جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / سمك أعمى قد يساعد على علاج السكري
fish_shape_underwater_sea_ocean_52302_1920x1080

سمك أعمى قد يساعد على علاج السكري

أجرى باحثون من جامعة هارفارد الأميركية دراسات بحثية على سمك أعمى صغير يعيش في كهوف مظلمة بالمكسيك لتصورهم أنه قد يساعد على مكافحة مرض السكري !

وأظهرت النتائج التي توصل إليها الباحثون، ونُشِرَت مؤخراً بمجلة الطبيعة، أن هذا النوع من السمك يتكيف بشكل مميز لتنظيم مستويات السكر في الدم لديه. وقال نيكولاس روهنر، أحد الباحثين المشاركين، عبر بيان صحافي “لا نعلم ما إن كانت ستساعدنا دراسة السمك بشكل مباشر أم لا، لكن التطور جَرَّب الكثير من المتغيرات الجينية على مر ملايين السنين، وأعتقد أن ذلك أكثر ذكاءً من أي شيء من الممكن أن نتوصل إليه، حتى مع التعلم الآلي. وسيكون من السخافة ألا نهتم بالنظر في الموضوع”.

وباستخدام أداة تسلسل جيني تعرف باسم CRISPR، وجد فريق من علماء الوراثة أن هذا النوع من السمك مقاوم للأنسولين. ومن المعروف أن الأنسولين يلعب دوراً رئيسياً في تحويل سكر الدم المستمد من الطعام الذي نتناوله إلى طاقة، وهو يشبه كلمة المرور التي تساعد السكر الموجود في الدم على الوصول إلى خلايانا.

وأوضح الباحثون في السياق نفسه أن مشكلة مرضى السكري من النوع الثاني تكمن في أن الأنسولين إما أنه لا يعمل بشكل صحيح أو أنه لا يفرز بالقدر الكاف، وهو ما يؤدي في الغالب إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم.

وأضاف الباحثون أن سمك الكهوف المكسيكية هذا يتعرض بالمثل أيضاً لارتفاع بمستوى السكر في الدم، غير أن المفاجأة هو أنه لا يتعرض سوى لقليل من التأثيرات الصحية الناجمة عن ذلك.

وأظهرت دراسات سابقة أجريت على هذا السمك أنه يحتوي على جين يحفز على فتح الشهية بشكل نهم، وهي وضعية خطرة بالنسبة للبشر، لكنها تساعد السمك على تخزين الدهون خلال الفترات التي يواجه فيها ندرة بالطعام المتاح، كما أنها تساعد في إبقائه على قيد الحياة بالكهوف التي يوجد بها وفرة غير متناسقة من الطحالب.

ونوه الباحثون إلى أنه حين يرتفع مستوى السكر في الدم لدى البشر، فإن السكريات الموجود في الخلايا تُغَلَّف بشكل أساسي بواسطة السكر، ما يؤدي إلى تعطيلها.

وعلَّق على ذلك الباحث المشارك في تلك الدراسة، ميستي ريدل، بقوله “وما نتساءل بشأنه الآن هو كيف يكون مستوى السكر مرتفع بسمك الكهوف من دون بروتينات مغلفة بالسكر؟”. وعبر بحوثهم التي من شأنها إعانتهم على فهم الطريقة التي يتمتع فيها السمك بنمط حياة صحي رغم ارتفاع مستويات السكر لديه، يأمل الباحثون أن يتمكنوا من تطوير استراتيجيات تساعد البشر على التأقلم مع السكري.

“إيلاف” نقلا عن مجلة “ناشيونال جيوجرافيك”