زار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، بعد ظهر اليوم، مبنى غرفة التجارة والصناعة في طرابلس، واستقبله رئيس الغرفة توفيق دبوسي والاعضاء في حضور رئيسة مجلس ادارة المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس ريا الحسن، واستمع الى شرح عن مشروع اقتصاد المعرفة واهميته. ثم ازاح الستار عن اللوحة التذكارية التي دون عليها إفتتاح المركز برعايته.
والقى الحريري كلمة قال فيها: “شكرا لغرفة طرابلس على إتاحة هذه الفرصة لي. مشروع لمنطقة الشمال هو اخراجها من حالة التهميش والتدهور الإقتصادي. وان حجر الزاوية للتحفيز على ذلك هو ان نحدث نقلة نوعية بحجم الإستثمارات العامة. ما يعني 3 مليارات دولار استثمارات بنى تحتية للشمال في المشروع الذي عرض على المانحين والقطاع الخاص بمؤتمر “سيدر”، والذي تم تأمين التمويل اللازم لمرحلته الأولى في باريس، اضافة الى استقطاب استثمارات جديدة لمشاريع انتاجية في عدد من القطاعات الذي يتمتع الشمال وطرابلس تحديدا بميزات تفاضلية فيها”.
اضاف: “في طرابلس إمكانات إقتصادية وبشرية تسمح لها ان تلعب دورا فعالا في تحريك الإقتصاد وبوضع لبنان كله مجددا على خارطة الإستثمار الأجنبي والمحلي. ومن ميزات طرابلس التفاضلية، موقعها الاستراتيجي، وقربها من الحدود السورية، ووجود ثاني أكبر مرفأ في لبنان فيها، والذي يشهد حاليا ورشة تطوير خدماتية ولوجستية، اضافة الى وجود منطقة اقتصادية خاصة يجري إنشاؤها، ومنشآت كبيرة، ويد عاملة كلفتها منخفضة نسبيا.
وتابع: كما تتمتع طرابلس بنوعية الخريجين، وثقافة ريادة الأعمال الموجودة عند الشباب فيها، نسعى الى تحويلها إلى بيئة حاضنة للشركات الناشئة عبر إطلاق مدينة المعرفة والإبتكار في معرض رشيد كرامي الدولي”.
وقال: “ان خطتنا لطرابلس تعتمد على 7 محاور: أولا: مشروع لتسويق طرابلس وإعادتها الى الخارطة السياحية محليا وعربيا ودوليا. انتم تعلمون المحاولات التي جرت لتلوين طرابلس بلون لا اساس له للمدينة، ولكن هذا الامر اثر عليها، لذلك يجب كل ما امكن من اجل ابعاد هذه الصورة عنها.
ثانيا: تعزيز دور طرابلس كمنصة لوجستية.مما يعني استكمال مشروع المنطقة الإقتصادية الخاصة، ومشروع تطوير مرفأ طرابلس الذي خصص له مبلغ 150 مليون دولار في البرنامج الإستثماري العام، وإطلاق مشروع سكة الحديد بين طرابلس والحدود السورية الذي خصص له ايضا مبلغ 90 مليون دولار بالبرنامج الإستثماري، وتخصيص مبلغ 100 مليون دولار في البرنامج نفسه لتأهيل وتشغيل مطار رينيه معوض.
ثالثا: قيام بيئة حاضنة للشركات الناشئة، عبر إنشاء مراكز تطوير وتسريع (Incubator / Accelerator) والتي اطلقنا أولى خطواتها منذ يومين تحت اسم Booster بتمويل بلغ 506 مليون دولار، فضلا عن تطوير منصة تكنولوجية هي كناية عن مدينة المعرفة والإبتكار في المعرض تضم هذه المراكز ومراكز حفظ البيانات (Data Centers) ومكاتب لشركات محلية وعالمية رائدة”.
اضاف: “رابعا: تحسين الخدمات العامة في طرابلس والمنية والضنية، عبر شبكات الفايبر أوبتيكس يحق لجميع المواطنين ان يكون لديهم فايبر في كل لبنان، وطلبت من الوزير الجراح ان نبدأ بالمناطق النائية قبل المدن، لاننا اذا بدأنا من بيروت فقد تدفع مناطق الاطراف الثمن بما فيها طرابلس. خامسا: تنفيذ مشاريع تأهيل المدينة القديمة في طرابلس لجذب الإستثمارات والسياح، فما قمت به خلال الايام الماضية كان بمثابة درس لي لما رأيته، بغض النظر عن النتائج الانتخابية، طرابلس لديها تاريخ واثار وحدودها السماء وعلينا تحسين اوضاعها. ولا شيء يعيق طرابلس سوى السياسيين. سادسا: اعادة تفعيل معرض رشيد كرامي الدولي، حيث لدينا اجمل معرض في منطقة الشرق الاوسط ولا نزال نديره بالطرق القديمة. سابعا: القيام بمبادرات لتعزيز المهارات المهنية والتقنية وتهيئتها للقطاعات الجديدة، عبر أكثر من برنامج تدريب مهني (Vocational training) وهذا الامر هو جزء من العمل الذي يجب القيام به في طرابلس”.
وختم: “ان تنفيذ هذه المحاور السبعة، يعزز دور طرابلس كمركز اقتصادي أساسي ويوفر آلاف فرص العمل للمدينة ولشبابها، ويزيد الانتاج في طرابلس وفي كل لبنان، ويسهم في تحقيق النمو المستدام في المدينة وانطلاقا منها ولكل لبنان. نحن بدأنا في الحكومة باعطاء الحوافز وعلينا بتغيير بعض القوانين، خصوصا ان لدينا قوانين من خمسينيات القرن الماضي علينا تحديثها وتفعيلها كالشراكة بين القطاعين العام والخاص والذي اصبح حقيقة ونحن في صدد اصدار المراسيم التطبيقية”.