تحت عنوان “كيف استخدمت إيران نموذج “حزب الله” للسيطرة على العراق وسوريا؟”، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً عن اتساع نفوذ إيران في المنطقة منذ اندلاع الحرب السورية وعن دور عناصر “حزب الله” والمقاتلين العراقيين والأفغان والباكستانيين في ترجيح كفة الجيش السوري.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ مشاركة المقاتلين الشيعة في القتال في سوريا بدأت في العام 2012، مشيرةً إلى أنّ “حزب الله” استعاد السيطرة على بلدة القصير الاستراتيجية في العام 2013، ومذكرةً بأنّ المقاتلين الأفغان لعبوا دوراً بارزاً في السيطرة على حلب في كانون الأول من العام 2016.
وأوضحت الصحيفة أنّ “حزب الله” والمجموعات العراقية مثل “منظمة بدر” و”كتائب حزب الله” و”عصائب أهل الحق” و”حركة النجباء” برزت شريكة إيران الأقوى على الأرض في سوريا، مستدركةً بأنّها تتمتع بخبرة قتالية تعود لعقود وأنّ طهران أعهدت إليها مهمة تدريب المقاتلين الشيعة الآتين من أفغانستان وباكستان.
وعلى عكس “حزب الله”، بيّنت الصحيفة أنّ هذه المجموعات لا تشارك في القتال وتعود إلى ديارها، متهمةً إياها باستغلال الفوضى في البلدان التي تقاتل فيها.
وفي هذا السياق، كشفت الصحيفة أنّه بات للمجموعات المدعومة إيرانياً كلمة على عمليات شراء العقارات بفضل هيمنتها على مؤسسات الدولة، محذرةً من أنها تسعى إلى ترجمة مكاسبها عبر الفوز بمقاعد في البرلمان ويحقائب وزراية والسيطرة رسمياً على مؤسسات الدولة.
وعليه، استشهدت الصحيفة بمجموعة “عصائب أهل الحق” “التي أسستها إيران بعد سقوط صدام حسين” و”المتهمة بالاعتداء على القوات العراقية والأجنبية”، قائلةً إنّها تزاول اليوم أنشطة اجتماعية واسعة النطاق تشمل مراكز طبية وعيادات بصورة مستقلة عن الحكومة العراقية.
إلى ذلك، تناولت الصحيفة دور قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، مشيرةً إلى أنّه استثمر وقتاً وطاقة منذ عقود من أجل تطوير علاقات مع مجموعات مسلحة وأحزاب سياسية من مختلف الألوان في المنطقة.
وقالت الصحيفة إنّ الحرس الثوري يمثّل بالنسبة إلى المجموعات هذه “شريكاً أو راعياً” مرغوباً فيه، نظراً إلى سجله في السير بالخطوط الحمراء التي يرسمها والوقوف إلى جانب حلفائه، وذلك في الوقت الذي فشلت فيه الولايات المتحدة في رسم الخطوط الحمراء.
ختاماً، حذرّت الصحيفة من أنّ إيران ستواصل عملها على تحقيق مصالحها في سوريا، كما فعلت في العراق ولبنان، مرجحةً تحويلها المجموعات التي تدعمها في سوريا إلى مكونات سياسية ستعمل على رسم مستقبل الدولة السورية ومشهد الشرق الأوسط السياسي.
(“لبنان 24” – NYT)