أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ان “نسبة مشاركة اللبنانيين المنتشرين في الخارج في الاقتراع للانتخابات النيابية لدورة 2018، كانت مقبولة جدا”.
وقال الوزير باسيل في مؤتمر صحافي عقده قبل ظهر اليوم في وزارة الخارجية، لتقييم العملية الانتخابية: “استطعنا بوقت ضيق وامكانيات قليلة، إقامة غرفة عمليات حقيقية، وكل واحد كان في استطاعته باللحظة ذاتها، أن يدخل على الخط مع رئيس قلم في أي مكان في العالم ويتواصل معه لحل أي مشكلة من غرفة العمليات التي تلقت الكثير من الشكاوى والمراجعات واستطاعت أن تلبي قسم كبير منها، وكل ذلك ضمن شفافية كاملة وبحضور وسائل الإعلام”.
أضاف: “لا أعتقد أن في تاريخ لبنان حصلت عملية انتخابية بهذه الشفافية التي لا تسمح للناس فقط بالمشاهدة والإطلاع على ما يحصل، بل تحمي المواطن من أن يكون عرضة لأي سؤال ولأي استفسار، وهذا ما يؤكد أننا نستطيع القيام بذلك في لبنان، ونأمل أن تكون انتخابات 2022 على هذا الشكل. لذلك فإن حرية التحرك والوصول إلى المعلومات جزء من قانون اعتمدناه في لبنان، ليس في الانتخابات فقط، بل يجب أن يطبق على العملية الانتخابية ككل. وهذا ما يحصن ويعطي للناخب هامشا كبيرا من الحرية يستطيع التعبير عن رأيه، ومن المؤكد فإن الأحزاب اللبنانية شاركتنا في هذه العملية”.
ولفت الى أن “نتيجة هذا العمل، استطعنا القيام بالانتخابات في 39 دولة وجزيرة غوادلوب بتكلفة بسيطة، وقد بلغت كلفة العملية الانتخابية كلها، من استئجارنا لأماكن وتعاوننا مع اشخاص لا يعملون معنا في السفارات في 40 دولة في العالم، نحو المليون ونصف مليون دولار. وعملية تسجيل المغتربين بلغت كلفتها 40 الف دولار حيث تم تسجيل 92 الف ناخب. وأقول ذلك ليعرف اللبنانيون كم كانت الكلفة مقبولة، وكان حرام أن نحرم هؤلاء من القيام بذلك. وكل النظام من اتصالات وشبكات وإمكانية الاتصال السمعي كلف نحو 120 الف دولار في 40 دولة”.
وتابع: “اليوم قطعنا مرحلة الصمت الانتخابي وانتهت الانتخابات في الخارج، وانا أتحدث الآن كوزير للخارجية، وحان الوقت لتوضيح كل الكلام الذي ظهر في السياسة والذي لا قيمة له ولا يستند إلى أي منطق ولن نرد عليه، لأنه من الحرام أن نغش الناس أنه لا يوجد إمكانيات ولا نستطيع القيام بذلك. ففي وزارة صغيرة كوزارتنا ليس من مهامها اجراء الانتخابات، ما قامت به هو الاستعانة بشركة لبنانية محترمة أمنت كل ما يلزم لاجراء الانتخابات. ما يعطي ثقة للبنانين أنهم يستطيعون القيام بذلك عندما توجد الارادة السياسية، ويعطي للبنانيين في الخارج، الذين فرحوا باقتراعهم، انهم مدعوون أن ينتخبوا أكثر. وهذا علمنا دروسا كثيرة عن كيفية تعاطينا مع الانتخابات في دول العالم”.
