حذر خبراء من خطورة الاعتماد على بريد إلكتروني واحد لاستقبال كافة المراسلات الإلكترونية سواء الشخصية أو الخاصة بالعمل، وكذلك استخدام هذا البريد الإلكتروني للتسجيل في مواقع التواصل المختلفة أو حتى مواقع البيع والشراء.
ويأتي هذا التحذير في إطار الأهمية المتزايدة لتأمين المعلومات والبيانات الشخصية في عالم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ومع مساعي الخبراء لسد الثغرات التي تمكّن أي طرف من الحصول على المعلومات الشخصية لمستخدمي الشبكة العنكبوتية.
وفي هذا السياق نصحت الهيئة الاتحادية لتأمين وسائل المعلومات الحديثة بولاية شمال الراين ويستفاليا الألمانية باعتماد مجموعة حسابات للبريد الإلكتروني، وتخصيص كل حساب لهدف معين. ورغم أن هذا الاقتراح يتطلب الكثير من الجهد، فإنه في النهاية يصب في مصلحة العامل الأمني.
ولتقليل الجهد المبذول في إدارة أكثر من حساب يمكن الاستعانة بالبرامج المتخصصة لحفظ كلمات السر، بالإضافة إلى حفظ العناوين المهمة التي تنتظر منها رسائل، بشكل يضمن أن ينتهي الحال بالرسائل غير المرغوبة بعيدا عن ملف الرسائل.
وفي الوقت نفسه ينصح خبير تقنيات المعلومات تورستن ييكل باستخدام ما تعرف بخدمات البريد الإلكتروني المؤقتة، بمعنى استخدام بريد إلكتروني لمدة قصيرة وضبط الإعدادات بشكل يجعل هذا العنوان يختفي تلقائيا بعد مدة معينة.
وأوضح ييكل في تصريحات لموقع “هاندلسبلات” الألماني أن هذه الطريقة مفيدة بشكل خاص عند الرغبة في قضاء مسألة معينة، والرغبة في تأمين جميع المراسلات الخاصة بها (دون رسائل غير مرغوب فيها) في مكان واحد ودون استمرار لوجود البريد الإلكتروني بعد انقضاء مهمته.
وتستدعي مسألة استخدام عنوان بريد إلكتروني واحد لتسجيل حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة احتياطات إضافية، بحسب الخبير من الهيئة الاتحادية لتأمين وسائل المعلومات الحديثة تيم غريسه، الذي أشار إلى عدم إمكانية التأكد من أن جميع مشغلي المواقع التي تطلب التسجيل بالبريد الإلكتروني يتعاملون بعناية مع خصوصية المعلومات.
كما يجب عدم إهمال فكرة أن استخدام بريد إلكتروني لجميع الأغراض قد يترتب عليه المجازفة باختراق هذا البريد وبالتالي الوصول إلى كافة الحسابات المرتبطة به، وهنا أيضاً تظهر فائدة اعتماد عناوين إلكترونية متعددة، مع تخصيص بعضها للتسجيل في المواقع المختلفة.
(الجزيرة – DW)