جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / أسوأ من القنبلة الذرية..يوم محيت مدينة طوكيو من الخارطة
d3ee766e-a6fd-46c5-8668-793b7ee4759d_16x9_600x338

أسوأ من القنبلة الذرية..يوم محيت مدينة طوكيو من الخارطة

على مر تاريخها عاشت البشرية على وقع عدد هائل من الكوارث الطبيعية المدمرة التي تسببت في خراب مدن ونهاية حضارات ولعل أبرزها تلك التي عصفت بجزيرة كريت خلال الألفية الثانية قبل الميلاد لتضع حدا لتقدم الحضارة المينوية، وكارثة ثوران بركان فيزوف سنة 79 بعد الميلاد التي أدت إلى خراب مدينة بومبييه الإيطالية، وزلزال أنطاكيا سنة 526 بعد الميلاد، وزلزال حلب عام 1138.

صورة لبعض التشققات بأحد طرق العاصمة طوكيو عقب الكارثة

ضمن قائمة الكوارث الطبيعية المدمرة التي عرفتها البشرية يتكرر اسم اليابان مرات عديدة، حيث حظيت بسجل حافل من الكوارث الطبيعية، ولعل أهمها زلزال كانتو الكبير سنة 1923 الذي تسبب في خراب مناطق واسعة من العاصمة طوكيو والمدن المحاذية لها وسقوط عدد هائل من القتلى.

صورة لجانب من الخراب الذي لحق بالعاصمة طوكيو عقب زلزال كانتو الكبير سنة 1923

في اليوم الأول من شهر أيلول/سبتمبر سنة 1923 وفي حدود الساعة الثانية عشرة ظهرا حسب توقيت اليابان، اهتز إقليم كانتو التابع لجزيرة هونشو اليابانية على وقع زلزال مدمر بلغت شدته 7.9 درجة على مقياس ريختر (وقد أشارت بعض المصادر إلى أن قوة الزلزال قد بلغت 8.4 درجة على مقياس ريختر). وحال حدوثه ألحق هذا الزلزال أضرارا جسيمة بمدينتي طوكيو ويوكوهاما وبعض القرى القريبة التابعة لمحافظات تشيبا وشيزوؤكا.

جانب من الخراب الذي لحق بمدينة يوكوهاما عقب الكارثة

ووقع زلزال كانتو في وقت الظهيرة حين كان العديد من أهالي المنطقة يعدّون وجبة الغداء. ومع وقوع الكارثة وانهيار المنازل اندلعت العديد من الحرائق التي سرعان ما انتشرت لتلتهم أجزاء واسعة من المدن. وكانت مدينة طوكيو أكثر المدن تضررا من الكارثة، فمع اندلاع الحرائق عاشت المدينة على وقع موجة رياح عاتية وقد تسبب ذلك في ظهور أعاصير نارية حوصرت على إثرها مناطق عديدة بين ألسنة اللهب. فضلاً عن ذلك ولأيام عديدة عجز رجال الإطفاء عن إخماد الحرائقبالعاصمة طوكيو، ويعزى السبب في ذلك إلى خراب مضخات المياه وصعوبة نقل المياه من المناطق المجاورة. لم تتوقف مأساة اليابان عند هذا الحد، فعلى إثر وقوع الزلزال المدمر شهدت المنطقة ظهور موجات تسونامي قُدّر ارتفاعها بحوالي 40 قدما ضربت خليج ساغامي وجزر إيزو وشبه جزيرة بوسو.

صورة لعدد من الجثث المتراكمة بالعاصمة طوكيو بعد مضي أيام على الكارثة

تسبب زلزال كانتو الكبير سنة 1923 في محو مدينة طوكيو بشكل شبه تام. وأمام هذا الوضع اقترح بعض السياسيين اليابانيين تغيير العاصمة أو إعادة بنائها في مكان آخر أكثر أمانا من خطر الزلازل. في غضون ذلك قدمت الحكومة اليابانية أرقاما مفزعة حول الدمار الذي خلفه الزلزال حيث تجاوز عدد القتلى 140 ألف شخص (40 ألفا منهم احترقوا بسبب النيران)، فضلا عن ذلك تسببت هذه الكارثة في انهيار أكثر من 500 ألف مبنى، وتشرد مليونا شخص.

صورة لعدد من الأهالي الذين فقدوا منازلهم بسبب الزلزال

وحسب بعض الإحصائيات، قدرت الخسائر المادية بنحو مليار دولار (ما يعادل حوالي 15 مليار دولار حالياً). تزامنا مع وقوع الكارثة تواجد الإمبراطور الياباني تايشو وأفراد عائلته بمدينة نيكو التي تبعد حوالي 140 كلم شمال #طوكيو وبالتالي نجا حاكم اليابان من خطر هذا الزلزال الذي ألحق أضرارا جسيمة بالقصر الإمبراطوري بالعاصمة.

صورة للقصر الإمبراطوري بطوكيو عقب نهاية الكارثة

خلال الأيام التي تلت كارثة زلزال كانتو، عاشت العاصمة اليابانية طوكيو على وقع أعمال عنف حيث أقدم الأهالي اليابانيون على مهاجمة الكوريين المقيمين بالمدينة بعد اتهامهم باستغلال الأزمة من أجل نهب الممتلكات وتسميم مصادر مياه الشرب. على إثر ذلك أجبرت الحكومة اليابانية على إعلان حالة الطوارئ واستدعاء الجيش لحفظ الأمن.

(العربية.نت)