وأكد أنه “حان الوقت للتكلم عن أمر محق، بعض الاحزاب غير مرتاحة على وضعها وهي بالتدرج “حزب الله” ثم “حركة أمل” ف”التيار الوطني الحر”، وبسبب الوضع السياسي في البلد، امكانية الحركة لديهم أقل وهذا واضح لنا، وكنت قد نبهت الى ذلك قبل اقرار القانون، ورأيي كان ان ينتخب اللبنانيون في الخارج نوابهم مع هذه الدورة، حتى لا يقال ان البعض قد ظلم. مهما بلغ حجم الاصوات في الخارج، سواء كانت عشرة الاف او مئة الف او حتى مليون صوت، لماذا وفي أول تجربة تؤثر على 128 نائبا؟ وقد طرحنا تحديد عدد النواب في الخارج، واقترحت ان يكون 18 نائبا او 12، الا انهم لم يقبلوا ووافقوا على ستة نواب. وبذلك يكون تأثير الناخبين في الخارج، اذا لم تكن هناك مساواة تكون عدم المساواة السياسية مهما كان حجمها، واحد او 5 في المئة موجودة، وبالتالي يكون حجمها وتأثيرها على ستة نواب”.
وأوضح “أنا ألحيت على هذا الموضوع كثيرا ونبهت منه ولم يوافقوا عليه، وتحديدا من الجهة السياسية التي تشتكي اليوم من الظلم الواقع عليها، وكان عناد سياسي لتأجيله الى الدورة المقبلة. ولما سألت عن الفرق واعتبرت انه من السهل القيام به هذه المرة لتحاشي الشكاوى، اذن هم قد نبهوا الى هذا الموضوع، وسيظهر أن تسجيلهم كان اكثر وكذلك مشاركتهم كانت مقبولة”.
وقال: “رغم انني لم أكن أود التحدث عن الارقام، وكنت اريد تركها لوزارة الداخلية للاعلان عنها، الا اني مضطر للحديث عنها لاثبت ان المشاركة كانت جيدة واكثر مما كان يتوقعها البعض. لذلك سأعطي ارقاما تقريبية، لان النتيجة النهائية للاقتراع في أميركا الشمالية لم تصدر بعد:
– في اوستراليا زهاء 58%.
– في اوروبا زهاء 59% ونصف.
– افريقيا زهاء 68% وقد تكون هي الاعلى.
– اميركا اللاتينية زهاء 45%.
– اميركا الشمالية قد تصل الى اقل بقليل من 55%.
– أما في الدول العربية فقد بلغت نسبة المشاركة زهاء 69%.
وبالتالي تكون المحصلة التقريبية وصلت الى زهاء 59%، وهذا الرقم هو اكثر من نسبة المشاركة التي حصلت في دورة العام 2009”.
اضاف: “نحن نتحدث عن اماكن ينتخب فيها اللبنانيون للمرة الاولى، وقسم كبير منهم لا يملك اوراقا ثبوتية، ومنهم من لم يعرف كيف ومن يراجع ليقترع، وقسم كبير منهم مضطر للسفر في الطائرة لاكثر من ساعتين للوصول الى قلم الاقتراع. اعتقد ان هذه النتيجة جيدة وتدل على عطش لدى اللبنانيين للمشاركة، ما يحملنا المسؤولية لتلبية رغباتهم بذلك. ومن لم يتمكن من المشاركة، ندعوه مرة جديدة للحضور الى لبنان للسياحة الانتخابية والانتخاب، ومن يبحث في لبنان عن المواطنين والناس المؤيدين له لتحفيزهم على المشاركة والتحدث معهم عن خطابه السياسي، يقوم بجولات انتخابية داخلية. فالسياحة الانتخابية هي للبنانيي الخارج، وكما وجهنا لهم الدعوة في مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي عقد في فرنسا، ندعوهم مجددا لأن “المشوار يحرز” وليسمعنا صوته، ومن يستطيع ندعوه للمشاركة في 10 و11 و12 أيار في المؤتمر المركزي للطاقة الاغترابية الذي سيقام في بيروت”.
