه، وانطلق سيرا على الأقدام بين المواطنين وصولا إلى مدخل بلدية صيدا في ساحة النجمة، حيث أقيم له احتفال شعبي حاشد في حضور السنيورة والنائبة الحريري، أعضاء لائحة “التكامل والكرامة”: حسن شمس الدين، أمين رزق وروبير خوري، مفتيي صيدا وصور ومطران الروم الأرثوذكس في الجنوب الياس كفوري، ممثل راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي حداد الأب سليمان وهبة وممثل راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار المونسينيور الياس الأسمر وفاعليات.
وتحدث رئيس بلدية صيدا محمد السعودي بالمناسبة، فخاطب الحريري قائلا: “إن صيدا اليوم في عرس وفرح، لاستقبال ابنها دولة الرئيس سعد الحريري. يا دولة الرئيس، ما أشبه اليوم بالأمس، وكأن التاريخ يعيد نفسه، حين استقبلت المدينة، وفي هذا المكان تحديدا، ابنها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مرة في العام 1994، حين عاد إلى المدينة لأول مرة كرئيس للحكومة، ومرة في العام 1996، يوم قام بتدشين عدد من المشاريع في المدينة”.
وأضاف: “رأيناك تجول على المناطق، ورأينا موجا من محبة الناس يغمرك، وها هي صيدا اليوم، وعلى مقربة من بحرها وقلعتها، تغمرك قلوب أهلها وأبنائها، وهم يستقبلونك ابنا وأخا ووالدا ورفيقا وسندا وداعما ورجل دولة. صيدا عاصمة الجنوب، ومدينة الاعتدال والوحدة الوطنية والعيش المشترك وحاضنة القضية الفلسطينية تزهو وتتألق باستقبالها لكم، وتتطلع في عهدكم إلى استكمال مسيرة إنمائها ونهوضها بمشاركة جميع أبنائها ولا سيما الشباب والشابات”.
وختم قائلا: “أنتم يا دولة الرئيس تمثلون بهمتكم وعملكم ونشاطكم رمزا لروح الشباب وأملا لشباب هذا الوطن. وصيدا تنتظر منكم الكثير، وتعرف أنكم تدخرون لها أكثر بكثير، لأن نهج الإنجاز في المدينة راسخ بدعمكم ومستمر معكم ومع الرئيس السنيورة ومع شقيقة الرئيس الشهيد سعادة النائبة بهية الحريري”.
الحريري
ثم تحدث الحريري فقال: “شكرا على هذا الاستقبال وهذه المحبة وهذا الوفاء. فعلا أذكر في هذه اللحظة الطريقة التي استقبلتم بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري سنة 1994. صيدا وفية لاعتدالها ووطنيتها وعروبتها ولكل القضايا العربية، وفية لقضية فلسطين وحقوق الفلسطينيين، وأولها حقهم في العودة إلى دولة فلسطين وعاصمتها القدس بإذن الله”.
وأضاف: “صيدا وأهلها يستحقون أن نعمل من أجلهم ومن أجل أولادهم، لإيجاد فرص العمل للشباب والشابات، وأود أن أوجه تحية خاصة للمثلث الذهبي الذي قدم لصيدا إنجازات كبرى في السنين الماضية: نائبا صيدا الرئيس فؤاد السنيورة والعمة بهية ورئيس البلدية الأخ والصديق محمد السعودي. إنجازاتهم ترفع الرأس بالفعل، وترفع مستوى صيدا، من معمل معالجة النفايات، إلى إزالة جبل النفايات وتحويله لحديقة عامة، وصولا إلى تطوير المرفأ الذي انتهى الجزء الأول منه، والجزء الثاني سينجز بعد سنتين. بالتأكيد هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لو كان هناك شخص غير الرئيس السعودي، وأنا لست هنا لأتحدث بالسياسة لأننا في البلدية. هذا المشروع تأمن له التمويل من البرنامج الاستثماري، كما تأمن لمرفأ الصيادين ومحطة التكرير. والمستشفى التركي بات جاهزا، وقريبا سنعين له مجلس إدارة ليبدأ تشغيله، وسيكون للمرفأ مجلس إدارة جديد أيضا”.
وتابع: “مستقبل صيدا واعد بإذن الله، فهي تستطيع أن تكون منصة استراتيجية للشركات التي ستعمل في بلوكات النفط والغاز في بحرها. مهما قدمنا لصيدا لن نفيها حقها. فهي التي أعطت العروبة من دون حساب، وأعطت لبنان من دون حساب، وأعطت كبار رجال الدولة في لبنان. وفقنا الله جميعا وقدرنا على خدمتكم وخدمة صيدا ولبنان كله بإذن الله”.
وختم قائلا: “يكبر قلب المرء حين يأتي إلى صيدا، ويرى هؤلاء الناس الطيبين والمخلصين والأوفياء والمحبين الذين ناضلوا ووقفوا مع الشهيد رفيق الحريري ومع النائبة بهية الحريري والرئيس السنيورة. مشوارنا في الانماء والإعمار والاقتصاد معروف، منذ أيام الشهيد رحمه الله، وقد رأيتم مع الريس محمد السعودي ما الذي أنجز لصيدا، كما رأيتم غيرنا ماذا فعل بصيدا. إن شاء الله نكمل هذا المشروع وإياكم، لأن فيه مصلحة لصيدا وللبنان”.
مستشفى حمود
ثم انتقل الحريري إلى مستشفى حمود الجامعي، حيث كانت في استقباله رئيسة مجلس إدارة المستشفى ديانا حمود والطاقم الإداري والطبي والتمريضي وحشد من المواطنين، الذين صافحهم وتحدث إليهم، وزار مكتب صاحب المستشفى الدكتور غسان حمود واطمأن إلى صحته، في حضور أفراد عائلته.