وقالت الضابطة كريسيدا ديك، وهي على صلة بتحقيقات مهمة أجرتها الشرطة البريطانية في جرائم عنف، قالت إن “بعض النزاعات التافهة بين الشباب في مقتبل العُمر تطورت لتصبح جرائم قتل وطعن وبمعدلات غير مسبوقة، بحسب ما نقلت عنها جريدة “تايمز Times” البريطانية في تقرير اطلعت عليه “العربية.نت”.
وأضافت ديك في تحذيرها أن استفزاز الأطفال والمراهقين لأقرانهم من خلال الرسائل الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الفيديو جعلت من العنف أمراً طبيعياً في أوساطهم.
وتقول ديك إن الكثير من التحقيقات أظهرت أن عمليات تحويل الأطفال والشباب والمراهقين إلى مجرمين من خلال الإنترنت وشبكات التواصل لم تستغرق وقتاً طويلاً، كما حدث مع مرتكب جريمة الدهس بشاحنة في مدينة نيس الفرنسية في العام 2016، وهو شاب تبين أنه تحول نحو التطرف خلال أيام أو أسابيع على الأكثر من خلال الإنترنت.
وتؤكد ديك أن “الأجواء الإلكترونية المشحونة على الإنترنت هي أحد العوامل التي ساهمت في ارتفاع كبير في وتيرة الاعتداءات بالسكاكين في بريطانيا، إضافة إلى ارتفاع جرائم تعاطي المخدرات، هذا إضافة إلى غياب الآباء عن أبنائهم والظروف الاقتصادية، وهي عوامل أدت إلى زيادة هذه الجرائم”.
ولفتت جريدة “تايمز Times” إلى أن بريطانيا شهدت في الآونة الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في وتيرة جرائم العنف والاعتداءات، حيث تعرضت سيدة تبلغ من العمر 36 عاماً للطعن حتى الموت يوم الجمعة لتكون الحالة العاشرة من نوعها التي يتم تسجيلها في بريطانيا خلال الأيام الـ17 الماضية.
يشار إلى أن الضابطة ديك تتولى منذ أكثر من عام مهمة التعامل مع جرائم العنف لدى الشرطة البريطانية، وتعتبر واحدة من كبار الضباط في جهاز الشرطة وتبلغ من العمر 57 عاماً.
ويأتي تحذير الضابطة البريطانية في الوقت الذي يشهد فيه العالم موجة غير مسبوقة من الجدل بشأن شبكة التواصل الاجتماعي الأكبر ” فيسبوك” والتي تبين أنها سربت بيانات ملايين المستخدمين دون علمهم، كما ينشغل العالم أيضاً بالحديث عن عمليات المراقبة والتتبع التي تقوم بها شبكة “فيسبوك”، في الوقت الذي تشهد فيه الشبكة موجة إلغاء غير مسبوقة لحسابات المشتركين فيها من الغاضبين بعد الكشف عن فضائحها مؤخراً.