وتوجه الوزير باسيل الى كل من عمل في غرفة العمليات من سفراء وديبلوماسيين وتقنيين قائلا: “كل واحد منكم يستأهل شكر خاص، وما قمتم به هو كبير وجبار، واياكم ان تتأثروا بالكلام الذي سمعتوه. اذا كنتم تريدون تمثيل لبنان لتكونوا صورته الجميلة، عليكم ان تتحملوا الكثير من الكلام، لأنه يكون نتيجة عملكم وجهدكم، ويعني مكافأتكم لانكم تواجهون مجتمع سياسي كسول لا يعرف ولا يريد ان يفعل اي شيء، ويريد ان ينتقد ويواجه من يفعل شيئا، أنتم نسخة جديدة عن الادارة اللبنانية، لبنان يتباهى بكم وبعملكم وبتضحياتكم وسهركم وتعبكم. والاهم انكم فرحون، فأنا لم اسمع اي تذمر، لان ما تقومون به هو خدمة للوطن. صحيح انكم تقومون بواجبكم وأكثر وصعب كثيرا عدم تقدير الناس للعمل”.
وتابع: “هي تجربة ستتخطونها ويجب ان تقويكم لا ان تضعفكم، ونشكر جهود اللجنة المشتركة من وزارتي الداخلية والخارجية والبعثات اللبنانية في الخارج، وما تحملوه في سبيل انجاح العملية الانتخابية. نحن نعتز بالديبلوماسيين والامين العام والاداريين في الوزارة، لانهم يعطون الامل بسلك ديبلوماسي شاب ونشيط ، سيحدث فرقا كبيرا في الانتشار وفي الانتخابات وفي كل العمل الديبلوماسي. كما اشكر التقنيين الذين قاموا بعمل جبار من خلال وصلهم لبنان المقيم بالمغترب، واشكر وسائل الاعلام الذين قاموا بتغطية العملية بطريقة حرفية ليلا نهارا ونقلتم هذه الصورة الجميلة. واتوجه بالشكرالى هيئة الاشراف على الانتخابات وكل المؤسسات الدولية وهيئات المجتمع المدني الذين شاركوا معنا، والشكر الاكبر للمنتشرين في الخارج الذين صدقونا ولا زالوا يؤمنون بلبنان وتعززت ثقتهم به وشاركوا بفعل ايمان ومحبة للبنان”.
بعد ذلك، رد الوزير باسيل على اسئلة الصحافيين، فأكد ان “العفاريت لا يمكنها ان تتسلل الى الطرود الديبلوماسية ومنها إلى الصناديق، بوجود ثلاثة اختام ومغلفات مانعة للتمزق والاحتراق او الخرق، فضلا عن أن الكاميرات مسلطة بشكل دائم على الصناديق.. لذا لا يوجد اكثر من هكذا حرص وشفافية ودراية بهذا الموضوع”.
وإذ لفت الى برنامج سيعد لاستلام الصناديق، اوضح انه “تقرر قدوم السفراء والديبلوماسيين على متن الطائرات مصطحبين معهم الطرود، نظرا لتوقف شركة “dhl” عن العمل لمناسبة عيد العمال”.
وإذ إنتقد باسيل “قصر نظر من يقول ان اقتراع المغتربين انجاز يحمل اسم جبران باسيل”،اكد ان “القانون حال اقراره يصبح ملكا للجميع، والدليل ان الجميع اقترعوا، ومنهم من اقترع ضدنا”، آملا “ألا يصار الى تشويش افكار المنتشرين مستقبلا”.
وردا على سؤال حول ضعف اندفاع المغتربين الى التسجيل للاقتراع، قال: “لقد اطلقنا حملة التسجيل في 20 تشرين الاول وكان لدينا مهلة حتى 20 تشرين الثاني فقط، اضف الى ذلك ازمة استقالة الرئيس الحريري من الحكومة التي جعلت الكثيرين يشككون بإجراء الانتخابات”.
وعن الطعن في الانتخابات، اعتبر باسيل ان “لكل فريق الحق في الطعن، الا انه في ضوء مراقبة هيئة الاشراف على الانتخابات وهيئات الرقابية الدولية والمحلية، لم يحصل اي مخالفة على حد علمي، ان كان في القانون او في الممارسة، يمكن ان تشكل موضوعا للطعن، ما عدا غياب بعض اسماء الذين تسجلوا على لوائح الشطب، نعمل مع وزارة الداخلية لايجاد حل قانوني يسمح لهم بالمجيء والاقتراع في لبنان”.