رأى رئيس تيار “الكرامة” رئيس لائحة “الكرامة الوطنية” الوزير السابق فيصل عمر كرامي ان “المفارقة اليوم أن عدة أصوات تنادي بعودة المرجعية السياسية إلى طرابلس، في حين أن الجميع أسهم عبر الأجهزة بمحاصرة عمر كرامي الذي لم يكن يطالب سوى بتثبيت المرجعية السياسية لطرابلس، حفظا لحقوق أهلها وحفظا لدورها ومكانتها”.
كلام كرامي، جاء خلال رعايته حفل غداء تكريمي للائحة، أقامه محمد علي درويشة في مطعم “الشاطىء الفضي” في الميناء، شارك فيه شقيقه خالد كرامي واعضاء اللائحة: طه ناجي، رفلي دياب وعادل زريقة، رئيس المحاكم الشرعية السنية السابق رئيس جمعية “مكارم الاخلاق” في الميناء الشيخ ناصر الصالح، رئيس اتحاد بلديات المنية مصطفى عقل، إمام جامع الميناء الكبير الشيخ سامي ملك، الاب غريغويوس موسى، أحمد صبح، أعضاء مجلس بلدية الميناء ومخاتير ورؤساء المصالح والدوائر وحشد من ابناء الميناء.
غنوم
بعد النشيد الوطني، ألقى شاعر الميناء مصطفى غنوم قصيدة عرض فيها بعض انجازات كرامي خلال توليه وزارة الشباب والرياضة.
نجل درويشة
ثم تحدث نجل صاحب الدعوة المهندس توفيق محمد درويشة، فرحب ب”الوزير كرامي وصحبه في لائحة الكرامة الوطنية والحضور”، وقال: “مدينة الميناء التي كانت دائما وفية لخط الكرامة، لا يسعها إلا أن تستمر بوفائها لمن عايش مشاكلها وتابع احتياجاتها ومنها تحقيق إنشاء القاعة الرياضية بعد وعود دامت ما يقارب الأربعين عاما”.
أضاف: “إن مستوصفات الكرامة والمستشفى الإسلامي الخيري، لم تتدخر وسعا لتقديم المساعدات لكل محتاج. وأنتم لم تقصروا في خدمة من يقصدكم مااستطعتم. إن الله معك والشعب وطرابلس والميناء والضنية والمنية معك، لن يستطيع أحد أن يقفل هذا البيت الكرامي، بيت المرحوم عبد الحميد رجل الاستقلال وبيت الشهيد الرشيد الذي قدم حياته فداء لعروبة لبنان ووحدته والذي دافع لمنع التقسيم الطائفي، وشعار حالات حتما الذي كانوا ينادون به”.
وتابع: “كان دولة الرئيس المرحوم عمر كرامي دائما رجل المواقف الوطنية والمدافع عن حقوق طرابلس خاصة، ولبنان عامة، والساعي لإحقاق الحق والدفاع عن المحرومين في حقوقهم بالوظائف وفرص العمل إذ كان لطرابلس 34 موظفا من الدرجة الأولى واليوم لم يعد هناك اي موظف منها في هذه الدرجة نتيجة الحرمان والتآمر على المدينة. اليوم يا معالي الوزير، أنتم تتابعون هذا الخط الوطني في الدفاع عن حقوق هذه المدينة المحرومة من كل خدمات الدولة، نبايعك يا معالي الوزير ولائحة الكرامة بإسم الجميع وآل درويشة وموعدنا في السادس من أيار لنحتفل معا بالنصر ان شاء الله”.
كرامي
بدوره، قال كرامي: “يسعدني أن أكون معكم في هذا اللقاء الطيب والمميز بالحفاوة والأصالة والوفاء. وإني أشكر رفيق المسيرة والنهج، صديق رشيد وصديق عمر، الرجل الثابت على المبادىء، الأخ الحبيب الحاج محمد علي درويشة الذي أتاح لي أن أتحدث إليكم حديثا من القلب إلى القلب”.
