كتب نبيل هيثم في صحيفة “الجمهورية”: غالبية الأطراف السياسية سلّمت بالأمر الواقع الذي فرضه القانون الانتخابي، وأقرّت بخسارتها لبعض المقاعد النيابية، وراحت تبحث عمّا يمكن أن يحدّ من هذه الخسارة ويجعلها ضمن السقف المعقول الذي يمكن أن تتحمّله، ولا يؤثر على حضورها ودورها السياسي ولا على موقعها، ومواقعها، في السلطة.
التحضير لانتخابات أيار، ظهّر إرباك الطاقم السياسي، انما بنسب متفاوتة بين طرف وآخر، وصار الهمّ الأساس هو كيفية بلوغ “الحاصل” أو “الحواصل”، قبل الصوت التفضيلي وتحديد وجهته ضمن اللوائح. ولتحقيق هذا الهدف، اعتمدت هذه الاطراف قاعدة “الغاية تبرّر الوسيلة”، فبرّرت لنفسها صياغة تحالفات هجينة وغير واقعية، يقفز فيها كل طرف فوق كل مبادئه وثوابته السياسية.
تلك المبادئ والعناوين تربّى عليها جمهور كل طرف، وتفاعل معها على مدى سنوات طويلة، ودافع عنها، وتحمّل نتائجها بسلبياتها وإيجابياتها، فجأةً يتمّ القفز عنها، وبطريقة أظهرت هذا الجمهور، مجرّدَ أغنام لا رأيَ لها، مهمّتها فقط أن تُساق في يوم الانتخاب الى الاقلام لتُسقط صوتها في صندوق الاقتراع، بلا أيّ تحفّظ او اعتراض.
وكما هذه التحالفات أثرت على الجمهور، الذي سيظهر طبعاً يوم الانتخاب، إلّا أنها حرّكت تساؤلات جدّية داخل التيارات والأحزاب المشاركة فيها، وتحفظات واعتراضات على هذه التحالفات، وجرى التعبير عنها بصوتٍ عالٍ أحياناً، من قبل فئة من الكوادر والمسؤولين في بعض الأحزاب والتيارات، وجدت نفسها فجأة، أمام “أمر” القيادة الحزبية: “نفّذ ثمّ اعترض”، ويفرض عليها أن تنقاد مكرَهة لأن تقبل اليوم بما كانت ترفضه أمس، و”تبلع” قناعاتها وكل ما يعارض ويناقض المسلمات والمبادئ التي تربّت عليها، أو وضعها على الرفّ!
على أنَّ دويَّ هذه التساؤلات، كان الأعلى والأكثرَ صخباً، داخل التيار الوطني الحر؛ شريحة واسعة من الكوادر لم تستسِغ فكرة “الانتخابات المصلحية”، ولا الطريقة التي تُعتمد في نسج التحالفات واختيار المرشحين وحلفاء اللوائح. وهو الامر الذي دفع البعض منهم الى الاستقالة من التيار ومغادرته احتجاجاً على الأداء السياسي والانتخابي.
وإذا كانت قيادة التيار مصمّمة على المضي في الطريق التي رسمتها والمؤدّية الى ترجمة شعار “التيار القوي” وتحقيق اكبر حضور نيابي للتيار في المجلس النيابي المقبل، إلّا أنّ كلاماً آخر متداوَلاً داخل التيار، وبين الناشطين المبعَدين منه والمعارضين للقيادة، حول أزمة كامنة في الداخل، ومن تأثيراتها المباشرة أنّ هناك مَن استقال، وهناك أيضاً مَن ينتظر، أو أنه صار على وشك المغادرة. ومن تأثيراتها أيضاً سؤالٌ إتّهامي طرحه أحدُ الكوادر الحاليين: “هل إنّ ما يقوم به التيار بقيادته الحالية اليوم هو الصحّ، وإنّ ما كل ما قام به منذ انطلاقته هو الغلط”؟
هذه الأزمة، يردّها المعترضون الى مجموعة أسباب.
لقراءة المقال كاملا اضغط هنا
(الجمهورية)