جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / “سيدر” يبدأ الآن: تحديث الاقتصاد ومكافحة الفساد
350773

“سيدر” يبدأ الآن: تحديث الاقتصاد ومكافحة الفساد

في الشكل والمضمون، نجح مؤتمر «سيدر» نجاحاً باهراً في تأمين حشد دولي عارم داعم للبنان وتحقيق نتائج مالية سخيّة فاقت التوقعات وتعدّت الـ11 مليار دولار، لتُظهر فرنسا ومعها الأسرتان العربية والدولية تمسكاً صلباً باستقرار لبنان وبحمايته ومساعدته على تحمل عبء النزوح وتداعياته المُثقلة على كاهل الاقتصاد الوطني، وهو ما سيكون محور أعمال مؤتمر بروكسل في 25 الجاري. وإذا كانت أعمال «سيدر» قد انتهت مساء الجمعة، غير أنّ ترجماته العملية قد بدأت للتوّ كما عبّر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري انطلاقاً من تأكيده العزم على مواكبة نتائج المؤتمر بإجراءات وتدابير متواصلة على الطريق نحو تحديث الاقتصاد ومكافحة الفساد، علماً أنّ الحريري سيعقد عند الثانية عشرة من ظهر الغد مؤتمراً صحافياً في السراي الحكومي يتحدث فيه عن نتائج المؤتمر.

ومن على منبر «سيدر» الذي انعقد في باريس بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبمشاركة أكثر من 48 دولة ومنظمة دولية وكوكبة من ممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني، أقام لبنان شراكة جديدة مع المجتمع الدولي عنوانها العريض المحافظة على استقراره وحماية نموذجه للسلام والعيش المشترك في منطقة تكتنفها الصراعات، وتعزيز نموه واستقراره وخلق الوظائف وفرص العمل فيه. وعلى أهمية «الاستقرار» شدد مراراً الرئيس الفرنسي في كلمته الختامية حين قال إنه «في وقت يواجه العالم أصعب أزمة مع الحرب في سوريا، والتردد في ما يتعلق بالأزمة الإسرائيلية – الفلسطينية، أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن نحافظ على استقرار لبنان»، لافتاً انتباه المجتمع الدولي إلى أنّ «خيار لبنان في السنوات الأخيرة كان متابعة المسار المنفرد في المنطقة من خلال الحفاظ على الاستقرار وتعزيز المؤسسات الرسمية والحفاظ على الإطار الديموقراطي والمتعدد»، وسط تشديده في الوقت عينه على وجوب متابعة الإصلاحات التي أعلنتها حكومة «استعادة الثقة» بعد الانتخابات النيابية، معرباً عن أمله بـ«تشكيل حكومة جديدة سريعاً» في إشارة منه إلى أنّ من شأن هذا الأمر أن يزيل أي عراقيل أمام وضع الإصلاحات موضع التنفيذ.

المؤتمر الذي شكّل مظلة أمان عربية وأوروبية وأميركية حافظة للاستقرار اللبناني، وصفه الرئيس الفرنسي بأنه «انطلاقة جديدة للبنان»، وهي انطلاقة شدد عليها أيضاً الرئيس الحريري حين أكد أنّ «سيدر» لا ينتهي اليوم «بل هي عملية بدأت للتو لتحديث اقتصادنا وإعادة تأهيل بنيتنا التحتية وإطلاق إمكانات القطاع الخاص ليحقق النمو المستدام وخلق فرص العمل للبنانيين.. هدفنا واضح ورؤيتنا أيضاً».

إذاً، أكثر من 11 مليار دولار حصدها لبنان من مؤتمر «سيدر» بين هبات وقروض ميسّرة لا تتعدى معدلات فائدتها الـ1.5 في المئة ولفترة سماح قد تصل إلى عشر سنوات، ولاستحقاقات قد تصل إلى 25 سنة وذلك من أجل النهوض باقتصاده المُتهالك. وقدمت المملكة العربية السعودية دعماً كبيراً للبنان أجهض كل الشائعات والمراهنات على ضعف المساهمة السعودية في أعمال المؤتمر، بحيث أعلنت المملكة أنها قررت إعادة العمل بالالتزام تجاه الدولة اللبنانية بمليار دولار كقروض، في خطوة اعتبرها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «إشارة إلى التقارب بين البلدين»، مشدداً على أنّ «المملكة هي دولة صديقة للبنان وما حصل بين البلدين منذ فترة كان عرضياً»، مع تأكيد عون أنّ «قيمة القروض والهبات التي نتجت عن مؤتمر سيدر ستُساعد بلا شك على النهوض الاقتصادي للبنان»، بالتوازي مع إبدائه العزم على تطبيق القوانين وتحديثها ومكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين.
(المستقبل)