جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / الحريري في يوم المختار: سنعين في مجلس الوزراء غدا مجلس الإدارة الجديد للصندوق التعاوني
1522083181_

الحريري في يوم المختار: سنعين في مجلس الوزراء غدا مجلس الإدارة الجديد للصندوق التعاوني

رعى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عصر اليوم، حفل “يوم المختار” في السراي الحكومي، بحضور وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل، ورؤساء روابط المخاتير في لبنان وحشد من المخاتير من مختلف المناطق اللبنانية.

بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيبية للمدير العام للصندوق التعاوني للمختارين جلال كبريت، ألقى الوزير المشنوق كلمة قال فيها: “هذه الأيام، أينما حل الواحد منا، يقولون إنه يعمل من أجل الانتخابات، كما لو أنها تهمة أو نقيصة أو شتيمة، هذا رغم أن الانتخابات هي أفضل التعبيرات عن الديموقراطية وتداول السلطة، فالعمل في الانتخابات يقرب السياسيين أكثر من الناس، ويذكر المواطنين بضرورة المحاسبة والمتابعة. ومن أخبر الناس بالمتابعة أكثر منكم؟ المختار هو أكثر من يتابع، ويسأل، ويحفظ. يعرف كل عائلة ويسلسلها، من جد الجد إلى حفيد الحفيد. كلهم يعبرون تحت قلمه، في إخراجات القيد ووثائق الولادة، مرورا بإفادات السكن وأوراق جوازات السفر، وصولا إلى شهادات الوفاة. يعرف كل واحد أين يسكن، ومتى أنجز جواز سفره، وإلى أين سافر، ومتى عاد، وأين تزوج، وكم ولد لديه، هو الأمين على ماضينا، والضامن لحاضرنا، والحريص على مستقبلنا”.

أضاف: “المختار منتخب من الناس مباشرة. وفي يوم المختار، نتفكر أكثر في ضرورته ودوره وحيويته وقدرته. تعرفون أنني أحتفل بهذا اليوم معكم كل عام، منذ أربع سنوات. ولم تكن حينها انتخابات، ولا من ينتخبون. واليوم أيضا هذا ليس حديثا انتخابيا، رغم أن كلمة مختار هذه الأيام، كأنها لا تعني شيئا قدر ما تعني الانتخابات”.

وتابع: “منذ توليت وزارة الداخلية والبلديات، عملت على موضوع المؤسسة العامة للصندوق التعاوني لمختاري لبنان، التي عملنا جميعا على جعلها مؤسسة جامعة تعمل على تعزيز دور المخاتير وتأمين مقومات العيش الكريم للمختار من تعويضات وتأمينات صحية وإجتماعية وإستشفائية. وقبل أيام، وقعت على سلفة لتغطية مصاريف الصندوق الخاص بالأمور اللوجستية حتى لا يتحملها الصندوق. ووقعت أيضا على موازنة الصندوق، التي ستسمح بحجز اعتمادات لتوظيف أكثر من 10 أشخاص من الناجحين في المباريات التي نظمها مجلس الخدمة المدنية لمساعدة المدير العام للصندوق العزيز والصبور والمثابر، جلال كبريت على تقديم الخدمات الخاصة بالمخاتير. والأهم من ذلك، منذ اسابيع اتخذنا قرارا في مجلس الوزراء يسهل عملكم جميعا، وهو مكننة الأحوال الشخصية، فهذا المشروع يرعاه الرئيس الحريري وسيتم في إطار الشراكة مع القطاع الخاص”.

وأردف: “أيها الشاهدون على سنة الحياة وأسرارها، أنتم مفاتيح قلوب المواطنين، منذ استقلال لبنان، كنتم وما زلتم وستبقون. ورغم أن وسائل التواصل في تطور مستمر وفي تغير شديد السرعة، إلا أن المختار لا يزال صلة الوصل بين الدولة والناس في الانتخابات وفي غيرها، في الحلوة والمرة، وكما أقول دائما، منذ الولادة وحتى الوفاة. أنتم تقريبا مفتاح من مفاتيح أسرار الجمهورية اللبنانية”.

وقال: “لقاؤنا اليوم له رمزية خاصة، فنحن نجتمع في السراي الحكومي، صرح تاريخي ساهر على الإدارة اللبنانية وحاضن السلطة التنفيذية، كان من أول ضحايا الحرب الاهلية، فعمل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأنا الشاهد على ذلك، على إعادة ترميمه وجعله من أجمل المقرات الرسمية في لبنان والمنطقة. وها نحن نلتقي اليوم في هذه المناسبة التي تقام في السراي الحكومي برعاية حافظ الأمانة دولة الرئيس سعد الحريري”.