أضاف: “لا يسعني في حضور الحاج محمد علي درويشة وصفوة القوم، إلا أن أستذكر أيام العز التي شهدتها طرابلس حين كانت مدينة تسير نحو الغد بثقة عبر قطاعاتها المزدهرة صناعيا وتجاريا. إنه زمن الطبقة الوسطى حين كان سائق الاجرة يستطيع تأمين التعليم الجيد والاستشفاء والعيش الكريم لعائلته، وها نحن نرى اليوم أجيالا من الأطباء والمهندسين والمحامين خرجوا من تلك البيوت المستورة، يوم كانت طرابلس في موقعها الطبيعي كعاصمة ثانية للبنان، أي يوم كانت طرابلس “راس” ويوم كانت مرجعيتها السياسية تصونها وتحمي حقوقها”.
وتابع: “المفارقة اليوم أن هناك عدة أصوات تنادي بعودة المرجعية السياسية إلى المدينة، في حين أن الجميع أسهم بهذا القدر أو ذاك عبر المال وعبر الأجهزة بمحاصرة عمر كرامي الذي لم يكن يطالب سوى بتثبيت المرجعية السياسية لطرابلس، حفظا لحقوق أهلها وحفظا لدورها ومكانتها. لقد ظلموا عمر كرامي كثيرا، وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان، وهذا الظلم يطالني كما طال أبي، بل ويتحول لدي البعض إلى محاولة إلغاء وتهميش، وصولا إلى الاستهداف المباشر عبر التآمر لإغلاق هذا البيت. ولكن غاب عنهم أن البيوت المفتوحة على هموم الناس ومحبتها عصية على الإغلاق، وأن هذا البيت لم يفتحه عبد الحميد كرامي ومن بعده رشيد وعمر لكي يغلقه بعض الطامحين والطامعين مهما امتلكوا من سلطة ومال”.
وقال: “من يستمع إلى الخطاب الانتخابي الذي تعتمده السلطة وخصوصا تيار المستقبل، يكاد يظن أنه خطاب المعارضة، فالرئيس الحريري يعتمد في خطابه انتقاد الوضع القائم في لبنان علما أنه شريك أساسي في هذا الوضع. والمستغرب أكثر أن يقدم وعودا تتعلق بالإنماء والمشاريع، علما أنه موجود على رأس السلطة التنفيذية ولديه أكبر كتلة نيابية. والسؤال، ما الذي يمنعه من تنفيذ هذه الوعود ولماذا لم يباشر بهذه المشاريع طوال فترة وجوده في الحكم؟”.
أضاف: “بالانتقال إلى الموقع النيابي، أصارحكم أيها الاخوان بأن هذا الموقع فقد وظيفته في لبنان منذ زمن، ومعروف أن الوظيفة الأولى للبرلمان ولأعضائه هي التشريع ومراقبة أعمال الحكومة والمحاسبة. ولكن كل هذه الأدوار معطلة لأن الحكومة تحولت تحت شعار الوحدة الوطنية والتوافق إلى هيئة مصغرة من البرلمان”.
وتابع: “بقي للنائب دور لا يستهان به يتعلق بخدمة منطقته أو مدينته، ولكن وبعيدا عن الاتهامات، دعونا نتساءل، هل نجح نواب طرابلس الحاليون في أداء المهمات المطلوبة منهم؟ وهل نجحوا في إطلاق ورشة إنماء تحتاجها المدينة؟ هل نجحوا في استقدام مشاريع استثمارية؟ هل نجحوا في تخفيف البطالة والأمية والتسرب المدرسي؟ هل نجحوا في مكافحة الفقر؟ هل نجحوا في ايجاد حلول للكهرباء والنفايات؟ الجواب على كل هذه الأسئلة واضح، فهم لم ينجحوا في أي من هذه الملفات بغض النظر عن نواياهم ولكن النوايا لا تكفي لإنقاذ مدينة. من هنا نقول إن المنطق السليم يقضي بتجريب آخرين وبإعطاء الفرصة لآخرين وبالتالي فإن التغيير عبر الوسائل الديمقراطية أمر حيوي يفرضه المنطق السليم بدون إدانة أي شخص وأي نائب”.
وختم: “إيماني كبير بأصالة أهلنا، ورهاني كبير على وفائكم ومحبتكم، وبإذن الله سنصنع معا في السادس من أيار التغيير الذي تنشده المدينة”.