احتلت منطقة #سنجار العراقية صدارة الأخبار بالعراق مرة أخرى بعد أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب #أردوغان بدء عمليات عسكرية تركية في هذه المنطقة لإخراج مقاتلين #أكراد منها.
ولكن الإعلام التركي ما زال غير واضح المعالم، حيث نفت مصادر عراقية عدة وجود عمليات تركية في سنجار، المنطقة التي تصدرت النشرات الإخبارية الدولية عام 2014 بعد أن احتلتها عناصر #داعش وقامت ببيع نساء المنطقة #الأيزيديات في أسواق النخاسة التي أقامتها في مناطق عدة ومنها #الموصل.
القصة الأخيرة بدأت، الأحد، بعد أن أعلنت وسائل إعلام عدة عن “توغل القوات التركية إلى جبال سنجار”، ولكن بعدها بدقائق نفى #الحشد_الشعبي هذه الأنباء وأكد أنه لا وجود لقوات أجنبية”.
ورغم النفي، مازالت المنطقة متأهبة خوفاً من حرب جديدة تقودها هذه المرة #تركيا. الموقف التركي أيضاً يوضح أنه ستكون هناك حرب قريبة، فنقلت وكالات الأنباء نية رئيس تركيا رجب طيب أردوغان لقيادة حرب عسكرية في سنجار لإنهاء وجود #حزب_العمال_الكردستاني في هذه المناطق.
هذه التصريحات تأتي عقب ما أعلنته الحكومة التركية عن انتصارات عمليات #غصن_الزيتون في #سوريا.
المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي #حيدر_العبادي لم يبدِ أي موقف رسمي إلى الآن، لكنه أكد لـ”العربية.نت” أنه لا وجود لأي تحركات عسكرية في سنجار حتى الآن.
سفير جمهورية تركيا في بغداد نشر تغريدة في تويتر قال فيها: “مرحباً، أود إعلامكم بعدم وجود عملية عسكرية تنفذ من قبل تركيا ضد وجود PKK في سنجار”.
وفي منتصف الليل، تحالف الفتح (التحالف الانتخابي لقادة ميليشيات الحشد الشعبي) أعلن أنه “على أهبة الاستعداد للدفاع عن أرض العراق”، وأن على أردوغان أن “لا يعتقد أن العراق لقمة سائغة له، وعلى الحكومة اتخاذ الخطوات الكفيلة بحفظ كرامة الوطن والدفاع عن سيادته وأمن مواطنيه، ونحن على أهبة الاستعداد للدفاع عن كرامة شعبنا وحفظ سيادتنا الوطنية، وسنكون دائماً حيث يتوقع منا أبناء شعبنا أن نكون”.
سنجار أم شنكال؟
قليل من السريانيين (المسيحيين) والكثير من الأيزيديين يشكلون واقع سنجار الديموغرافي، كما كان يحيطها قبائل عربية تمتد أصولها إلى المناطق الغربية من #العراق. وكانت تؤمن هذه المناطق من قبل قوات #البيشمركة الكردية التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة #مسعود_بارزاني. هذه التشكيلة التي اخترقت من قبل داعش عام 2014 كانت سبباً رئيسياً لدخول عناصر حزب العمال الكردستاني وتشكيلها قوات من السكان المحليين “الأيزيديين” باسم قوة حماية سنجار YBS.
سنجار أو كما يسميها الأكراد “شنكال”، دخلها الأكراد في نوفمبر 2015 بدعم من قوات التحالف الدولي وبإسناد من حزب العمال الكردستاني PKK بعد أن شهد إقليمهم انتكاسات كبيرة بعد إجراء استفتاء الاستقلال عن العراق في سبتمبر 2017.
وفقد إقليم كردستان جميع الأراضي المتنازع عليها التي استولى عليها بعد طرد عناصر داعش منها، لكن جزءا من قوات حزب العمال الكردستاني بقيت متواجدة في جبال سنجار.
تواجد قوات حزب العمال الكردستاني في سنجار أثار حفيظة تركيا. فبعد دحر داعش وإعلان العراق النصر، لم تبق ذريعة لتواجد الـ PKK العدو اللدود لأنقرة هناك.
الموقف التركي يوضح جلياً أنها لا تريد أن تسمح بتواجد قوات حزب العمال الكردستاني في سنجار ومحيطها، إذ تعتبره يتعارض مع أمنها القومي وإلا ستكون المنطقة الهدف الآخر بعد “عفرين السورية”.
حزب العمال الكردستاني يعلن عن تنسيقه مع بغداد
حزب العمال الكردستاني قبل أيام أعلن الانسحاب من سنجار بالتنسيق مع حكومة #بغداد، ولكن صمت بغداد استمر ولم يعلن موقفاً بعد هذا الإعلان.
هذا الإعلان يضع الموقف العراقي الرسمي في حرج، إذ إن الحزب مصنف دولياً بأنه إرهابي، ما يثير استفهاماً حول وجوده إلى جانب الحشد الشعبي في سنجار.
هذا الاستفهام يعيدنا إلى حروب ما قبل تحرير سنجار من تنظيم داعش، حيث كانت بعض المصادر الإخبارية تتحدث عن وجود اتفاق بين قيادات الحشد الشعبي وحزب العمال الكردستاني يقضي بتزويد عناصر الحزب بالأسلحة إلى جانب وقوف الأخير معه في حرب التحرير.
هذا الاتفاق وصمت بغداد إزاء الأحداث الجارية يثير الشكوك حول دور إيران لبقاء عناصر PKK في المنطقة لإنشاء ممر بري آمن يربط إيران بالعراق وسوريا مقابل بقائهم في هذه المناطق، وأن العلاقات الطيبة بين ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة إيرانياً في العراق وقيادات حزب العمال الكردستاني خلال فترة تحرير الموصل تؤلب الموقف التركي الذي بات قاب قوسين أو أدنى من “غصن زيتون” آخر في العراق.وفق ما ذكرت العربية.نت.