أضاف: “لقد نجحنا منذ سنتين في إنجاز الاستحقاق البلدي والاختياري، وشهدنا كيف تنافسس الآلاف من الرجال والنساء ليشغلوا 2358 مركز مختار منتشرين على كل الأراضي اللبنانية. وها نحن نلتقي اليوم بضعة أسابيع قبل الانتخابات النيابية التي لكم دور أساسي في إنجاحها. لقد قمتم على مدار شهر كامل بمساعدة اللبنانيين بالتأكد من ورود أسمائهم بشكل صحيح على القوائم الانتخابية، وما زلتم تساعدون اللبنانيين على ممارسة حقهم الدستوري بالإقتراع من خلال تعبئة طلبات الهوية أو جوازات السفر للناخبين الذين هم في حاجة إلى هوية أو جواز سفر”.

وختم المشنوق: “لا بد من الحديث عن اللامركزية الإدارية الموسعة، التي تؤمن الشفافية وتساهم في عملية صنع القرار وتؤدي إلى تحسين نوعية الخدمات العامة. والمختار هو النواة الرئيسية للامركزية الإدارية، والآن هناك مفاجآت جميلة سيعلن عنها الرئيس الحريري”.

الحريري
بعد ذلك، ألقى الرئيس الحريري كلمة رحب فيها بالحضور، وقال: “أهلا وسهلا بمخاتير لبنان في بيتكم، في السراي، هنا بيتكم، لأن مجموع قضايا المواطنين التي تتابعونها أنتم تتحول إلى ملفات وطنية، اقتصادية واجتماعية وخدماتية وانمائية، أمام الحكومة ومجلس الوزراء، لكني اليوم أريد أن أتحدث عن قضاياكم أنتم، كمخاتير. أنا أعلم أن موضوع الضمان الاجتماعي للمختار بعد انتهاء ولايته قضية مهمة، وهو في حاجة إلى قانون، أحاله رئيس مجلس النواب نبيه بري على اللجان المختصة، قبل أن يبحث في جلسة عامة. وكتلة المستقبل النيابية سيكون دورها في هذا الاطار إيجابيا بإذن الله”.

أضاف: “أعلم أيضا أن روابط المخاتير تطالب بجعالة من طابع المختار، وهذا موضوع بحاجة إلى وزارة المالية بداية، ثم إلى قانون في مجلس النواب. ونحن نسعى مع وزير المالية إلى تسريع هذه العملية. نحن اليوم أمام انتخابات ستجدد مجلس النواب، ودوركم في الانتخابات مركزي دائما مع المواطنين. وبهذا المعنى، أنتم دعامة أساسية لنظامنا الديموقراطي، علما أن وزير الداخلية وزير الوصاية نهاد المشنوق لم يترك يوما هذا الموضوع، وأنا شاهد على ذلك لأنه يحمل قضيتكم على الدوام في كل الاجتماعات”.

وتابع: “أنا سعيد اليوم بأن أعلن أمامكم أنه في مجلس الوزراء غدا سنعين بإذن الله مجلس الإدارة الجديد، ونقر مرسوم الأجراء للصندوق، ليتمكن من تقديم الخدمات لكم جميعا، وهذا البند كان مدرجا الاسبوع الماضي، ولكن بسبب درسنا للخطة التي سنقدمها في باريس لم نتمكن من إقراره. هذه مؤسسة أنشأها الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل 15 سنة لتكون ضمانة للمختار، وحكومتي الأولى عينت مجلس إدارة لها قبل 8 سنوات، لكن لكي تفعل هذه المؤسسة، لا بد لها من مجلس إدارة جديد، لتتمكن فعليا من تقديم الخدمات المطلوبة”.

وأردف: “أنتم منتخبون لتقدموا خدمات إلى الناس، والحمد لله لم تقصروا، ولكن هناك خدمات تحتاجون إليها أنتم، وأهمها تعويض نهاية الخدمة وفرق الاستشفاء والخدمات الاجتماعية. وهنا، دور الصندوق التعاوني، ومديره العام جلال كبريت الذي أوجه له تحية على عمله وتفانيه بخدمتكم. لقد كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري يعتبر نفسه مختارا لانه كان يعرف الجميع ويتعاطى معهم. ولذلك، فإن محبته للمخاتير ولكم جميعا نابعة من ايمانه بالحاجة إلى هذه المؤسسة التي ترعونها وتعملون من اجلها، وانا كما قلت في بداية حياتي السياسية جئت لاكمل هذه المسيرة وأعدكم بأن كل ما كان الرئيس الشهيد يعمل عليه وكل ما تريدونه سينفذ باذن الله في أيامنا الأن أو إذا استمررنا بعد الانتخابات”.

وختم الحريري: “تحية لكل واحد وواحدة منكم في السراي. أشكركم جميعا على عملكم الذي هو حاجة للمواطن، ونحن بدورنا سنعمل على تسريع مكننة الاحوال الشخصية، وهذا أمر أساسي لكم وللمواطن اللبناني والدولة، وهو سيحصل وأمدكم الله بالعافية”.

بعد ذلك، أقيم حفل كوكتيل في المناسبة.