فيما بدأت ورشة العمل الرسمية – الحكومية – البرلمانية لانجاح مؤتمر «سيدر- 1» المحدد في السادس من نيسان في باريس، فان مؤتمر روما – 2 لم يكن على مستوى الآمال، حيث اجتمعت 43 دولة ولبنان لم يحصل على ايّ نتيجة ملموسة، حيث لم تظهر اي لائحة باسلحة لتقديمها له.
مصادر وزارية واسعة الاطلاع كشفت ان حكمة رئيس الجمهورية والقيادة العسكرية اللبنانية فوتت فرصة على المصطادين بالماء العكر للمؤتمر، حيث وصلت قبيل ساعات من انطلاق الاجتماع رسالة واضحة الى بيروت مفادها ضرورة صدور موقف رسمي حول مسالة الاستراتيجية الدفاعية ، وهو ما دفع برئيس الجمهورية الى تضمينه في خطابه «المعلوماتي الرقمي»، انقاذا للموقف في بضع كلمات، على ان يتولى رئيس الحكومة متابعة الموضوع من روما، وهو ما حصل بالفعل بعد تنسيق المواقف بين بعبدا وبيت الوسط.
وتابعت المصادر بان الرئيس العماد عون يحرص على تأكيد موقفه من الاستراتيجية التي تبحث قبل الانتخابات النيابية انما بعد اتمام الاستحقاق الذي يستوجب التحضير له كل رعاية وعناية باعتباره يشكل مفصلا اساسيا في الحياة السياسية اللبنانية وفي المسار العام للدولة ككل، ناقلة ادراكه لخفايا واهداف البعض من اثارة القضية راهنا املا في توظيفها في الحملات الانتخابية وبالتالي فهو يدعو المهتمين والمعنيين الى التفكير في مصلحة البلاد اولا واخيرا خصوصا وان الموضوع يعني اللبنانيين اولا وتوافقهم حول الرؤية الانسب وبما يوفر الطمأنينة لكل المكونات اللبنانية والسلامة العامة.
ورأت المصادر ان الطرح ليس للمساومة او «مزحة» كما حاول ان يوحي البعض، وان ما سمعه الوفد اللبناني في روما خلال الاجتماعات الجانبية كان واضحا لجهة ترداد الكلام الذي ينقل عن المسؤولين الدوليين دوما ،خصوصا ان ذلك ترافق مع تقرير لامين عام الامم المتحدة تحدث فيه اكثر مرة بصراحة عن موضوع دور حزب الله وسلاحه وخطره، غامزة من قناة الجو العام للمشاركين غير المتحمسين لتقديم المساعدات قبل بت موضوع الاستراتيجية الدفاعية، متحججين بان لا شيء ضاغطا حاليا على الصعيد العسكري والامني بعدما نجح لبنان في ضرب الارهاب عسكريا، من جهة ولان الخطة الموضوعية تمتد لخمس سنوات وبالتالي فان المجال لا يزال سامحا لبت المسائل العالقة.
اما فيما خص الخطة التي وضعتها قيادة الجيش، والتي سبق ان اطلعت عليها الدول المشاركة قبل انعقاد المؤتمر، خلافا لكل ما يجري تداوله، فقد حازت تنويه واعجاب الوفود نظرا لدقتها واسلوب تجهيزها واحترامها للمعايير الدولية وصوابية المطلوب والغاية منه، وهو ما سيترجم لاحقا مساعدات عينية تلبي حاجات الخطة الخمسية، وهو ما يعتبر انجازا مهما لا يقل اهمية عن انجاز صفقة المليارات الثلاث التي لم يكتب لها النجاح.
وحول ما يثار عن الدور الاميركي ،وصفت المصادر الامر بالايجابي جدا،حيث كان هناك دفع اميركي واضح وتحفيز للدول على ضرورة دعم وتعزيز القوى الشرعية اللبنانية، وعدم وجود اي فيتوات، بعدما اثبت الجيش اللبناني كفاءة وبراعة واستحق عن جدارة ما قدم له من مساعدات،مؤكدة ان التعاون لن يتوقف مع الجانب الاميركي الذي فصل بين برنامج المساعدات الموقع مع الطرف اللبناني ومؤتمر «روما2»، وكذلك دول الاتحاد الاوروبي وفي مقدمتها فرنسا ،المانيا وبريطانيا، وايطاليا، التي لزمت اميركيا مسالة تجهيز وتدريب افواج الحدود البرية اضافة الى «الفوج النموذجي»، وكذلك المستلزمات التقنية لحماية خط الحدود من السلسلة الشرقية وصولا الى العريضة، وقد بوشر تنفيذ المرحلة الثالثة من هذا المشروع، مع الاشارة الى ان ثمة حديثا عن امكان تقديم الاميركيين بعض المساعدات اللوجستية في هذا الخصوص من ضمن برنامج سنوي مخصص لمكافحة الارهاب.
(الديار)